• 5 شباط 2024
  • مقابلة خاصة

 

 

 القدس - أخبار البلد - كتب خليل احمد العسلي 

  في زيارة خاطفة للمسرح الحكواتي أو المسرح الوطني الفلسطيني بعد حديث صريح مع مدير المسرح الفنان عامر خليل وصلت الى قناعة إن حال مسرح الحكواتي في القدس ليس بأحسن حال من حال المدينة برمتها بل هو بأسوء حال، والذي عمق هذه الحالة هو الشعور لدى القائمين على هذا الصرح الثقافي انهم لوحدهم بالساحة في مواجهة التحديات المتعددة  ومن جميع الجهات، فالجانب الاسرائيلي يتربص ويتحين الفرصة لإغلاق  المؤسسات المقدسية الثقافية وغيرها  بما في هذه المؤسسة الثقافية الأهم في القدس  ويسعى بكل الوسائل للوصول الى هذه  النتيجة باسرع وقت. فلا ننسى ان السلطة بيدهم لديهم …. 

 ومن جانب اخر فان المؤسسات العربية والدولية والمحلية قد  تخلوا عن مؤسسات القدس بما فيها المسرح منذ زمن طويل ، وكما قال البعض فإن أحد المسؤولين  قال ذات مرة في اجتماع  بأن أي مؤسسة في القدس لا تستطيع البقاء فلتغلق أبوابها ، وهذا ليس بالحدث الكبير بالنسبة لنا !!!  في تصريح يدل على السطحية وعدم معرفة أهمية هذه المؤسسات الباقية  والتي هي المحرك الثقافة وتدل على عدم المعرفة بمكانة القدس من قبل تلك المؤسسات العربية والدولية والمحلية .

كما أن التمويل المشروط هو السيف المسلط على رقاب بعض المؤسسات المقدسية التي رفضت أن تكون مسخ في يد هذه الدول المانحة وخاصة الاوروبية، مما زاد من معاناة مسرح الحكواتي  الذي لم يتمكن بعد من الخروج من الآثار المدمرة  لوباء الكورونا والتي استمرت لعدة سنوات  والآن جاءت الحرب على قطاع غزة لتقضى على أية فرصة  لهذه المؤسسات  للنهوض من الرماد ورفع راية المسرح والثقافة . حتى المؤسسات العربية التي كان من المفروض أن تكون داعما للثقافة ومؤسساتها في القدس  قد تخلى عن هذا الدور كليا أو جزئيا  من خلال وضع شروط تعجيزية على هذه المؤسسات .

المسرح الوطني الفلسطيني أي الحكواتي ليس مؤسسة عادية تم تشكيلها من قبل مجموعة من المثقفين والباحثين عن التمويل بل لقد أقيم  هذا المسرح من قبل العاشقين المحبين للقدس والمسرح ، فلقد حول هؤلاء  المكان من خرابة الى مسرح تتباهى به القدس وفلسطين ، ولكن من أجل الاستمرارية بحاجة لعدة وسائل بما في ذلك الدعم المقدسي كما هو بحاجة الى مجلس ادارة شبابي فعال مسلح برؤية واستراتيجية قابلة للتطبيق مع تضافر الجهود ما بين مجلس الادارة ومجلس الأمناء والشخصيات المقدسية.

 فيكفينا تصريحات رنانة وتسجيل مواقف ، المسرح بحاجة الى من يشمر عن ساعديه من أجل العمل للحفاظ على هذا الصرح الثقافي ليعود ليكون مسرح الحكواتي منارة المسرح والأدب والفن .