• 20 كانون أول 2021
  • ثقافيات

 

 اسطنبول - أخبار البلد  صدرت عن دار  Farabikitap التركية في اسطنبول، رواية الكاتب  والاعلامي السوري ابراهيم  الجبين التي تحمل اسم ” الخميادو“ وقام تصميم الغلاف الفنان خالد الساعي وذلك ضمن حزمة كتب العام الجديد 2022. 

ووفق البيان الصحفي الذي وصلت نسخة منه لشبكة ” أخبار البلد“ فان هذا العمل الجديد  للكاتب الجبين  يعتبر مغامرة من طراز خاص، سواء في الشكل الفني للسرد أو في المضمون الروائي، مغامرة تنطلق من مفاتيح لغة سرية لعرب الأندلس، في ظروف مشابهة لتلك التي تعيشها بلاد الروائي سوريا، منذ عقد من الزمن حين يُقابل النهوض الحضاري، في عصر الأندلس الذهبي قديماً، وفي انتفاضة السوريين في عصرنا هذا، بأقصى درجات العنف والهمجية، وبعد أن تتنشر الأفكار عبر سيل لا حدود له، تعود اللغة وتنكمش إلى أن تتحوّل إلى رموز وإشارات هاربة من فكرة المنتصر والمهزوم. 

”الخميادو“ رواية تجري أحداثها في المستقبل، كما يشير المؤلف في الصفحة الأولى للكتاب، بعد سنوات طويلة من ربيع العام 2011، وتتخذ من دمشق مسرحاً رئيسياً لأحداثها، إلى جانب العديد من الأماكن في المنفى، كوبنهاغن ودبي وتونس وعمّان وباريس والقاهرة واسطنبول والمدن الألمانية، تلعب على خشبة ذلك المسرح شخصيات حقيقية وأخرى يتداخل فيها الخيال مع الواقع وسط موجات فكرية عصفت وتعصف بالمشهد العربي عموماً والسوري بوجه خاص. 

ويكشف المؤلف في الرواية المزيد من التفاصيل الدقيقة عن المجموعة النازية التي كانت تعيش في دمشق، وبعد أن كانت شخصية لويس برونر في روايته ”عين الشرق“ شخصية مركزية، يضيف الكاتب الكثير من المعلومات والوثائق عمّا لا يمكن تصوّره من هندسة الوحشية التي تعرّضت لها مدينة دمشق وسورية كلها لاحقاً.

لا شيء في ”الخميادو“ يبدو منفصلاً عن لعبة اللغة الحساسة، فكل تركيب إنساني يأتي من معادلات اللغة، وكل تطوّر في الحدث يستند إلى تغيير في الدلالات، حتى في العلاقة ما بين أعمال الجبين السابقة؛ ”يوميات يهودي من دمشق“ و“عين الشرق“، تبرز الكتابة عن الذات جسراً يربط تلك الروايات ببعضها البعض، ويصبح البطل الكاتب، جزءاً من الصورة لا مركزها، صحبة أبطال لا يستطيع الحاجز الزماني أو المكاني منعهم من التشارك في حكاية أو في صراع أو في قصة حب تدور في الهامش..

يستحضر الجبين رغبة العرب الأندلسيين بالحفاظ على ثقافتهم من خلال الشيفرات التي ضمنوها لغة كانت محظورة، بعد أن بات ممنوعاً عليهم استخدام لغتهم العربية، في ذلك الزمن من قبل الإسبان الذين أقاموا لهم محاكم التفتيش وحملات الإبادة التي تبرّر مرور الراوي على الفيلسوف المعاصر المثير للجدل يوفال نوح هراري وبحثه في الإنسان الـعاقل ”سابين“ والـ ”هومو سابين“، وكذلك تفكير الألمانية حنة أردنت حول الشر وطبيعته وإسقاطه على اللحظة السورية.

وضع الناشر على الغلاف الأخير للرواية مقطعاً مقتبساً من الكتاب، يعكس جانباً من طبيعة النص الروائي يقول فيه الجبين ”والآن عند عبورك هذه اللحظة، وأنت تقرأ، تكون قد مرّت بك آلاف الكلمات من كتاب “الخميادو” السوري هذا. كتاب اللغة السرية للمهزومين والمنتصرين معاً. كتاب المجرمين والمقتولين. كتاب الملائكة والشياطين. الغابرين والآتين“.

 الخميادو

الطبعة الأولى 2022 ،

عدد الصفحات : 224 من القطع المتوسط:

 اسطنبول Farabikitab  الناشر دار