• 6 تشرين أول 2025
  • ثقافيات

 

 القدس - أخبار البلد - كتب المحرر الثقافي : 

 كتب الفنان التشكيلي كمال ابو حلاوة  صاحب الرؤية والنظرة العميقة والخبرة الطويلة في الفن التشكيلي والفنون وهو من أوائل الفنانين في الاردن و الصديق الفنان ابو حلاوة لديه معرض أنيق في منطقة تذكرك بالقدس واحيائها انها جبل اللويبدة والمعرض اسمه جاليري إطلالة اللويبدة، ذلك  المعرض الذي يمنح الفرصة لكل فنانة وفنان شاب لديه طموح حقيقي ، في صفحة الفيسبوك الخاصة به ملاحظة ولكنها في الصميم وتعبر عما يجول في خاطر كل متذوق للفن ، وكل من له علاقة في هذا الوسط .

 ويسعدنا في " أخبار البلد" المقدسية ان نعيد نشر الملاحظة كما هي حرفيا كما نشرها الفنان كمال ابو حلاوة :  

بينما أتجول في معرض للفنون التشكيلية الأردنية، أجد نفسي محاصراً بلوحات تشبه طعام المرضى، بلا نكهة ولا لون ولا معنى، يبدو أن أصحابها قد تعلموا الرسم في ورشة "اصنع لوحتك خلال دقيقة" أو ربما استخدموا فرشاة الأسنان في تنفيذ أعمالهم، هؤلاء الذين يسمون أنفسهم "تشكيليين" بينما تشكِّل لوحاتهم أزمة وجودية للمشاهد، يضعون ألواناً كأنها بقايا طلاء غرف النوم فوق قماش كان في حياة سابقة مفرشاً لطاولة بالية، ثم يقفون بجانب إبداعاتهم المزعومة يتحدثون عن "المدرسة التجريدية" و"الرمزية العميقة" بينما كل ما في الأمر أنهم عجزوا عن رسم خط مستقيم، لقد أصبح الوسط الفني هنا كحساء مصفى، تطفو عليه نتف من الإدعاء وأوراق الغار الزائفة،

بينما يغيب اللحم الحقيقي، صغار المحسوبية وكبار الواسطات يتسابقون على اقتناص فرص معارض لا يحضرها سوى أصدقائهم وعدد من الناقدين المأجورين الذين يكتبون مقالات مليئة بالكليشيهات الرخيصة عن "الانزياح الجمالي" و"تفكيك المنظور التقليدي" في أعمال هي بالأصل مفككة كحلم في ليلة صيف حارة، أصبحنا نعيش في زمن يتحول فيه كل من يمسك فرشاة إلى "فنان" وكل خربشة إلى "عمل إبداعي" وكل مجموعة عشوائية من الألوان إلى "بيان جمالي"، يا للعجب! أين أولئك الصناع الحقيقيون للجمال؟ أما زالوا ينتظرون في دهاليز النسيان بينما يتصدر المشهد من لا يفرقون بين الأوكرا والأكريليك سوى أن الأخير يجف أسرع فينقذهم من فضائحهم البصرية المسماة زوراً "فناً"!