• 31 كانون أول 2023
  • ثقافيات

 

 موسكو - أخبار البلد - كتب  المراسل الخاص: 

 ان العام المنصرم كان  بحق عام الثقافة الفلسطينية في روسيا  وتكلل بنجاحات أثمرت عن وعي وتضامن شعبي حقيقي مع فلسطين فى روسيا الاتحادية، فمن مدينة "تشيبوكساري", عاصمة جمهورية تشوفاشيا الروسية تم الاعلان  نهاية عام 2022, عن قرار جعل عام 2023, عاما للثقافة الفلسطينية فى روسيا الاتحادية, لم نكن نتوقع حجم هذه النجاحات,  هذه النشاطات أظهرت  التفاعل الشعبي والرسمي مع مشروعنا الثقافي الوطني, الذي بدأ في 15 مايو 2021, والذى يحمل اسم: "فلسطين بعيون فناني روسيا والعالم". لقد أثمر العام الثقافى لفلسطين فى روسيا الاتحادية, عن توقيع اتفاقيات للتعاون الثقافي مع العديد من حكومات المدن الروسية, والمؤسسات التعليمية, والمنظمات الحكومية والشعبية, وتنظيم وافتتاح عشرات الفعاليات الثقافية, من بينها: المعارض الفنية, وتنظيم والمشاركة فى الطاولات المستديرة, وإنتاج الأفلام الوثائقية, والمشاركة بالمؤتمرات الدولية, والبرامج المتلفزة, التقارير الاخبارية التى انفردت بها عشرات وسائل الإعلام,  اضافة الى انضمام عشرات الفنانين التشكيليين الروس الجدد, ومعهم نحو 100 فنان ومطرب ومخرج وممثل مسرحي وسينمائي, ومصور وكاتب وشاعر وأديب روسي, الى هذا المشروع الفنى الذى انتشر فى المدن والعواصم والجمهوريات الروسية,

. كذلك قامت المنظمات الاسلامية بجمع تبرعات مادية لشعبنا الفلسطيني فى قطاع غزة,  وتسيير رحلات جوية الى مصر من جمهورية تترستان الروسية, وشارك الفنانون الروس بجمع التبرعات كل فى المدينة التى يعيش فيها, وتم تسليمها لوزارة الطوارئ الروسية, والتى أشرفت على ارسال هذه المعونات إلى غزة عبر مصر, بعضها دخل والباقى ما يزال ينتظر قرب رفح من الجانب المصري.

 ويذكر  أنه ضمن مشروع "فلسطين بعيون فناني روسيا والعالم" تم افتتاح  44 معرضا فى 44 مدينة ومتحف وقد كانت أطول مدة  لمعرض فى ولاية بينزا الروسية, وهو معرض "القدس بعيون فناني روسيا وفنانين مقدسيين", والذى افتتح فى 15 فبراير 2023 فى متحف "ليرمانتوف" الشهير بعاصمة الولاية, وانتهى في 15 ديسمبر 2023, أي أنه مكث أكثر من 300 يوم متواصلة.

 وقد تميز افتتاح هذه المعارض بمشاركة مسؤولين روس كبار حاليين وسابقين, من بينهم, رؤساء حكومات, ونواب رؤساء جمهوريات, و مستشارين للرئيس الروسي, ورؤساء بلديات و محافظين ووزراء, شخصيات عامة.

 ويذكر ان صاحب الفكر والمحرك الرئيسي لهذا النشاط غير العادي  انه الدكتور بسام فتحى البلعاوى, رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية التشوفاشية الروسية, ورئيس الفرع الاقليمي التشوفاشي, للمنظمة الدولية العامة, "الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية", تلك المبادرة والذى أطلقها عام 2021, والذى يقود جميع هذه الانشطة, بشكل تطوعي وبدون اي مقابل, واصلا الليل بالنهار, حيث يقطع آلاف الكيلومترات, متنقلا بين جمهوريات وعواصم ومدن روسيا الاتحادية ناقلا لهذه الشعوب والقوميات التى يبلغ تعدادها نحو ثلاثمائة شعب وقومية, الرواية الفلسطينية الحقيقية, عن تاريخ وثقافة وحضارة الشعب الفلسطيني, حيث أن هذه الشعوب ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي وسيطرة اللوبيات الصهيونية على جميع وسائل اعلامها تتلقى الرواية المزيفة وعلى مدار نحو 30 عاما .

وقال البلعاوي بأن كل ما تحتاجه هذه الشعوب هو الحقيقية, وبمعرفتها الحقيقية فإنها تقف على الفور بجانب الضحية ضد الجلاد, وهذا ما تمكنا من تحقيقه, وبكل اسف فان الجاليات العربية والفلسطينية, منطوية على نفسها, وليس لها تفاعل حقيقي يومي مع هذه الشعوب, الا فى المناسبات, ولهذا فانها بكل اسف تواصل فشلها فى الوصول الى قلوب هذه الشعوب, ونحمد الله أن اساتذة الفرشاة الفنانين الروس, الذين آمنوا بنصرة الحق الفلسطيني بالفعل لا بالقول, يواصلون معنا التوعية بقضيتنا كل فى جمهوريته ومدينته وقريته, ولهذا فان جهودنا أثمرت رغم أننا تركنا وحدنا بدون أي دعم من أحد, أو حتى مشاركات فاعلة من أبناء جلدتنا, ولكن كل هذا لم يحبطنا أو يقلل من عزيمتنا فى محاولاتنا التي تكللت بالنجاح فى الوصول إلى قلوب هذه الشعوب وأثمرت تضامنا صادقا وفاعلا,

 وأضاف  البلعاوي أن الروائية والكاتبة الفلسطينية, آسيا (خولة) عبد الهادي, صاحبة رواية الحب والخبز, والتى تشرفت بترجمتها للغة الروسية, وانتشرت فى روسيا على نطاق واسع, قد كتبت لي  بأن "الأنشطة التى نقوم بها منفردين, أثبتت بأن يد واحدة يمكنها أن تصفق وبحرارة". اننا نكرر وبعد النجاحات الكبرى التي تم تحقيقها, من خلال هذه التجربة الفريدة, بأننا نناشد أشقاءنا من ابناء وطننا فى غربتهم أن يحاولوا القيام بمثل ما نقوم به, ونحن على استعداد لمساعدتهم وإرشادهم وتقديم النصح لهم, الدخول الى قلوب هذه الشعوب من خلال الثقافة أثبت أنه الأكثر فعالية, كون هذه الشعوب مثقفة جدا وتحترم عادات وتقاليد وثقافات وتاريخ الشعوب الأخرى, وتدعم كل ما له علاقة بالثقافة.