• 18 آذار 2024
  • مقدسيات

 

يكتبها احمد هيمت 

 

ها قد مضيت صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك في المسجد الاقصى بهدوء غير متوقع خاصة وأن الشرطة الإسرائيلية قد حولت  المدينة الى ثكنة عسكرية بكل ما في الكلمة  من معنى لدرجة ان جميع افراد الشرطة الذين يتواجدون عادة على مداخل الأقصى والذين يحولون حياة كل من يمر من خلالهم الى جحيم اختفوا عن تلك الأبواب و تمركزوا على بوابات البلدة القديمة ، كان على العديد من المقدسيين استخدام المواصلات العامة للوصول إلى البلدة القديمة  على أمل أن يتمكن من الدخول الى الاقصى .

 وهذا ما كان مع الشاب عدي ناصر ٢٧ عاما من بيت حنينا شمال القدس الذي فضل ان يستخدم المترو  وان ينزل في المحطة قبالة بلدية القدس ومن هناك يسير حتى مدخل باب الخليل و لدهشته لم يجد أي حاجز عسكري على مدخل باب الخليل ،  مما دفعه الى الاسراع بتصوير فيديو الوضع وارساله عبر وسائل التواصل الاجتماعي  ليقول لسكان القدس الطريق سالك تعالوا الى الاقصى ، وفعلا انتشر هذا الفيديو بسرعة عبر المجموعات المختلفة في الواتس اب .

 واستمر ناصر بالسير نزولا من باب الخليل الى طريق باب السلسلة وهناك اكتشفت وجود حاجز قبال باب السلسلة على مدخل المسجد الأقصى  ودهشته مرج أخرى لم يتم إيقافه رغم انه من الفئة التي تمنعها عادة الشرطة الإسرائيلية من الدخول إلى الاقصى للصلاة من السابع من أكتوبر الماضي 

 وصف عدي ناصر سعادة التي قال انه لا يمكن وصفها لحظة دخوله الأقصى بعد طول غياب  قائلا والله كنت ارغب بتقبل كل حجر  وكل بلاطة وكل انسان وجدته هناك تعبيرا عن  اشتياقه لهذا المكان  حتى أشجار الأقصى  بسروه وزيتونه اشتقت اليه ، في هذه اللحظة حبس دموعه التي كانت واضحة انها قد تجمعت في عيونه .

 وأكمل حديثه قبل ان يقوم بصلاة ركعتين تحية للمسجد وشكرا لله على تمكنه من الدخول الى الاقصى : أن الحرم الشريف اي المسجد الأقصى هو هويتنا وبدون الأقصى لن تكون لنا هوية، حتى القدس  لن تكون لها هوية بدون الأماكن الدينية فيها تخيل القدس بدون الاقصى وبدون كنيسة القيامة ، ستصبح مدينة عادية  مثل باقي مدن العالم بل ستكون أقل المدن جمالا ورونقا ” قال هذه الكلمات وغاب بين صفوف المصلين داخل المسجد القبلي  

    صلاة الجمعة  هذه الأولى تعتبر اشارة الى ان اسرائيل عندما ترغب يمكنها أن تخفف على الناس وان تعيد الهدوء  الى المدينة ، فلقد شارك  في صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك عشرات الآلاف لأول مرة ، وفقا لأرقام دائرة الأوقاف الإسلامية فلقد شارك بها قرابة الثمانين ألف مصلي  من مختلف أنحاء فلسطين من القدس ومن داخل اسرائيل  وحتى من الفلسطينيين من الضفة الغربية وبالتحديد من رام الله وبيت لحم والخليل  رغم ان الاعداد كانت اقل بكثير من  مقارنة بالأعوام الماضية مرة.