• 31 كانون أول 2023
  • ثقافيات

 

 اسطنبول - أخبار البلد - نشر الصديق  الكاتب " ابراهيم درويش " في صحيفة القدس العربي تقريرا شاملا موثقة عن حالة الثقافة والكتب والتأليف في العالم على ضوء ما يجري من حرب مدمرة على قطاع غزة . 

 ويسعدنا في " أخبار البلد" ان نعيد نشر التقرير كاملا تقديرا لجهد الصحفي الكاتب ابراهيم درويش : 

 ربما لن نبالغ لو وصفنا عام 2023 بالعلامة الفارقة في التاريخ الثقافي والسياسي العالمي، لكونه العام الذي تمظهرت فيه كل أشكال الإلغاء والرقابة والتصحيح للتاريخ، وحركة منع الكتب التي تتزايد في السنوات القليلة الماضية حدة في الولايات المتحدة أو ما يعرف بـ«إلغاء» أو»صحو» والتي زادت سطوتها مع عالم السوشيال ميديا.
وجاء هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر وما تبعه من هجوم انتقامي على غزة وحرب الإبادة والتدمير وتهجير أبناء المهاجرين من فلسطين التاريخية، ليزيد من حالة القمع وظهور ما تحدث عنه بعض المعلقين «مكارثية جديدة» حيث جيشت إسرائيل وأنصارها في الغرب كل ما لديهم من أدوات لمنع أي تعاطف مع فلسطين، وصارت كلمة «انتفاضة» تعبر عن معنى «إبادة» إسرائيل، وهو ما واجه رئيسات جامعات أمريكية مهمة، بنسلفانيا وهارفارد وأم أي تي، وبات رفع أي رمز من رموز الهوية الفلسطينية مثل العلم تعبيرا عن تعاطف مع النازية في عرف نواب أمريكيين. وفي حمى التعبير عن التعاطف مع إسرائيل بالعواصم الغربية لم تعد الكوفية مجرد غطاء رأس تقليدي، بل صورة عن إلغاء للدولة اليهودية، ونفس الأمر في هتاف «فلسطين حرة» و«من النهر إلى البحر فلسطين حرة» حيث شنت وزيرة داخلية سابقة في بريطانيا حملة على المتظاهرين في شوارع لندن مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة وقالت إن احتجاجاتهم هي «مظاهرات كراهية» وطالبت الشرطة باعتقال أي شخص يهتف ما اعتبرته «شعارات تحريضية». وفي ظل الرهاب وتكميم الأصوات المؤيدة لفلسطين، تم خلط أي نوع من التعاطف مع فلسطين وانتقاد إسرائيل بمعاداة السامية.
وهي مساحة في اللغة طالما استخدمتها الصهيونية في خطابها لإلغاء ومحو الفلسطينيين وتعود إلى آباء الحركة الصهيونية الذين جاءوا كـ»رواد» لتنظيف «المستنقعات» وانتهت دورة التاريخ بنظام فصل عنصري أصبح سارقوا الأرض «مواطنين» والأسوار المبنية «جدارا أمنيا».
وهذه الحمى التي نشأت بسبب غزة كانت تتميما لعدة توجهات ثقافية شهدها عام 2023 وخاصة في الغرب. فقد شهد عالم الكتب والثقافة حالة من الإلغاء والتهميش لأي صوت من عالم الجنوب عبر عن نقد لإسرائيل أو ممارساتها ضد الفلسطينيين.
وتم قمع الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي في معرض كتاب فرانكفورت حيث كان من المتوقع أن تتلقى جائزة على كتابها «تفصيل ثانوي» المترجم للألمانية. ونفس الأمر، ألغى متحف في بيتسبرغ عرضا عن الفنون الإسلامية بحجة أن الأجواء غير مهيأة لتقديم عرض إسلامي وإمكانية التسبب بأذى لبعض المجتمعات، لكن مديرة متحف فريك بيتسبرغ تحدثت عن مخاوف من تحول المعرض إلى «مصدر لحساسية غير مقصودة أو ضرر». ولا يحمل المعرض الكثير من المخاطر كونه يقدم عرضا لعشرة قرون من الفن الإسلامي، لكن المتحف أشار إلى اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس كمصدر للخوف. وكان قرار تأجيل معرض يحتوي على معدات علمية وزجاجيات ولوحات فنية وأعمال معدنية ونحاسية من كل الشرق الأوسط مصدرا للشجب والنقد من جماعات مسلمة ويهودية قالت إن عمل المتحف يقترح على ما يبدو علاقة خاطئة بين الروائع الفنية والإرهاب.
وبنفس السياق فصلت مؤسسات فنية وترفيهية أمريكية أي شخص أرسل تغريدة فيها نقد أو تعاطف، وتعرضت مجلة «أرتس وورلد» لاستقالة عدد من المشاركين فيها بسبب مواقف المحررين فيها من الحرب ودعوتهم لوقف إطلاق النار، وهي العبارة المحرمة لدى إدارة بايدن. وفصلت جريدة «الغارديان» رسام كاريكاتير مخضرم قدم صورة اعتبرت معادية للسامية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتم إلغاء عقود فنانات معروفات لمواقف من الحرب، مثل سوزان سراندون التي ألقت كلمة في تظاهرة بنيويورك مؤيدة لفلسطين. وألغيت عروض لفنان صيني في لندن ونيويورك وكذا فنان لبناني لمجرد أن لوحة من لوحاته أظهرت كوفية.
ووسط الرهاب ومنع الأصوات المؤيدة لفلسطين دعت لوبيات مؤيدة لإسرائيل لمنع جماعات طلابية تنادي بالعدالة لفلسطين والتحقيق بعلاقتها بحماس، ونشرت أسماء وتفاصيل طلاب في جامعات عريقة نظرا لتقديم رؤية مخالفة عن التيار الرسمي. ومنعت مجلة هارفارد للقانون نشر مقال لباحث فلسطيني، طلبه محرروها منه، ونشرته لاحقا مجلة «ذي نيشين» حيث ذكرت القراء بأن المقال منعته مجلة هارفارد. والكاتب هو ربيع إغبارية، طالب الدكتوراه بعنوان «النكبة المستمرة: إطار قانوني لفلسطين» مكون من ألفي كلمة، وهو مقال رصين وقانوني الطابع، لكن المحررين وهم طلاب خافوا من الإلغاء والملاحقة ورفض شركات قانونية توظيفهم كما حدث مع عدد من الطلاب الذين قررت شركات قانونية معروفة سحب عروض العمل المقدمة لهم ورفضوا نشره، وقررت مجلة «ذي نيشن» نشر المقال. ودفع الرهاب والتخويف والترهيب الأكاديميين للرقابة الذاتية، حسبما أظهرت استطلاعات رأي، تم حرف الانتباه عن الدمار الحاصل في غزة وقتل المدنيين فيها الذين زاد عددهم منذ بداية الهجوم الانتقامي عن 20.000 فلسطيني، وجرح عشرات الآلاف وتدمير معظم القطاع.

عام تكميم الأفواه

إنه العام الذي عاد فيه الغرب إلى ثقافة تكميم الأفواه وتخلى الإعلام عن مهمته كرقيب على السلطة ويتجرأ على قول الحق في وجهها، وقبل الإعلام رواية طرف واحد في النزاع ورضي بنزع الإنسانية عن الضحية وأعاد إنتاج نمطيات الإبادة والإلغاء. وهذا جزء من الحرب على الثقافة المضادة وثقافة ما بعد الاستعمار التي عرت إسرائيل كدولة استيطان عنصري. ونقلت مجلة «نيويوركر» عن طلاب جامعات أمريكية تظاهروا في نيويورك وصفهم أنفسهم بأنهم تلاميذ فرانز فانون وإداورد سعيد. وناقش الأكاديمي حامد دبشي قائلا إن محاولات رساميل المال من مؤيدي إسرائيل كبت حرية التعبير في الجامعات الأمريكية لن ينجح، فقد تغيرت هذه الجامعات، ولن يستطيع المال مواجهة أفكار سعيد التي نشأت عليها الأجيال المتعاطفة اليوم مع فلسطين والفلسطينيين. وبهذه المناسبة احتفل تلاميذ الكاتب الفلسطيني الذي توفي عام 2003 بمرور 45 عاما على كتاب الاستشراق. إن حس معارضة الحرب يذكرنا اليوم بحركة معارضة فيتنام، فالحركة تكبر وتكبر ولم يعد الناس يستطيعون رؤية دمار غزة، كما لم يتحملوا إحاطات الحكومة الأمريكية في حرب فيتنام.

تأثير مستمر

وقد صدر كتاب «الاستشراق» في 1978 وكان اختراقا مهما في طريقة فهم التمثيلات الغربية للشرق. وقدم سعيد إطارا لتحديد وتحليل الأساطير والنمطيات عن الشرق والتي هيمنت على الخطاب الغربي والتمثلات في الإعلام والبحث الأكاديمي.
وبعد عقود لا يزال الكتاب مهما في فهم طبيعة الضرر الذي أحدثته التصورات التي أقامها الغرب وخاصة المواجهة بين الإسلام والغرب والتي يرى سعيد انها متجذرة في مفهوم القوة أثناء الفترة الاستعمارية. وكان كتابا فكك تمثيلات الغرب للشرق والتي تصف ثقافاته بالجامدة والمتجانسة وليست المتغيرة. وهو دراسة في العلاقة المتناقضة بين المعرفة والسلطة أو تقاليد الاستشراق والإمبريالية، حيث كان الأول في خدمة الثاني.
ومع مرور عقود على صدوره لا يزال «الاستشراق» مصدرا مهما في فهم تلك الظاهرة وعلاقة الإمبريالية بالقوة. ورغم النقد الذي تعرض له الكتاب من باحثين عرب وأجانب إلا أن أهميته تبقى في ريادته وتقديمه فهما عميقا لعلاقة المعرفة بالقوة أي الاستعمار.

فلسطين تكتب

ويمثل مهرجان الأدب الفلسطيني الذي نظم في جامعة بنسلفانيا بأيلول/سبتمبر، انتصارا للأفكار التي دعا إليها سعيد وغيره من المفكرين العرب والمسلمين ودعاة الحريات المدنية في الولايات المتحدة. فرغم ما تعرض له المهرجان، وهو الأول من نوعه في أمريكا الشمالية، من حملات ضغط قامت بها الجماعات المؤيدة لإسرائيل، إلا أن المهرجان عقد، وأشرفت عليه الروائية المعروفة سوزان أبو الهوى. ولكن الجماعات هذه لم ترض، حيث كتبت الجامعة مطالبة بالغاء المهرجان الثقافي، نظرا لأن بعض المشاركين متهمون بمعاداة السامية. وأنجزت رابطة مكافحة التشهير وفدرالية المنظمات اليهودية في بنسلفانيا إنجازا واحدا عندما دفعت الجامعة لإصدار بيان أبعدت فيه نفسها عن المهرجان، لكن المناسبة نظمت بدون تدخل الجامعة. ولم تتوقف الحملات ضد المشاركين، عبر تسيير شاحنات تحمل صور وأسماء بعض الكتاب والتشهير بهم ومنع مشاركين مثل الموسيقار روجر ووترز والصحافي غاري يانغ. ومهما يكن فنجاح تنظيم «فلسطين تكتب» مهم من ناحية أثر الصوت الفلسطيني المتزايد في الولايات المتحدة وأهمية تعريف الرأي العام بالأدب الفلسطيني، وحضر المناسبة أكثر من 1.500 شخص وازدحمت القاعات بدرجة لم تتوفر مقاعد.

ألمانيا وفلسطين

وأمام هذا الإنجاز، أثار قرار معرض كتاب فرانكفورت لمنع تكريم عدنية شلبي عن عملها «تفصيل ثانوي» جدلا في الأوساط الأدبية الألمانية والغربية. وتحكي رواية شبلي «تفصيل ثانوي» عن اغتصاب جنود إسرائيليين عام 1949 لفتاة بدوية وقتلها. وهي منشورة من دار فيتزكارالدو عام 2020 وحصل الكتاب على جائزة ليتبروم الأدبية لكاتبة من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لعام2023. ولكن المنظمين لحفل تقديم الجائزة الذي كان مقررا في 20 تشرين الأول/أكتوبر قرروا تأجيله بسبب الحرب في غزة. وحسب بيان الجمعية المنظمة، فإن القرار اتخذ بالتشاور مع الكاتبة، ولكن الأخيرة وضحت أن القرار تم بدون موافقتها. وفي بيانها قالت إنها لم تكن لتستخدم المناسبة للتأمل في الوضع الحالي، وهو ما يجعل قرار اللجنة مثيرا للغضب. وفي رسالة وقع عليها 350 كاتبا منهم حائزون على نوبل وبخوا فيها  معرض فرانكفورت لإسكات الأصوات الفلسطينية «وهذه مسؤوليتهم لفتح مساحة للكتاب الفلسطينيين لكي يشاركوا أفكارهم ومشاعرهم وتأملاتهم». وعلق كاتب ألماني في صحيفة «الغارديان»: «تخبرنا حالة عدنية شبلي شيئا واحدا، هو أن الجهل الاستعراضي وتجنب موضوع إسرائيل- فلسطين لن يساعدنا على تجاهل السؤال الأصعب حول تواريخ عائلاتنا وللأبد ولن يمنع معاداة السامية اليوم. ولو استمرت ألمانيا في رفض إشراك الأصوات الفلسطينية والإسرائيلية في المجتمع فإنها تسير نحو الهامشية الثقافية وفقدان الأهمية» على حد قوله.
وقائمة الإلغاء لا تقف عند هؤلاء فهي طويلة، وسحبت مدينة بوخوم جائزة بيتر ويز من الكاتبة البريطانية-الغانية المقيمة في برلين، شارون دوداو أوتو، وألغى البينالي الألماني للتصوير المعاصر جولته لعام 2024 بعدما عزل مديره المصور المشهور شهيد الله علم، وألغى متحف سار لاند  معرضا لعام 2024 للفنانة اليهودية الجنوب أفريقية المقيمة في برلين كانديس بريتز. وفي الفترة الأخيرة توصل مجلس شيوخ ولاية ومؤسسة هنريش بول المرتبطة بحزب الخضر لسحب جائزة حنا أرنت للتفكير السياسي من الكاتبة الروسية الأمريكية وهي يهودية، ماشا غيسن لمقال في نيويوركر بعنوان «في ظل الهولوكوست» قارنت فيه بين ذاكرة المحرقة وما تقوم به إسرائيل في غزة.

تدمير ذاكرة غزة وفلسطين

وغزة ليست عن القتل والتهجير فقط، بل هي سؤال وجودي يتعلق بتدمير كل شيء له علاقة بالذاكرة، فقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية أقدم مسجد في غزة. كان المسجد العمري في الأصل كنيسة بيزنطية تعود للقرن الخامس الميلادي، وكان أحد المعالم البارزة في غزة: إذ تبلغ مساحته 44 ألف قدم مربع من التاريخ والهندسة المعمارية والتراث الثقافي. ولكنه كان أيضا موقعا حيا للممارسات والعبادة المعاصرة. وتأثرت كنيسة القديس برفيريوس، وهي الأقدم في غزة، والتي يعود تاريخها أيضا إلى القرن الخامس ويعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة في العالم. ورغم أن الأرقام تقريبية فقد تعرض حتى الآن أكثر من 100 موقع تراث في غزة للأضرار أو للتسوية بالأرض، ومن بينها مقبرة رومانية عمرها 2000 عام ومتحف رفح، الذي تم تخصيصه للتراث الديني والمعماري الطويل والمختلط في المنطقة. وتم تدمير الجامعة الإسلامية في غزة، وهي أول مؤسسة للتعليم العالي تأسست في قطاع غزة عام 1978 وتقوم بتخريج الأطباء والمهندسين، بالإضافة إلى أكثر من 200 مدرسة. وقتل سفيان تايه، رئيس الجامعة، مع عائلته في غارة جوية، وكان رئيسا لليونسكو للعلوم الفيزيائية والفيزياء الفلكية والفضاء في فلسطين. ومن بين الأكاديميين البارزين الآخرين الذين قتلوا عالم الأحياء الدقيقة الدكتور محمد عيد شبير، والشاعر والكاتب البارز الدكتور رفعت العرير، الذي انتشرت قصيدته «إذا كان لا بد لي من الموت» على نطاق واسع بعد وفاته. وبلغ عدد شهداء الصحافيين أكثر من 100 صحافي.
وتحاول إسرائيل في قتلها البشر وتكسيرها الحجر خلق فجوة بالذاكرة، حيث سويت المكتبات والمتاحف بالأرض، وما فقد من الوثائق التي احترقت ينضم إلى حصيلة أكبر من حفظ السجلات. وفي الوقت نفسه، فإن حجم عمليات القتل كبير جدا لدرجة أن عائلات ممتدة بأكملها تختفي، والنتيجة هي مثل تمزيق صفحات من كتاب. وتقول دينا مطر، الأستاذة في جامعة سواس في لندن، لصحيفة «فاينانشيال تايمز» إن «مثل هذه الخسارة تؤدي إلى محو الذاكرة والهوية المشتركة لأولئك الذين بقوا على قيد الحياة. الذاكرة مهمة. هذه عناصر مهمة عندما تريد تجميع تاريخ وقصص حياة الأشخاص العادية».
والراحلون من غزة، لا يمكن كتابة أسماؤهم بعد، فقد قتلت هبة زقوت، رسامة الأماكن المقدسة والنساء الفلسطينيات بملابسهن التقليدية المطرزة. ومحمد سامي قريقة، فنان آخر، كان يحتمي داخل أحد المستشفيات، ونشر على فيسبوك أنه كان يوثق التجربة.

إعادة تحرير أم تزوير؟

وشهد عام 2023 محاولات الناشرين إعادة تحرير روايات معروفة في القرن العشرين، وكتبت بلغة عكست الواقع الاستعماري لكي تتناسب ولغة القرن الحادي والعشرين وتطهيرها من الصور العنصرية والمتحيزة ضد المرأة. ويبرر الناشرون والقيمون على تراث كتاب مثل كاتبة الروايات البوليسية أغاثا كريستي وكاتب قصص الأطفال رول دال ومبدع شخصية جيمس بوند، إيان فليمنغ أن القراء  «القصص الرائعة والشخصيات ستظل محل متعة للأطفال اليوم». ويرى الناقدون للخطوة أنها تهديد للصدق التاريخي وحرية التعبير وللقراء أنفسهم، حيث يقوم المحررون بتمشيط روايات كتبت في مرحلة تاريخية معينة وتقديمها لتناسب عقلية اليوم. وتطرح الخطوة أسئلة حول حق الكاتب في كتابه والأصالة وتتجاهل الواقع من أن النصوص هي أكبر من كونها سلعا ومصدرا للترفيه في الحاضر، وهي علامات ثقافية وتعبر عن اللحظة التي كتبت فيها. كل هذا لا يعني حذف التعبيرات المتحيزة والمؤذية للقارئ، لكن هذا ليس استجابة لحركة الصحوة أو كونه رقابة كما تحدث البعض الآخر. وربما وجد المحررون طريقة للتغلب على الكلمات غير المناسبة من خلال مقدمات تشرح السياق وهوامش تستبدل الكلمات. خذ مثلا «موت على النيل» لأغاثا كريستي والتي صدرت عام 1939 فقد تم استبدال كلمة «أصليين» بـ «محليين» وفي مشهد من الرواية حيث تحدق ثرية بريطانية من سفينة السياحة التي تمخمر عباب النيل، وتراقب مجموعة من الأطفال المصريين على ضفة النهر «جاءوا وحدقوا وحدقوا» و«كانت أعينهم مقرفة وكذا أنوفهم، ولا أعتقد أنني أحببت الأطفال». وفي النسخة الجديدة «جاءوا وحدقوا وحدقوا ولا أعتقدت أنني أحببت الأطفال». وربما فضل المحررون قراءة «موت على النيل» بدون بصمة الاستعمار البريطاني وعالم العنصرية الذي ألهمها بما في ذلك كريستي نفسها. ولكن الرواية هي فانتازيا استشراقية عن الاكتشاف في مستعمرة سابقة، وتتحدث الشخصيات بطريقة تعكس رؤيتها لعالمهم.

منع الكتب

واستمرت حركة منع الكتب في المدارس ومقررات الدراسة، فقد قررت مدرسة في فلوريدا «تقييد» كتاب للشاعرة التي ألقت قصيدة في تنصيب جو بايدن في 2021 أماندا كورمان والتي كانت أصغر شاعرة تشارك في حفل تنصيب رئيس. وقالت كورمان إنها شعرت بـ«الخيبة» الشديدة عندما علمت أن قصيدتها التي ألقتها أصبحت مقيدة الاستخدام في المدرسة ولكنها نفت منعها. والقصيدة هي جزء من مجموعة شعرية «علينا تسلق التلة» وقالت «يجب علينا القتال». وانتشرت عادة منع الكتب في المدارس الأمريكية بعدما يشتكي الآباء بشأن كتاب، وهو ما فعله مركز بوب غراهام التعليمي في ميامي ليكس. وقررت المدرسة تقييد استخدامه على طلاب المرحلة المتوسطة نظرا لقيمته التاريخية. ولم تفلت كتب جورج أوريل الذي يعد من أهم منظري القرن العشرين ضد الشمولية والخطاب المزدوج والأخ الأكبر والرقابة وهاجم الشيوعية بروايته «مزرعة الحيوانات» وحلل منظور الرقابة وخطرها في رواية «1984». وتساءلت معلقة «هل علمتم أن الرجل الذي اخترع شرطة الفكر أصبح ضحية معاصرة لها؟» فقد وصفت مؤلفة الكاتب في دراسة لواحدة من زوجاته بـ«السادي والمعادي للمرأة والمثلية والعنيف أحيانا». واعتبر مستخدمو منصات التواصل أن اليسار «ألغى» أورويل. وبسبب انتشار الكتب الممنوعة في أمريكا ينظم كل سنة «أسبوع الكتب الممنوعة» وهي مناسبة تقام منذ 1984 بمشاركة جمعية المكتبات الأمريكية والجماعات الأخرى. ومن الكتب التي منعت في المدارس «لا تقتل عصفورا ساخرا» لهاربر لي و«عن الفئران والرجال» لجون شتابينك و«1984» و«لعبة الجوع» والقائمة تطول، فكتب تاريخية مثل «دون كيخوت» ممنوعة في بعض المكتبات وهناك كتب فلسفية لفلاسفة مؤثرين في القرن العشرين مثل هيدغر.

الرواية

وبعيدا عن المنع صدرت في عالم الرواية كتب نشير إلى عدد منها، حيث أصدرت الروائية الفلسطينية عطاف رم رواية جديدة تعالج فيها الصدمة العائلية والنسوية البيضاء والنظام الأبوي «العين الحاسدة» وهي الثانية بعد روايتها الأولى «المرأة ليست مثل الرجل». وهي تخوض في حياة امرأة فلسطينية ناجحة اسمها يارا مراد، لديها كل شيء وعاملة ومدرسة في جامعة لكن الحزن يلاحقها، ويبدو أولا من حماتها نادية، لكن الكاتبة ترفض جعلنا نصدق هذا، بل وتعطينا صورة عن معاناة الحماة وذكريات النكبة التي تحملها. وعندما تشعر بطلة الرواية أنها حصلت على ما تريد من تعليم الفن، تشوش عليها مواجهة مع زميلة بيضاء ترى أنها امرأة مقهورة، باعتبارها عربية. والرواية عن الصدمات التي تلاحقنا وتضيق نظرتنا وتهدد سعادتنا في المستقبل. وصدرت للروائية ليلى سليماني، الجزء الثاني من ثلاثيتها، وتدور أحداثها بعد مغادرة عائشة بلدها المغرب للدراسة في فرنسا. ويدور الجزء الثاني «راقبنا ونحن نرقص» في ظل ثورة الطلاب عام 1968 حيث تجد الصداقة والتحيز. تقول لها الكوافيرة «لا نسرح هذا الشعر» وظهرت قصة عائشة الفرانكو- مغربية في «بلد الآخرين» واشتهرت سليماني بعملها «التهويدة». ومن الروايات الجديدة في منظورها، رواية الأسترالية زينب جميل الدين «منظور الحلال» التي تستعرض فيها المشاعر المتضاربة والمتناقضة بين ما هو حلال وحرام ضمن سياق الجمعية الإسلامية بجامعة لم تسمها بسيدني، حيث تطور واحدة من شخصات الرواية، سارة من جنوب أفريقيا مشاعر حب تجاه عالم القرآن نعيم. أما عابدة المسلمة من أصول بنغلاديشية فقد خاضت حملة لترؤس الجمعية الإسلامية. وهي رواية جديدة عن الطلاب المسلمين والمسلمات في حرم الجامعات. يذكر أن جائزة نوبل للأداب منحت للكاتب النرويجي جون فوس.

شرق أوسط وفلسطين

ورغم مرور أكثر من عقد على الحرب في سوريا وتراجع الاهتمام بها، نظرا لحالة الجمود، ومحاولة بعض الدول العربية إعادة تأهيل الرئيس بشار الأسد، حيث شارك في القمة العربية التي عقدت بجدة بأيار/مايو، إلا أن عناوبن ظهرت تتناول الموضوع السوري، منها «الغولاغ السوري» وهو عبارة عن شهادات معتقلين سابقين في أقبية السجون السورية، مثل المزة واعتقال النخب السياسية والمكتب الأمني وتدمر وصديانا، والسجون المدنية. ويقدم جابر بكر وأوغر أوميت أونغر رؤية تفصيلية عن نظام السجون السورية، الذي أقامه حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي، بشار. ويرى الكاتبان أن سوريا لديها أسوأ السجون في العالم العربي إن لم تكن في العالم. ويشيران إلى جذور السجون في العهد العثماني والانتداب الفرنسي، لكنها ساءت في عهد عائلة الأسد منذ عام 1970. وأصدر الصحافي البريطاني، والمعلق في صحيفة «ديلي تلغراف» كتابا عن سوريا «الأسد: انتصار الطغيان» ضمنه تجربته كصحافي الشرق الأوسط أثناء الحرب الأهلية اللبنانية. وفي الفترة المضطربة من عمله بالشرق الأوسط وعلاقته به منذ أربعة عقود، طور اهتماما قويا بالشرق الأوسط وخاصة الظل المخيف لنظام الأسد في سوريا المخيم على المنطقة منذ انقلاب الرئيس الراحل حافظ الأسد في 1970. وبعدما تحولت سوريا إلى الضحية الأخيرة من الأنظمة القمعية للحرب الأهلية عام 2011. تركز انتباه الكاتب على دور بشار الأسد في النزاع. ويقول كوغلين إن قدرة الأسد على النجاة من أشد النزاعات وحشية، رغم ما لديه من عيوب شخصية صارخة هو ما دفعه لكتابة كتاب عن الزعيم السوري وتحليل الطبيعة المعقدة والمتناقضة والعوامل المهمة التي أبقته في السلطة. وبالنسبة لشخص لم يولد ديكتاتورا فقد أنجز بشار مهمة جيدة في ترويع شعبه. وأضاف أن الأسد لم يكن نفسه قائدا طبيعيا بل عانى من التردد، ويقول المساعدون له أنه كان يغير رأيه 20 مرة، ما جعل من الصعوبة بمكان على القادة الحصول على أوامر واضحة. فمن جهة كان يعد بالإصلاح ويشرف على القمع من جهة أخرى. وهو ما عقد على المسؤولين معرفة أهداف الرئيس وأضاف تشوشا على رد النظام. وكان الأسد وبدرجة أقل زوجته أسماء في حالة انكار للعنف الجاري حولهما. ويعتقد أن الطريقة التي نجا فيها الأسد وأسماء كانت لأنهما عاشا في عالمين متوازيين: سرد بنياه لأنفسهما بأنهما ضحيتان للانتفاضة العنيفة وآخر يتحدث عن واجب الدفاع عن البلد وشعبه.

مصر الحزينة

وعن مصر أصدرت ياسمين الراشدي: «كيف رقصت مصر على أنغام الهيب هوب والثورة» رصدت فيه أغاني الثورة وما انتشر من ظواهر فنية في مرحلة ما بعد الثورة التي أطاحت بحسني مبارك عام 2011 وانتشار أغنية «ارحل» لرامي عصام ثم ما تبع ذلك من الانقلاب على محمد مرسي وقمع الإخوان وسجنهم حيث حكم قاض على 683 من أفراد الجماعة بالإعدام. وتناولت ما تعرض له مستخدمو منصات التواصل من ملاحقة إلى جانب ظهور نجوم «المهرجان» وهي ظاهرة تأثرت بمغني الراب الأمريكيين مثل إيمنم وغيره. ويرصد الكتاب مظاهر الفن الشعبي الذي واكب التغيير مع بداية القرن الحالي والثورة وما تبعها من ثورة مضادة، ومع التحول الديكتاتوري في البلد إلا أن مصر غالبا ما تجد مخرجا للاحتجاج وخاصة الفن.

فلسطين عناوين لا تنتهي

ومن الكتب الصادرة عن فلسطين والشرق الأوسط «يوم في حياة عابد سلامة» لمؤلفه ناثان ثرول. وهو كتاب يستعيد حادث تحطم حافلة كانت تقل أطفال مدرسة فلسطينيين اصطدمت مع شاحنة في 2012 قرب القدس. وعابد سلامة هو والد أحد الأطفال الذين ماتوا. وقد طور ثرول الكتاب من مقالة نشرها قبل عامين في مجلة «نيويورك لمراجعة الكتب» وهو في النهاية استكشاف لتاريخ النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي. وهو يستعرض حياة الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل الاحتلال الإسرائيلي، ويقدم تفاصيل معروفة لكل أب وهي البحث عن ابنه بعد الحادث ومحاولة معرفة مصيره في المستشفى. ومع أن حوادث الطرق تحصل في كل مكان إلا أن ثرول أراد التأكيد على الرعب من حادث الحافلة نابع من أن حيوات الفلسطينيين تتشكل من خلال تحكم إسرائيل بها. وأيضا صدر كتاب للمؤرخ بيتر شامبروك بعنوان «سياسة الخداع، بريطانيا وفلسطين 1914- 1919» كشف فيه عن الخديعة البريطانية منذ البداية وكذبها بشأن ما تريد عمله في فلسطين. وفي مركز تحقيقه وتحليله الصفقة التي عقدها البريطانيون مع حسين بن علي، شريف مكة مع بداية الحرب العالمية الأولى، وكانت الصفقة سهلة، فمقابل إعلان الشريف حسين الثورة ضد العثمانيين، وعدت بريطانيا بمنحه دولة عربية بعد نهاية الدولة العثمانية. وكشف شامبروك في تحليله للوثائق الخاصة بأن بريطانيا وعدت الشريف حسين فلسطين، خلافا لما حاول مؤرخون سابقون تجاهله. وقال إن صناع السياسة، كذبوا منذ البداية، ومنهم ديفيد لويد جورج وأرثر بلفور وجورج كيرزون ووينستون تشرتشل. وفي قلب الخديعة كلمة «مناطق» التي هي الترجمة لكلمة ولايات التي وردت في رسائل حسين- مكماهون. وكان المؤرخ أرنولد توينبي والذي كان مسؤولا بوزارة الخارجية خلال الحرب العالمية الأولى قد كتب «لم تكن فلسطين مستثناة من المناطق التي وعدت الحكومة البريطانية بها في 1915 والاعتراف بالاستقلال العربي ودعمه، وكان وعد بلفور غير متناسق مع الإلتزام السابق». وقال توينبي إن الخداع هو أسوأ جريمة يقوم بها الدبلوماسي المحترف لأنها تشوه سمعة البلد والتعامل الصادق». ومن الكتب الصادرة والمهمة في فهم سياق الأحداث في غزة، كتاب انطوني لويستين «المختبر الفلسطيني: كيف تصدر إسرائيل تكنولوجيا الاحتلال حول العالم» الذي استعرض فيه كيفية استخدام وتجريب إسرائيل أسلحتها على الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، في الترويج لصفقات أسلحتها مع الدول وفي معارض الأسلحة. إلى جانب تحليل علاقة إسرائيل مع الأنظمة الديكتاتورية من نظام أوغستو بينوشيه ونظام الفصل العنصري البائد في جنوب أفريقيا. وأصدر الأكاديمي الإسرائيلي المقيم في بريطانيا آفي شليم «مذكرات يهودي عربي» عن حياة عائلته في العراق والشكوك من الحركة الصهيونية، ثم حملة التفجيرات التي خوفت اليهود للرحيل إلى إسرائيل.
رحلوا

ومن الأسماء الأدبية التي رحلت هذا العام الشاعر والممثل الكاريبي- البريطاني بنجامين زيفانيا، وهو ممثل وكاتب أغاني رفض في عام 2003 تكريما من حكومة توني بلير ووسام الإمبراطورية حيث قال «لا سيد بلير لا السيدة الملكة أنا معاد للإمبريالية» وهو شاعر عاش معظم حياته في بيرمنغهام ونظم أشعاره عن العنصرية وقضايا السود في بريطانيا. وكان من المؤيدين العاطفيين لفلسطين والداعين لتحقيق العدالة.
وتوفي الروائي الأمريكي كورماك ماكارثي عن 89 عاما، وهو صاحب «لا بلد  للعجزة» و«احمرار الشفق» وهي رواية صنفت على أنها «ويسترن». ويعتبر ماكارثي من أهم كبار الروائيين الأمريكيين في القرن الماضي. وابتعد عن الأضواء ورفض بيع موهبته بسهولة، ولم يقدم سوى مقابلات قليلة طوال مسيرته الأدبية. ونالت روايته «الطريق» (2006) جائزة البوليتزر. ورأى النقاد أن روايات ماكارثي لها ملمح سينمائي، حيث حول كتابه «الطريق» إلى فيلم عام 2009 من بطولة فيغو مورتسين، وكذا كتابه «لا بلد للعجزة». وكتب ثلاثية عن الحدود «كل الخيول الجميلة» (1992) و«العبور»(1994) و«المدن والسهول» (1998).
ورحل الروائي الفرنسي التشيكوسلوفاكي الأصل ميلان كونديرا الذي قال مرة «علم القارئ ليفهم العالم كسؤال» وهو كاتب عاش مرحلة الشيوعية وكتب روايات مثل «الضحك» و«النسيان» و«كائن لا تحتمل خفته». كتب الشعر أولا، وانضم للحزب الشيوعي وهو في سن الـ18 عاما، وفصل من الحزب ومنعت كتاباته، ولم يظهر ككاتب مهم إلا عام 1961 وهاجر إلى فرنسا التي حصل على جنسيتها في 1981. وأخذ يكتب بالفرنسية في عام 1995. اشتهر في حقبة الثمانينات من القرن الماضي، وأخذ عليه محبو كتاباته العرب قبوله جائزة القدس في 1985.
وتوفي أيضا الروائي المعروف الذي تحول من اليسار إلى اليمين وهو مارتن إيميس 73 عاما، نجل الروائي كينغزلي إيميس. وكان يعاني من سرطان المريء حيث توفي بمنزله في ليك وورث بفلوريدا، وهو مؤلف اشتهر في الثمانينات والتسعينات وكتب روايات مثل «مال» و«حقول لندن». وكان جزءا من حركة أدبية ظهرت في العقد الثامن من القرن الماضي برموز مثل سلمان رشدي وإيان ماكيوان وجوليان بارنز. وولد الكاتب في أوكسفورد وتعلم في بريطانيا وإسبانيا  والولايات المتحدة قبل أن يدرس الإنكليزية في جامعة أوكسفورد. وأصدر أولى رواياته عام 1973 «أوراق راشيل».
وتوفيت الكاتبة المسرحية والشاعرة الغانية وصاحبة «مأزق الشبح» أما أتا إيدو، 81 عاما. وهي أول امرأة أفريقية تنشر مسرحية عام 1961 وتولت منصب وزيرة التعليم في حكومة جيري راولينغ، في الثمانينات من القرن الماضي. وتوفي أيضا الروائي الياباني كينزبارو اوي، الحائز على نوبل للآداب في 1994 وهو مؤلف عدة كتب تناولت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية وأثر الهزيمة فيها على اليابانيين، مثل «مسألة شخصية» و«الموت غرقا» و«الصرخة الصامتة» و«علمنا أن نتجاوز جنوننا». وكذا لويز غلوك، الشاعرة الأمريكية الحائزة على جائزة بوليتزر. ورحل السياسي الأمريكي السابق هنري كيسنجر الذي عمر قرنا من الزمان وخلف وراءه مكتبة، وهو شخصية يحتفي بها الغرب لكن عالم الجنوب لا ينسى دوره في جرائم الحرب بفيتنام والتشيلي وأماكن أخرى.
وتوفي الكاتب والباحث الفلسطيني زكريا محمد، الذي اهتم بالميثولوجيا عند العرب قبل الإسلام. وكذا الشاعر الشعبي كريم العراقي. وكذا الروائي السوري حيدر حيدر، صاحب «وليمة لأعشاب البحر» التي منعت في عدة دول عربية، و«الفهد» التي تحولت إلى فيلم في السبعينات و«الومض» وكانت آخر رواياته «مفقود». وهو شخصية محورية في تطور الرواية العربية الحديثة. وتوفي كاتب قصص الأطفال المصري يعقوب الشاروني، حيث خلف أكثر من 400 قصة للأطفال إلى جانب دراسات وكتب أخرى. وكذ الشيف رمزي الذي ترك عددا من كتب الطبخ التي انتشرت بشكل واسع. ورحل عالم الاجتماع والروائي حليم بركات، الذي عمل في جامعة جورج تاون، ومؤلف «طائر الحوم» و«عودة الطائر إلى البحر».