• 11 كانون أول 2023
  • في إيتلية

 

 القدس - أخبار البلد - هذه المرة وفي زاوية " في اتيليه" خصص الحديث الفني عن  حكاية لوحة لا تزال تزين مدخل الفاتيكان وتتلخص حكاية المفكر ابن رشد والذي حلت ذكرى رحيله قبل ايام . في احدى المواقع في الفيسبوك بوك تم نشر حكاية هذه اللوحة  والتي نقول بنشرها هنا .

المفكر ابن_رشد في ذكري رحيله ( 10 ديسمبر 1198م ) . "يا بُني لو كنت تبكي على الكتب المحترقة فاعلم أن للأفكار أجنحة وهي تطير بها إلى أصحابها، لكن لو كنت تبكي على حال العرب والمسلمين فاعلم أنك لو حولت بحار العالم لدموع لن تكفيك". قالها الفيلسوف والعالم والقاضي والطبيب أبو الوليد ابن رشد عندما أحرقت كتبه ، وبدأ أحد تلاميذته يبكي بحرقة، حيث تم جمع كل الكتب الموجودة في مكتبته والمتضمنة ايضا لمجموعة كبيرة من كتب ارسطو وابن سينا والفارابي وابن الهيثم وكتبه مثل (شروحات أرسطو) و(تهافت التهافت) و(فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال) و( بداية المجتهد ونهاية المقتصد)... ووقع تجميعها في الساحة العامة باشبيلية وسط حضور حاشد ﻭﺃُﺭﻏِﻢَ المفكر ابن رشد على مشاهدة عشرات الكتب لعشرات الفلاسفة والمفكرين العرب وهي تحرق ﻭﺳﻂ ﺗﻜﺒﻴﺮ ﻭﺻﺮﺍﺥ ﺍﻟﻐﻮﻏﺎﺀ وتلاشت في ألسنة اللّهب عقول اليونان والفرس والهنود والمسلمين... كانت "أمّ النكبات" نكبته على يد الأمير الموحّدي يعقوب المنصور. أُبْعِد ابن رشد أوّلا إلى "أليسانه"، في خطوة رمزيّة تعكس إخراجه من الملّة إذا علمنا أنّ هذه البلدة الصغيرة القريبة من قرطبة أغلب ساكنتها من اليهود. ثمّ تكفّلت الغوغاء بالباقي، وعاش ابن رشد ليرى " سفلة الدهماء " كما سمّاهم تمنعه من دخول المسجد الصغير في قرية "أليسانه". ثمّ ينتهي المطاف به منفيّا إلى المغرب وتوفي ابن رشد سنة 1198م في مراكش ودفن فيها ، قبل أن يُحمل جثمانه في مشهد رمزي مهيب ب(رفقة) بعض كتبه عائداً إلى الضفة الشمالية من البحر المتوسط.. منذ تلك اللحظة غاب ابن رشد عن العالمين العربي والإسلامي ، فانقطع ذكره وانمحى أثره ، لمدّة أكثر من سبعة قرون كاملة . ولكن في الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط ، سيكون ابن رشد حاضرا من خلال ملحمة الكوميديا الإلهية للشاعر الإيطالي الكبير “دانتي” ، رفقة سائر الفلاسفة اليونانيين ، ورفقة ابن سينا أيضا، جميعهم سيكونون في الدائرة الخارجية للجحيم، حيث انهم لن ينعموا بالنعيم بالفعل ، وفي القرن 16 سيدخل ابن رشد (رمزيا ) إلى أقدس مكان لدى المسيحيين (الفاتيكان) من خلال لوحة “مدرسة أثينا” (Scuola di Atene)، التي رسمها الفنان الإيطالي الشهير "رفائيل" Raphaël بطلب من بابا الفاتيكان ، وهي لا تزال معلقة إلى اليوم داخل الفاتيكان. ـــ الصورة للوحة مدرسة أثينا للفنان الإيطالي رافائيل تم رسم هذه اللوحة بين سنتي 1509 م و1510 م، وهي تظهر عدداً من الفلاسفة والمفكّرين والعلماء القدامى الذين أثّروا في التاريخ الإنساني ، من أمثال: أرسطو، أفلاطون، سقراط، فيثاغور، أبيقور، الإسكندر الأكبر وزينون الراقي، وهرقليطس ،وزرادشت، وديوجين ،و اقليدس " أبو الهندسة "، وأرشميدس، وهيباتيا ... ومن بين هؤلاء العلماء العالم والفيلسوف ابن رشد .