• 22 كانون الثاني 2024
  • مقابلة خاصة

 

 اسطنبول - أخبار البلد - كتب أحمد هيمت : 

 

يعتبر الارشيف العثماني من اغني ان لم يكن اغنى أرشيف عالمي من حيث الحجم والدقة والتنوع  والشمولية لكل مناحي حياة الامبراطورية العثمانية ، ويحتوى هذا الأرشيف المنوع على عشرات الملايين من الوثائق التي حافظت عليها السلطنة العثمانية ومن بعدها الجمهورية التركية .

 وفلسطين كانت من أهم المناطق التي تحظى بأهمية  خاصة حالها بذلك كحال بيروت وحلب والقدس ، واصبح الارشيف المرجع الأهم لكل صغيرة وكبيرة في فلسطين واهم الوسائل للحفاظ على  الارث الاسلامي العربي المسيحي فيها . 

 ولهذا فإننا في شبكة " أخبار البلد" المقدسية سوف نلقى الضوء بين الفترة  والاخرى على قسم من هذه الوثائق  والتي تروي حكاية معينة من حكاية فلسطين عامة والقدس بشكل خاص .

 وهذه المرة حكايتنا هي حكاية ذلك المسجد الفريد من نوعه والقابع في قلب البلدة القديمة من مدينة نابلس ، بالتأكيد أنه  المسجد الحنبلي الذي لولا وثائق الأرشيف العثماني لما حافظ على تفرده عن بقية مساجد فلسطين بما يملك ، واليكم الحكاية من بدايتها كما روتها الوثائق العثمانية.

 في كل عام في نفس اليوم ونفس الساعة ونفس المكان يتم إخراج  صندوق خشبي محجر ومزين بالصدفة تدل هيئته على انه قديم جدا جميل ملفوف بقماش مزركش ( يشبه الى حد كبير ذات الصندوق في الجامع الكبير بمدينة طرابلس في لبنان ) من غرفة معتمة صغيرة خلف محراب المسجد ليوضع وسطه أمام المصلين  لتبارك وإلقاء نظرة على ما فيه ، وذلك في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك أي  ليلة القدر من كل عام ، أما المكان فهو المسجد الحنبلي العريق في قلب البلدة القديمة من مدينة نابلس  شمالي الضفة الغربية .

أما الصندوق فإنه يحتوى على ثلاث شعرات من لحية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، ويوجد  مثلها في الجامع الكبير في طرابلس وكانت موجودة في أحد مساجد بيروت ولكنها اختفت  اثناء الحرب الاهلية هناك .

 هذه الشعرات المباركة حملها من الأستانة عاصمة الدولة العثمانية ممثل نابلس في مجلس المبعوثين العثماني "علي حيدر بك " طوقان الذي بفضله وصلت هذه الهدية المباركة من السلطان " محمد رشاد الخامس) إلى مدينة نابلس .

ووفق الوثائق التي وصلت نسخة منها لشبكة " أخبار البلد" المقدسية فإن المسجد تم ترميمه بتبرع من السلطان العثماني وبعد ذلك تم إهداءه هذه الهدية المباركة 

ففي الوثيقة العثمانية التي تحمل رقم  (  BOA, MB.İ, 162/7 ) كتب ما يلي حرفيا :  

" يقع في مدينة نابلس جامع عمر الفاروق (رض) و المعروف بإسم "المسجد الحنبلي" ولكونه على وشك الخراب. فقد تبين من رسالة كبير كتاب جلالة السلطان خالد ضياء بك إلى وزارة الداخلية، حول تبرع السلطان (محمد رشاد الخامس) بمبلغ 100 ليرة لإصلاح المسجد المتهدم. (الإرادة). في 8 أيار 1327 (21Mayıs 1911 ) في 22 جمادى الأول 1329

 وفي وثيقة اخرى في الأرشيف العثماني تحمل رقم  (  BOA,TS.MA,1330/78 ) جاء فيها : 

" بعد اكتمال تعمير وترميم جامع عمرالفاروق (رض) و المعروف بإسم "المسجد الحنبلي"  قدم المبعوث عن مدينة نابلس علي حيدر بك عرضا واسترحام بتقديم شىء مقدس للمسجد. ومن الكتاب الصادر عن كبير كتاب السلطان خالد ضياء بك إلى المديرية العامة لخزينة همايون الخاصة بإرسال أحد لحية السعادة بأمر من السلطان (محمد رشاد الخامس) إلى المسجد. (الأرادة) . في 19 حزيران 1328 (2 تموز 1912)

وفي الوثيقة الاخيرة في الأرشيف العثماني  والتي تحمل رقم (   BOA,TS.MA,1330/78) جاء فيها 

حسب الكتاب  الصادر من مدير مابين همايون حافظ فوزي بك ورغبة المبعوث مدينة نابلس علي حيدر بك بتقديم هدية فرح (لحية شريف) للمسجد (مسجد عمر / مسجد الحنبلي) الذي تم ترميمه في نابلس. أمر السلطان (محمد رشاد الخامس) بأرسال أحد اللحيات الشريفة من الخزينة الى نابلس. 

في 23 حزيران 1328 (6 تموز 1912) في 21 رجب 1330. 

يتم التحفظ على هذه الشعرات خارج المسجد حالياً حيث سعت بعض الفئات الى سرقة هذه الشعرات الطاهرة لكن تم نقلها الى عهدة آل البيطار حيث هم من يتولى تاريخياً الحفاظ على هذه الشعرات