• 20 حزيران 2023
  • مقابلة خاصة

 

 القدس - أخبار البلد - كتب الصديق الغالي  الصحفي المعروف "حافظ الميرازي"  من واشنطن على صفحته في الفيسبوك عن احتفال شارك فيه في واشنطن وعن ملاحظاته وخاصة ما اسماه غرور الشاعر تميم البرغوثي. ونحن في " أخبار البلد" نعيد نشر ما كتبه الصديق العزيز حافظ الميرازي حرفيا ، خاصة وان غرور الشعراء والكتاب قد يكون منفرا وليس جاذبا .

تكريم تميم البرغوثي في واشنطن، ولكن أن تسمع شعره.. خير من أن ترى غروره

ترددت كثيرا في كتابة هذا البوست، حتى لا يفتح المجال لتعليقات سلبية تنال من شخص أقدر جدا  موهبته وقدرته الفذة في صياغة أفكاره شعرًا ونثرا، كما أحترم مواقفه وأسرته الوطنية والقومية ضد الاستبداد العربي والاحتلال الإسرائيلي، بجانب إعجابي بكتابات وإبداعات وسيرتي حياة الراحلين: والده الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي ووالدته الروائية المصرية رضوى عاشور.

لكن كتبت على أمل نصيحة، ولو  متأخرة في ان تغير سلوك رجل اكمل 46 سنة في أن يغيّر أسلوب تعامله مع الجمهور، لأن أداءه أو مسلكه يعطي انطباعا بأنه مغرور  بشكل منفر ومحبط لمحبيه من العرب الذين أحبوا شعره ونبوغه وسيرة أسرته النضالية. 

أمس الأحد، استضافته لتكريمه وللحديث بحفلها السنوي في واشنطن منظمة العرب الأمريكيين ADC العريقة والتي استضافت من قبل متحدثين مثل الدكتور إدوارد سعيد والشاعر نزار قباني، الذي القى أهم قصائده بحفل عشاء ضخم للجمعية.

لكن خلافا للعملاقين الراحلين اللذين تحدثا قبله، علما بأن الحديث على حفل عشاء او غداء يشبه الحفل السنوي لمراسلي البيت الأبيض بمشاركة الرئيس ومتحدثين، تقليد يعرفه جيدا دكتور تميم الذي عاش بواشنطن وكان محاضرا بجامعاتها، لكنه أصر امس قبل دخول القاعة الا يأكل أحد وهو يتحدث، وألا يضعوا على الطاولات حتى اطباقا فارغة بحيث يُقدم الطعام بعد نهاية كلمته، ثم ألا يلقي شعرا ، بدعوى ان للشعر قدسيته ولافتقاد محراب الشعر هناك. وقرر الاكتفاء بكلمته رغم نداءات الجمهور مطالبين ببعض الشعر ممن جاءوا لسماع أشعاره. وحين انتهى من كلمته وعاد لمائدته، رفض للكثيرين والكثيرات طلبهم أن يأخذوا صورة معه.. وحتى القلة او المحظوظين الذين اعطاهم استثناء الصورة، اشترط مرة واحدة بحيث لا يكررونها! بل وطلب عبر منظمي الحفل  من الحاضرين، الا يصور احد ولو بكاميرا تليفونه كلمته او يلتقط صورة له على المسرح!! 

من حق الكاتب والشاعر ان ينفر من الجمهور، وان ينعزل بصومعته او في استوديو يرسل منه كتاباته وأشعاره عبر الإعلام دون احتكاك. لكن نصيحتي طالما وافق الشخص ان يتحدث لجمهور او يحتك بهم، فليتحمل بعض التنازلات، حتى ولو اعتبر نفسه من نجوم الروك بالكلام لا الغناء،  فمن يكتب عن الشعوب ومعاناتها يُفترض ألا يتصرف كالأباطرة!