• 23 نيسان 2023
  • في إيتلية

 

روسيا الاتحادية - أخبار البلد -  كتب الدكتور بسام فتحي البلعاوي

كان حلما يراودني منذ سنين عديدة أن أدخل الى هذا المعبد وهذا المعلم الجميل الذي يزين وسط العاصمة الثالثة لروسيا، مدينة قازان بجمهورية تترستان الروسية، ولكن كيف سأدخله وما الذي سأفعله هناك؟ 

هل يعقل أن يكون هناك في عالمنا دينا يدعو إلى الظلم والبطش والعدوان؟

انه لمن الطبيعي والفطري أن تكون هذه الأديان الممثلة فى هذا الصرح والمعلم الهام والوحيد فى روسيا تدعو للخير وترفض الظلم، وما دمت أحمل هم شعبى ووطنى فى جميع تنقلاتي منذ وعيت على هذه الدنيا، فعلي أن  أجد طريقة لأدخلها إلى هذا المعبد، معتنقي وتابعي هذه الأديان يجب أن يسمعوا صوت وأنين شعبى الجريح ووطنى السليب، فهم بالتأكيد لديهم ضمائر حية، وما علي إلا أن أوصل إليهم المعلومة والحقيقة، ووقتها سأرى ردة فعلهم، فإن كان لديهم ضميرا حيا فالنجاح هنا سيكون شبه مؤكد، وأرجح أنهم يمتلكون هذا الضمير لكنهم لا يمتلكون المعلومة الصحيحة وسط السيطرة الاعلامية الصهيونية على وسائل اعلام العالم وبثها للأخبار المغلوطة وتزييفها للحقائق بتحويل الضحية إلى مجرم و الجلاد الى ضحية.

كان لنا ما أردنا بعدما تمكنت الفنانة، والشخصية العامة، وسيدة المجتمع الشهيرة فى روسيا الاتحادية، "لاريسا سولنيتنايا"، صديقة شعبنا الفلسطيني والتى تقود منذ شهور عديدة حملة فنية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، تطوف من خلالها الجمهوريات والولايات والعواصم والمدن الروسية الى جانبنا حاملة معنا هم شعبنا وقضيتنا وموضحة لشعوب روسيا من خلال الفن أهمية وقوفهم مع شعبنا فى دعم تطلعه للحرية والانعتاق من الاحتلال المستمر منذ 75 عاما، فجاءت فكرتها بعد فوز طالب دويك بجائزة الفن التشكيلي، فى موسكو والتى تحمل اسم، الفنان الروسي العظيم ورسام الايقونات، "نيكولاي كربلوف، 1850 - 1900 "، وفى جولة الاحتفالات التى عمت المدن الروسية ابتهاجا بانتصار ابن القدس وفلسطين بهذه الجائزة الهامة، وكأول فنان تشكيلي فلسطين وعربى وأجنبي يحصل عليها من خارج الاتحاد الروسي، اقترحت مصممة الازياء الشهيرة، أن تعيد رسم بعض لوحات، طالب دويك، على الملابس الروسية التقليدية وتعرضها فى مهرجان دولي للصداقة بين الشعوب، فبدأت من العاصمة الروسية موسكو، منذ الحادي والثاني عشر من ابريل وأثناء احتفالات روسيا بافتتاح المعرض الروسي الدولي، للمشروع الفني الكبير الذى يحمل اسم "فلسطين بعيون فناني روسيا والعالم"، والذى بدأته جمعية الصداقة الفلسطينية التشوفاشية الروسية، (منذ 15 مايو 2021 )، لتصل فى أقل من عامين لافتتاح المعرضين، الخمسين والحادي والخمسين فى موسكو، واللذان خصصا لاحياء الذكرى ال 75 للنكبة، فأضفت مشاركتها معنا بابداعاتها الفنية التى أظهرت لوحات طالب دويك على الملابس التقليدية الروسية، حدثا فنيا مبهرا وجديدا فى العلاقات الثقافية بين شعوب روسيا وفلسطين، فلوحات طالب دويك تحكى قصة القدس وفلسطين بصورة تدخل الى العقول والقلوب بسهولة ويسر.

ثم أجرت بعدها اتصالات عديدة وتم الاتفاق على اقامة مهرجان فني دولي لدعم الصداقة بين الشعوب، وتمجد من خلالها أعمال طالب دويك، وذلك فى العاصمة الثالثة لروسيا، مدينة قازان التاريخية القديمة، وفى أحد أهم وأشهر معالمها، "معبد جميع الأديان"، وعرضت علينا المشاركة بها، فبدأنا المفاوضات افتتاح معرضنا الدولي الرابع والخمسون "روح فلسطين"، ومعرضا آخر الاطفال إحدى مدارس المدينة، تحمل اسم، "عيون الفلسطينيين"،  فى نفس هذا اليوم، وجاءت الموافقة على طلبنا. لنفتتح وفي يوم واحد ثلاث معارض فنية لفلسطين، بينها معرضا للأزياء تمجيدا لأعمال طالب دويك و إحياءا لذكرى النكبة.

فلسطين حققت نجاحا كبيرا واكتسبت أصدقاء جدد،  وأحدثت نقلة نوعية فى وصول المعلومات عن شعبها وقضيتها من خلال الفن، وسيكون لهذا النجاح ما بعده وانني على يقين بأن هذه التراكمات والانجازات فى ايصالنا الحقيقية إلى أماكن وعقول كانت مغيبة ومتأثرة بالإعلام والدعاية الصهيونية المزيفة ضد شعبنا وقضيتنا، سيكون لها دور هام فى توفير دعم أكبر نحو تحقيق حرية شعبنا وإنهاء احتلال وطننا .