• 27 تموز 2023
  • مقابلة خاصة

 

 القدس - أخبار البلد -  دخلت اللغة العبرية إلى قاموس العرب اليومي بشكل كبير في الاوانه الاخيرة وباتت بالنسبة للجيل الجديد لغة شبه اساسية اضافة الى  اللغة العربية الأم ، بل أصبح التعبير باللغة العبرية لدى الكثيرين من المثقفين العرب العاملين في المؤسسات الإسرائيلية اسهل عليهم من التحدث بلغتهم الاصلية، ولم يعد من المستهجن أن تسمع العربي يتحدث لغة غريبة هي مزيج بين العربية والعبرية  في كل الأماكن حتى في البيت ، ذلك الوضع زاد من غربه العربي ، خاصة وأن اللغة العبرية تهيمن على كل مرافق الحياة اليومية بالنسبة للعرب في الداخل وفي القدس .

 هذا الموضوع كان محور كتاب "العولمة والعبرنة في المشهد اللغوي لدى الفلسطينيين في إسرائيل" للباحث محمد امارة والصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ،ويقول المؤلف في كتابه إن اللغة العربية بقيت اللغة المهيمنة لقرون طويلة على الرغم من وجود العديد من اللغات في المشهد اللغوي الفلسطيني، حيث تعزز حضورها وحيويتها بعد الفتح الإسلامي لفلسطين، وعلى الرغم من أن فلسطين مر عليها مستعمرون من مختلف الشعوب، فإنها حافظت على هويتها العربية والإسلامية، وكذلك على اللغة العربية.

ويشير  المؤلف محمد امارة إلى أن التغيير الجذري حدث بعد التحولات الجيوسياسية في المنطقة وإنشاء إسرائيل، التي قامت بتهويد الحيز، وجعل العبرية اللغة المهيمنة في المجالات العامة. وعلى الرغم من إبقاء العربية لغة رسمية (إلى أن سن قانون القومية سنة 2018 وألغيت رسميتها) فإنها في الواقع كانت مفرغة من مضامينها القومية.

ويرى أمارة أن اللغة أساسا ممارسة ثقافية، وأنها موقع للتنافس الأيديولوجي، كونها تشتمل على علاقات قوى غير متجانسة بين المجموعات والأفراد وأن الصراعات المؤدلجة أكثر حدة من غيرها من الصراعات، حيث تكون لها انعكاسات وتفاعلات لغوية واضحة وقوية، ويتبنّى وجهة النظر التي تعتبر اللغة جزءا من الحالة الاستعمارية السائدة في الصراع الدائر في الشرق الأوسط، والتي انبثقت من مفهوم الاستشراق اللغوي المكمل للحالة الاستعمارية وتجلياته في حالة اللغة العربية ومكانتها في إسرائيل.

ويشير كذلك إلى أن دراسة التاريخ الاجتماعي للغة العربية ونتاجاتها والمواقف منها داخل إسرائيل تنبثق من السياق الاستعماري، حيث رأت مؤسسات الدولة اللغة العربية كلغة أجنبية، ومسألة السيطرة عليها هي تعبير عن القوة الاجتماعية والسياسية لليهود في الدولة.

ومثلما هي الحال في الأنظمة الاستعمارية الأخرى، تعمل اللغة في خدمة المؤسسة التي تعمل، كما يقول، من ناحية على مصادرة الفضاء الثقافي – الإقليمي وقدرة اللغة العربية على أن تكون أداة لتعزيز الهوية القومية، ومن ناحية أخرى هي تنظر إلى اللغة لدى الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل. على أنها أقل شأنا ولا تلائم المجتمع اليهودي الذي يرى أنه يمتلك ثقافة أعلى شأنا في الشرق الأوسط.

ويشير أمارة إلى أن مؤسسات الدولة والعرب الفلسطينيين أنفسهم إلى اللغة العربية الفصحى رمزا للوطنية والقومية، وبالتالي أدركوا أن الطلاقة فيها والسيطرة عليها من شأنه أن يمكن من تعزيز هوية هذه المجموعة، ولذلك عملت الدولة على منع هذه العملية.