• 8 تشرين الثاني 2023
  • مقابلة خاصة

 اسطنبول - أخبار البلد -  كتب أحمد هيمت : 

 نشر أحد المواقع الأدبية مقالة مبدعة  (لم نعرف صاحبها )عن قوة الارادة والقدرة على عمل المستحيل  بطلة هذه الحكاية الحقيقية هي سيدة كانت ترغب بتذوق الأدب كما يجب من مصدره الاصلي وليس عبر الترجمات الركيكة في بعض الأحيان كما يحدث هذه الأيام التي تتسابق فيها دور النشر إلى الإسراع في نشر قصص وكتب مترجمة بدون التاكد ان الترجمة تنصل روح النص الأدبي بشكل خاص ، فيخرج  علينا نص  اقل ما يقال عنه بأنه نص ممسوخ لا هو قريب من النص الأصلي ولا هو نص قائم بذاته 

 واليكم حكاية هذه السيدة على أمل أن تكون تجربتها نبراسا للكثيرين منا : 

 قررت ماري هو بسن السادسة والخمسين  ومعلمة الموسيقى ، فجأة أن تتعلم اللغة الروسية، بل وقراءة «الحرب والسلام» في النص الأصلي.

 بدأ كل شيء في المستشفى عندما نصحها الأطباء بالراحة ولأنها تحب الكاتب الروسي الشهير "ليو تولستوي" أحضرت لها ابنتها النسخة الإنجليزية لرواية المعروفة «الحرب والسلام»، واعتبرت وجودها في المستشفى فرصة لقراءة روايتها المفضلة. 

كنها صدمت بعدم فهمها تولستوي، وقررت دراسة لغته.وبعد مغادرتها المستشفى، وجدت معلمة للغة الروسية من بين المهاجرين من روسيا، وبدأت تتعلّم إحدى أصعب اللغات ، وعند وصولها سن الثانية والستين استطاعت ماري قراءة وفهم اللغة الروسية بشكل مقبول تماماً.

 لكن وكما يعرف الكثيرون المتخصصون ان مستوى «الحرب والسلام»  عالي  جدا وهذا ما شعرت به ماري ، لتحسين معرفتها، التحقت بالجامعة في قسم فقه اللغة السلافية. على الرغم من أن زملاءها في الصف تتراوح أعمارهم بين 19 و20 عاماً (تم قبول ماري على الفور كطالب في السنة الثانية)، إلا أنها أصبحت صديقة للكثير منهم بسهولة. 

استغرقت عامين آخرين لقراءة «الحرب والسلام» للمرة الثانية، وهذه المرة باللغة الروسية. على حد تعبيرها، كان عليها أن تقضم كل جملة، لكنها فعلت ذلك بسرور كبير. في الرابعة والستين، ذهبت ماري هوبسون للتدريب لمدة عشرة أشهر في موسكو، مع بقية الطلاب وعاشت في هذا العمر في سكن طلابي ولم يزعجها هذا الوضع بل  استمرت في تلقّي المحاضرات في موسكو وقضاء وقتها في المكتبة. ومن هناك بدأت تترجم «الحرب والسلام»، واستطاعت الحفاظ على المعنى الحرفي للنص والعديد من الاستعارات والقوافي والمقاييس! في السادسة والستين، التحقت بالدراسات العليا لتكتب أطروحة دكتوراه باللغة الروسية  حتى  أصبحت مترجمة محترفة. 

بعد تولستوي، قامت بترجمة بوشكين، وأصدرت كتباً صوتية لأشعاره بصوتها لتحصل على العديد من الجوائز. ماري هوبسون الان تبلغ من العمر الخامسة والتسعين عاما  كاتبة وشاعرة ومترجمة إنكليزية، كتبت ثلاث روايات، وحصلت على ميدالية بوشكين الذهبية وجائزة «ديفوتي»، ومستمرة بالإبداع منذ عام 1966 حتى يومنا هذا.

 واختتم صاحب المقالة  بعبارة ا إذا وجدت النية. وجدت الطريقة ! Where there’s a will, there’s a way.