• 14 شباط 2024
  • مقابلة خاصة

 

 القدس - أخبار البلد - كتب خليل احمد العسلي 

 لقد تعرفت عليه في مدينة "كهرمان مرعش" في تركيا وبالتحديد في مهرجان الشعر والأدب السنوي الذي تقيمه المدينة التي يطلق عليها وهي بحق مدينة الشعراء والكتاب .

 جلست بجانبه على نفس طاولة العشاء بعد انتهاء الحفل، كان انسان هادئا صامتا ، تحدثت معه من باب التعارف وادهشني إتقانه للعربية لدرجة انني  اجتهدت كثيرا في التفكير قبل أن أخرج العبارات من فمي خشية ان اضع في خطا نحوي لغوي أمامه من شدة اتقانه للغة العربية التي تعلمها منذ نعومة أظافره في البيت  وكما قال في مقابلة مع  صحيفة "العربي الجديد" قبل اربع سنوات " دأت علاقتي باللغة العربية منذ يوم ميلادي، عندما قرأ والدي الأذان المحمّدي في أُذني اليمنى. تعلُّم القرآن الكريم في مرحلة الطفولة كانت أوّل خطوة لتعلّم اللغة العربية " .

 إنه الكاتب والشاعر والمترجم ابراهيم دميرجي( ibrahim demirci ) الذي سعدت بالتواصل معه للاستفادة من خبرته في فهم الثقافة التركية والتحولات التي تشهدها الساحة هناك على صعيد الأدب والشعر والفن والتحولات الفكرية وكان خير مرجعا لنا ، حاولت إقناعه  ولا أزال من اجل ان يكتب شيئا عن المدينة المقدسة التي عشقها حتى قبل ان يراها.

 ويسعدنا في شبكة " أخبار البلد" المقدسية ان ننشر  النذر اليسير من قصائد شاعرنا وكاتبنا "ابراهيم دميرجي"  مع ترجمة رائعة للمترجم " حسين يوسف " وهو أحد تلاميذ  الكاتب وصديقه منذ أن كان في  مدينة حلب مدرسا في جامعتها في قسم اللغة التركية وآدابها . 

 القصيدة الأولى 

 

اه يا قدس 

 

في هذه الأراضي 

كنا نلعب كأطفال 

نلعب بالالعاب بالطريقة التي نعرفها.

 في زمنٍ بعيد

 كيفما رُسمت خطوطنا تستمر اللعبة

 بيد غريبة، يد فاحشة، يد مخربة 

رُسمت قفص سخيف بدلًا من خطوطنا الرقيقة كسلسلة سخامية سميكة

 كمنجل حاد، قوي، مُدبب 

كأن لديه الحق في تدمير لعبتنا! ظلم هذا 

ظلم واضح!

 

 

قصيدة شباط 

 

 الشاعر: ابراهيم دميرجي

 ترجمة:  حسين يوسف 

 

شباط نمت وكان الشهر

شُبَاطا 

رأيت في حلمي نسرًا جناحيه الضخمين مشدودين بثقة تحت ضياء الشمس في السماء الزرقاء 

كمركبين يتمايلان في البحر الساكن 

كان اللون البني يتمايل ببطء تحت الأمواج 

 كيف حدث هذا فجأة 

تنبثق من تحت كل جناح 

مئات الحمام تظهر بألوان متعددة

 هذا الفرح والغموض الباهر 

أدهشني حتى دارت رأسي من الإعجاب 

استفقت وكان الشهر

شُبَاط 

 في بطن الشتاء كان الربيع يتحرك 

في داخل الصقيع كان اللهيب يهتف

كانت ضجة شُبَاط لا تتسع للأرض 

كانت الشهداء اللامعون يصعدون الى السماء