- 30 تشرين أول 2025
- ثقافيات
موسكو - أخبار البلد- كتب المراسل الخاص
سيبيريا بلد الصقيع تواصل نشر الرواية الفلسطينية مثبتة دفئ قلوب شعوبها تجاه فلسطين وقضيتها العادلة التي تمثل في عصرنا الحالي امتحانا حقيقيا للضمير الانساني في العالم أجمع.لا يتوانى مطران بارناول وجمهورية ألتايسكي كراي، سرجيوس، عن دعم الرواية الفلسطينية، فلم يكتفي العام الماضي بافتتاح أول معرض لفلسطين في تاريخ الجمهورية، بعدما طبع 62 عملا فنيا، لفنانين فلسطينيين وعرب وروس، وقام بتكليف نائبته في رئاسة فرع الجمعية الامبراطورية الارثوذوكسية الفلسطينية، في بارناول وجمهورية ألتايسكي كراي، البروفيسورة "لاريسا غرينيفيتش"، بأن تكون هي أمينة المعرض، وان تطوف مدن الجمهورية السيبيرية، لتعريف شعوبها بالرواية الفلسطينية، وليجعل فلسطين المقدسة الى هذه الشعوب أقرب من أي وقت مضى، وقد أطلق على نائبته لقب "روح معرض روح فلسطين"، نظرا للحماس الذي وجده فيها والأمانة والتفاني الكبير في تأدية هذا العمل النبيل والتاريخي إلهام لشعوب سيبيريا وروسيا وفلسطين، فلم تخذله وواصلت مهمتها بنجاح كبير، ينتج عنه إفتتاح ستة معارض في هذه الجمهورية خلال عام ونصف فقط.
واليكم ترجمة هذا المقال عن المعرض الأخير الذي افتتح هناك قبل عدة أيام، والذي لقي تغطية اعلامية واسعة في الجمهورية وعموم روسيا بما فيها العاصمة الروسية موسكو:
افتُتح المعرض الدولي "روح فلسطين" في مكتبة بارناول المركزية بعاصمة جمهورية "التايسكس كراي"، مدينة "بارناول".
بمباركة المطران سرجيوس، متروبوليت بارناول وألتاي، العضو الفخري في الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية ومديرها، افتُتح المعرض الفني الدولي الـ 167 "روح فلسطين".
تم تنظيم المعرض من قبل فرعي ألتاي وتشوفاشيا الإقليميين للجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية (رئيس فرع تشوفاشيا للجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، دكتور القانون الدولي، والأكاديمي في الأكاديمية الدولية، "أوروبا-آسيا"، بسام فتحي البلعاوي)، بدعم من متحف تاريخ البعثة الروحية ألتاي، والأكاديمية الدولية للثقافة والفنون، وجمعية شعوب تشوفاشيا، وجمعية جمهورية تشوفاشيا للصداقة والتعاون بين شعوب تشوفاشيا وفلسطين، واللجنة الروسية للتضامن والتعاون مع شعوب آسيا وأفريقيا (المكتب التمثيلي في جمهورية تشوفاشيا).
يأتي هذا الحدث كجزء من عام الثقافة لدولة فلسطين في سيبيريا، ويهدف المعرض إلى تعزيز السلام والحرية والوئام في الأرض المقدسة ، والدعوة إلى الصداقة والعدالة، والحفاظ على الصداقة المستمرة منذ عدة قرون بين شعوب روسيا وفلسطين.
هذا هو المعرض السادس الذي يُفتتح في جمهورية ألتاي: 8 أبريل 2024 – مدينة بارناول؛ مدينة بييسك (21 سبتمبر 2024، مدينة روبتسوفسك (13 ديسمبر 2024)، ومدينة كامين-نا-أوبي (17 فبراير 2025)؛ 13 يوليو 2025 - رعية كنيسة قازان.
عُرضت مقاطع فيديو خلال الفعالية:
كلمة الدكتور بسام فتحي البلعاوي أمام الجمهور - والتي تم تسجيلها في افتتاح المعرض الدولي "روح فلسطين" في 8 أبريل 2024 .
تاريخ الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية
قدّمت لاريسا غرينيفيتش، أمينة المعرض ونائبة رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية للأعمال الثقافية والتعليمية والحج، مجموعة مختارة من اللوحات خلال الفعالية، وعُرض بعضها في عرض تقديمي.
ضمّ المعرض أعمالًا لفنانين فلسطينيين وسوريين وروس مرموقين وموهوبين من مناطق ومدن مختلفة:
"نيكولاي كريلوف" - للفنان الروسي ألكسندر بافلوف.
"ليالي بيت لحم" (1889) للفنان نيكولاي كريلوف (1850 -1900). "نحن نثق بالله"؛ "ربة منزل فلسطينية"؛ "لنصبر، ولنعش، ولنحب"؛ "التراث الفلسطيني"؛ "النكبة الفلسطينية"؛ "بعون الله، ستتحقق الأحلام" للفنان الفلسطيني وائل ربيع. "لا تنظري يا حبيبتي" للفنان الفلسطيني كلوب أحمد.
"زيتون الأرض المقدسة"؛ "خبز فلسطيني مسطح" للفنان الفلسطيني سليمان منصور. "الفلاحة الفلسطينية" للفنان الفلسطيني المولود في سوريا، رائد قطناني. "الحب والخبز"؛ "المعلم" للفنان الروسي ميدخات شاكيروف. "حلم عيد الميلاد" للفنانة الروسية أولغا بلاشوفا. "أبي، أنا سندك الآن" للفنانة الروسية مارينا البلعاوي.
إذا تأملتَ اللوحات، ستلاحظ أن العديد منها يصوّر مسنين يجلسون على أمل استعادة منازلهم. بعضهم يحمل مفاتيح منزلٍ في يده أو بالقرب منه، مفاتيح منزلٍ لم يتمكنوا من الوصول إليه لأكثر من 75 عامًا.
النكبة، التي تعني المنفى بالعربية، ظاهرةٌ واضحةٌ في بعض اللوحات. الصبر نباتٌ يشبه الصبار، ومعناه الصبر والتواضع. من صبر لا يستسلم أبدًا!
ينتظر المسنّون على أمل العودة إلى ديارهم، وينقلون هذا الأمل إلى أحبائهم. إلى الأحفاد وأبناء الأحفاد، الأمل في كل قلب.
مهما واجه الشعب الفلسطيني من مصاعب، يواصل العمل، ويزرع ثماره التقليدية. رمزهم الرئيسي هو شجرة الزيتون، الأم التي ترعاهم. وكما يقول الفلسطينيون، كل ما نحتاجه هو الخبز، الخبز ونغمسه في زيت الزيتون؛ فهذا سينقذنا دائمًا من الجوع.
في كل لوحة، نرى روح فلسطين وشعبها. على سبيل المثال، يرمز رجل عجوز إلى توارث التقاليد جيلاً بعد جيل، ويرسم فلسطين على إناء خزفي. لكن هذا ليس مجرد إناء؛ إنه شكل خريطة فلسطين. كل قطعة تحمل رمزية.
وأطفال اللوحات - يا لهم من أطفال! عيونهم تشعّ بالخوف والألم والأمل، ومع ذلك فهم أقوياء و ناضجون يفوقون أعمارهم. تُغمض الفتاة عيني دميتها؛ تتصرف كالأم تماما، التي تحاول حماية طفلها، تحمي الدمية من الأحداث المروعة التي تظهر في الخلفية.
كان التركيز على لوحة "الحب والخبز" وكتاب الكاتبة الفلسطينية الشهيرة آسيا (خولة) عبد الهادي، روت لاريسا غرينيفيتش معنى هذه اللوحة من كلمات الكاتبة نفسها. تم إهداء كتاب "الحب والخبز" المقتبس من مذكرات الكاتبة عن النكبة، للمكتبة.

