- 7 تشرين أول 2025
- ثقافيات
بقلم : الشيخ الباحث مازن اهرام
كُتاب وكُتب تًْضربُ في عمق التاريخ، بحبر الألم وقلم الإرادة وتعود بالمقدسيين إلى قصص الماضي في رحلة البحث عن الحقيقة التي أُريد لها الضياع في سراديب الزمن وأغوار الأرض تلك الأرض ذاتها التي عرفت أصحابها مِنْهَا( خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ) كان على المقدسي أن يتغيَّر، فدوَّن سيرة الوجع التي عاشها في كتابه رغماً من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
«للألم وجه آخر» وبين المعافى والمعاق نقطة، يمكن أن يلغيها الانسان الصابر بممحاة الإرادة، ليخْرُج من دائرة المعاقين المغلقة، إلى ساحة المعافين الحُرَّة، نقطةٌ صغيرةُ فقط، تصنع فارقًا كبيرًا وقرارًا مختلفًا، وتوجد قوة هائلة في النفس، وقد يُبتلى الانسان فيصْبحُ عاجزًا، وتتوقَّد فيه الهمة أكثر، وتَُضخُ الإرادة في جسده دماءً جديدة، يُصْبحُ بها قادِرًا على إدارة حياته، ومن كرسيه المتحرك يحرِّك الحياة
قصص المقدسين أرجعت ذاكرتي لسنوات خلت ٍبسٍيرٍ أخرى وصفت الألم بدهشة موغلة في اللذة، تقول حكمة قديمة، قد لا تتبدل الأزمان ولا تتغير بتعاقب العصور، وهي أن
"الكتاب خير صديق للإنسان "فقد كان " الكتاب" وما زال الرفيق الأمين لمن يبتغي العلم وينشد الحقيقة ويتوخى الفائدة ولم يكن شكل الكتاب ولا حجمه في الأزمنة الغابرة بالوجه الذي نراه فيه اليوم ، فلا تغتر بالمظاهر والقشور...
فكم من نعمة كانت لصاحبها نقمة !!
فالرضى بما قسمه الله لك وثق باختيار الله لك فأنت تحمل في نفسك قناطير النعم وكنوز الخيرات التي وهبك الله إياها، فالله أعلم وأحكم وهو خير الحاكمين
البشر كانوا يكتبون في بدء حضارتهم على "الطين" و"الحجر"، ثم أخذوا بمرور الزمن يتخلصون شيئاً فشيئاً من عبء أحمال تلك الكتب الثقيلة، واستعاضوا عن الطين والحجر بمواد أخف منهما وزناً وأصغر حجماً. وأهم ما اتخذوه لهذا: أوراق "البردى"، وجلود الحيوانات ولا سيما ما كان يعرف منها بـ " الرق".
وظلوا على هذا دهراً طويلاً، حتى تيسر لهم صنع الورق، ومن ثم انتشر فن الطباعة مما أدى إلى ازدياد نسخ الكتب وتوفرها لجميع الناس مقابل ثمن زهيد قدموا للبشرية تاريخ وحضارة ما زالت تُدرس في أروقة الجامعات وتنتقل عبر الأجيال كابراً عن كابر
الكتًابُ والكُتبُ الأولى كان للقدماء قصب السبق في تاريخ الكتابة والكتب، كما كان لهم السبق دائماً في كل ميادين الحضارة الإنسانية. كتب المصريين على نبات البردى، وكتبوا على الطين بقلم مدبب صنع من القصب. رسموا في البداية صوراً صغيرة بجر نهاية القلم المدببة في الطين، ولكن هذه لم تكن عملية متقنة، فالطين يتجمع أمام القلم ويشوه الصورة. ثم اهتدوا أخيراً إلى ضغط رأس القلم في الطين كما لو كان ختماً، فأنتجوا بذلك علامة تشبه الأسفين الصغير أم المسمار. وكانت كل صورة تعمل من مجموعة من هذه المسامير. ولهذا دعيت هذه الكتابة بـ " الكتابة المسمارية" التي تعني ببساطة أنها تشبه المسامير.
قد نختلف أو نتفق مع كثير ممّا يطرحه الكتاب، خاصة فيما يتعلّق بالحلول المقترحة وإمكانيّة تحقيقها ،أو ما يُفرض بالقوة والقهر وبشتى الوسائل ....
لكن المتّفق عليه أن هذا العمل يتمايز عن كثير من مؤلفات مسألة المناخ، بأنّه نص يقدم قراءة أدبية ممتعة، تذكّرك بأنه لا يمكن لنا مواجهة وفهم أزماتنا المعاصرة دون تفكيك جذورها التاريخية والجيوسياسية، وتأكيد الحاجة إلى رؤية شمولية تجعل من العدالة والمساواة عناصر أساسية في أي حل مستدام
نقول للآخر هل أدركت بين كتابنا وكتابك شتان ما بينهما فكتابنا في زبر الأولين الذين بشروا به في قديم الدهر وحديثه ،وإشارة لكتابك ( ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾
ولا ينسى أحد شيئا مما كان منه ، وكل أحد يقرأ كتابه من كاتب وأمًي