• 1 آذار 2022
  • مقابلة خاصة

 

 القدس - أخبار البلد - كتب المحرر الثقافي : حظيت المكتبة العربية عامة وفي القدس بشكل خاص باصدار جديد ومميز يعتبر فريدا من نوعه بل الأول في هذا الحقل باللغة العربية ، فهذا الكتاب رغم أن عنوانه طويل وكان بالإمكان إختصاره ، الى بعض كلمات ، فهذه العناوين الطويلة قد يكون مردودها سلبي وغير مشجع للقارئ ،  إلا انه كتاب يستحق الاقتناء والقراء والتمعن به. 

 انه كتاب " ترتيبات الوضع القائم في كنيسة القيامة: النزاع القبطي الإثيوبي على دير السلطان انموذجا" الكاتب سايمون كيفورك ازازيان ،  هذا الكتاب هو الأول  للصحفي النشيط والذي له باع في عالم الإعلام المحلي.

 وكتب مقدمة الكتاب الدكتور المتخصص ومدير مركز الدراسات المقدسة في جامعة القدس " يوسف النتشة"  والذي قال في المقدمة "  

".....ولا مندوحة من التَّأكيد على أن هذا الكتاب يكتسب أهمّية عظيمة؛ فعلاوة على مكانته البحثيَّة وما ورد فيه من جهد وتتبع وتحليل، فإنه كتب بايدي باحثين محليين فلسطينيين، وانه ينشر في وقت امتد وتطور مفهموم الوضع القائم ليشمل أماكن إسلامية خالصة كالمسجد الاقصى والحرم الابراهيمي في الخليل وأماكن أخرى عديدة في أنحاء الضفة الغربية. وهذا يظهر للمهتم والقارئ أن موضوع الوضع القائم، على تعقيداته اللامتناهية، يرتبط بأحوال الحكم والقوة والسيادة، وأن هذا الموضوع متطور وليس جامد ويرتبط تفسيره وتنفيذه بعدة عوامل. وكذلك فإنه من الأهمية بمكان ملاحظة أن دلالة ارتباط الوضع القائم بالقوة الحاكمة المسيطرة، هو أن الأماكن الإسلامية، رغم أنه لا يوجد صراع أو اختلاف عليها بين المسلمين أنفسهم، قد ادخلت في قائمة الوضع الراهن، دون وجود خلفيَّة تاريخيَّة أو ضرورة لذلك، والفهم الوحيد لذلك هو محاباة السلطة البريطانية للادعاءات الصهيونية اللاحقة بخصوص بعض حقوقهم ومن وجهة نظرهم. ولعل بنود صك الانتداب الخاصة بذلك، كما يوضحها البحث، تفسر وتدعم ذلك (ص 45-46)، وكذلك باضافة بعض الاماكن اليهودية. وليس أدلّ على ارتباط فكرة الوضع القائم بالمصالح والقوة والسلطة صاحبة السيادة مع ضمان مصالحها هو "اختفاء حالة الوضع الراهن بخصوص الاماكن الاسلامية في العهد الاردني بخصوص الاماكن الإسلامية".

 ويختتم الدكتور النتشة مقدمته بالقول " ومن نجاحات الباحث والبحث أنه فضح موقف اسرائيل الرسمي من قضية الوضع القائم، وكيف أنها تدخَّلت بدوافع سياسيَّة وعبثت في حالة الوضع الرَّاهن، وكيف أنها اخفقت ايما إخفاق ان تكون وسيطا نزيها في الخلافات والمنازعات التي شجرت بين الطوائف المسيحية بين الحين والآخر، خاصة تلك التي تتعلق بالنزاع بين الاقباط والاحباش على دير السلطان وكنيسة الفرسان الأربعة والملاك الصغير.

 من جهته قال المؤلف سايمون كيفورك ازازيان في مقابلة خاصة معه  شبكة " أخبار البلد" ان استقبال الجمهور للكتاب كان مرضيا وغير متوقع "  إن الجمهور في القدس استقبال الكتاب  بشكل  مشجع وايجابي ، وأكثر من كان مهتم بهذا الكتاب هم  الادلاء السياحيين لدرجة ان نقابة الادلاء في القدس حجزوا أكثر من مائتي نسخة من الكتاب  وتوزيعه على الادلاء  في القدس وبيت لحم وحيفا والناصرة ، الاستجابة كانت مهمة  خاصة من الأكاديميين فبعض الجامعات في العالم طلبوا نسخا من الكتاب ،إلى الأردن والقاهرة والولايات المتحدة ، ان سبب هذا الاهتمام هو النقص في المراجع العربية وخاصة بما يتعلق بالوضع الراهن.

 واضاف ان الكتاب يحتوي على جزء من وثيقة كاتس  التي تترجم للمرة الاولى  الى اللغة العربية وهذه كانت اضافة كبيرة للكتاب ، اضافة الى موضوع دير السلطان والذي هو بحد ذاته  موضوع يهم كل الاقباط حيث كشفت في الكتاب النقاب  عن  وثائق سرية تعرف باسم مشروع القهوة  والتي لم  تنشر من قبل باللغة العربية وهذه الوثيقة لاقت استحسان كبير من قبل الكنيسة القبطية وخاصة البابا في مصر 

  وشدد سايمون ل"أخبار البلد" على أن الهدف من كتابة هذا الكتاب هو تثقيف الأجيال الجديد بموضوع الوضع القائم " الستاتيكو"  وكيف وصل لنا وكيف تطور في السنوات الماضية  وكيف  يتم تطبيقه هذه الأيام وكيف ان جزء منه  ملتزم باتفاقية الوضع القائم والتي وضعها السلطان عبد المجيد  وايضا كيف  الوثيقة التي كتبها كاست والوثيقة في الكتاب لا يغطى كنيسة المهد وسبت النور  وهذا القسم سيصدر لاحقا كتابين  في متناول الجميع مجانا

 الهدف ايضا كان إبراز دور إسرائيل في تغيير الوضع القائم وكيف ان هذا أحدث ضررا كبيرا  وخاصة بتسليم مفاتيح دير السلطان  من الاقباط الى الأحباش  لدوافع سياسية ، فاسرائيل نفسها تعترف انها ارتكبت خطأ فادح بهذا العمل ، فكان ضروريا ان نظهر ان الكنيسة والمسيحيين يتعرضون  للضغوط السياسي والمضايقات التي يتعرض لها كل مقدسي سواء كان مسلم او مسيحي .

 وختم مؤلف كتاب " ترتيبات الوضع القائم في كنيسة القيامة" سايمون ازازيان  حديثه ل" أخبار البلد" بقوله " نصيحتي لمن يرغب بقراءة  الكتاب ان يكون  لديه قلب كبير وواسع لكي يتفهم أن هناك خلافات عميقة  موجودة بين الطوائف المسيحية الستة التي  لها تواجد في كنيسة القيامة ، وأن يكون مدركا إلى أهمية تثقيف  اولاده  واحفاده  بموضوع الستاتيكو لأن هذا هو الحامي في كنيسة القيامة خاصة وأن هناك الكثيرون الذين يعترضون عليه ويقولون انه مقيد  وبالتحديد الكنائس الصغيرة ، أما  الكنائس الكبيرة فهم نوعا ما مرتاحين  من الستاتيكو لانه اثبت نجاعته وقدرته على المحافظة  على الوضع السلمي في الكنيسة رغم أنه في بعض الأحيان تحدث مشادات واشتباكات  ولهذا يجب  على الأجيال القادمة انه تفهم هذا الوضع وأن تعمل على المحافظة عليه .