• 20 كانون أول 2023
  • في إيتلية

 

 القدس - أخبار البلد - نشرت صحيفة القدس العربية خبرا من بيروت عن معرض فني يحمل اسم "من بيروت هنا القدس "  وهذه مبادرة تحمل الكثير من المعاني للقدس واهلها ونحن نعيد نشر الخبر.

 «من بيروت.. هنا القدس». معرض للفن التشكيلي فلسطينيٌ ومقدسيٌ، روحاً ولوناً ومحتوى. ستون لوحة بين كبيرة وصغيرة شكّلت لقاء حميماً مع فلسطين والقدس. لوحات حكت تراث المدينة، والبلاد نكبها المشروع الصهيوني وما يزال. عيون جيل فني جديد عرف القدس بالصورة، واستشرف فكرته من فنانين كبار خلدوا وطنهم.

للمرأة في معرض «من بيروت.. هنا القدس» حيزها الواسع. إنها الرمز في الصبر، والثورة والكفاح واحتضان العائلة. وحصة وازنة للقدس، التي استفزّت وجدان الفنانين، تماماً كما الذاكرة المتواصلة بين الماضي والحاضر. فرسموها بأمل وحب وشموخ.

شابات وشبان تتراوح أعمارهم بين 14 سنة ومطلع العشرينيات شاركوا في رسم القدس وفلسطين. جمعتهم ورشة تشاركية بإشراف «الجنى» وبدعم من مؤسسة التعاون. وكان معرض «من بيروت.. هنا القدس» ثمرته. لوحات تُعرض للجمهور العريض للمرة الثانية في ملتقى السفير، بعد أن عُرضت في نيسان/ابريل الماضي في دار النمر.

34 فنانة وفناناً انضمّوا للمشروع في شمال لبنان والإبحار في رحلة استكشافية بإشراف الدكتورة هبة درويش. حُددت سعة الورشة بـ12 فناناً، فكان للشمال ورشتان. واكتفى الفنان محمد لبش بورشة واحدة في الجنوب فالعدد لم يتجاوز الـ17.

المشروع، انطلق من فكرة الإبحار مع الفنانين الشباب في رحلة استكشاف ودراسة لإنتاجات فنانين مقدسيين. حيث وقع الاختيار على أعمال نبيل غريب، وجمال عناني، وجمانة الحسيني، وسليمان منصور، وعبد الرحمن المزين، واسماعيل شمّوط، وصلاح الأطرش، وإيمان خشّان وآخرين. وفي تطلعات المشروع أن يتشكل المشاركون من جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية.

في الشمال تلاقى هواة ودارسون للفن وتلاقت قلوبهم. حسب المشرفة على المشروع الدكتورة هبة درويش. والهدف: لن ننسى حقنا الإنساني في فلسطين.. حق سيستمر في النمو على مدى الأجيال.

تقول الدكتورة درويش عن ورشة الشمال: وضعنا أمام المشاركين لوحات لفنانين مقدسيين وفلسطينيين، وحلّلنا ودرسنا معاً كيفية تناولهم لوطنهم فنياً. وتوقفنا عند أساليبهم الفنية. وتالياً رسم كل من المشاركين لوحات تذكر بأسلوب هؤلاء الفنانين أو متأثرة بهم. فإذ بلوحاتهم تقول إن ذاكرة الأجيال العربية تدرك تماماً سردية فلسطين المغتصبة. فهم تناولوا في رسوماتهم التوق إلى فلسطين.

في مركز الجنى في وادي الزينة أشرف الفنان محمد لبش على مجموعة من الفنانين الشباب الذين استوحوا أفكار لوحاتهن من فنانين مقدسيين، أو فنانين شكّلت مدينة القدس موضوعاً لهم. تراوحت أعمار الشباب والصبايا الذين شاركوا في هذه الفعالية الفنية بين 18 و22 سنة، وجميعهم لديهم اهتمام بالفنون. كل من هؤلاء الشباب اختار فناناً مقدسياً واستوحى مشروع لوحته من خلال اعماله. وهكذا بنيت أعمالاً جديدة مستوحاة من الأعمال القديمة. وشكّلت مع اللوحات التي نفّذها الشباب والشابات في ورشة الشمال بحدود 60 لوحة بين متوسطة وكبيرة الحجم.

وخلُص لبش للقول: معظم المشاركين في الورشة وبخاصة الفلسطينيين شكّلت القدس جاذباً عاطفياً لهم، فرسموها بإسهاب. ومن الطبيعي أن تمثّل القدس كعاصمة عربية محتلة رمزاً لجميع الفنانين.

المخرج السينمائي والناشط في مركز الجنى هشام كايد وجد في المعرض هدفاً لتعزيز الهوية الفلسطينية، وخاصة في مجال المعرفة المتعلّقة بثقافة مدينة القدس. إضافة إلى تعزيز دور القدس لدى الشباب والأطفال على مختلف المستويات الثقافية والفنية، خاصة في ظل التهويد الذي تنفذه الدولة الصهيونية.

وأضاف: مشروع تعزيز حضور القدس في وجدان الشباب من خلال الرسم، وبعد دراسة واطلاع على مجموعة من لوحات فنانين مقدسيين، أتاح للمشاركين التعبير وفق الخيار الذي يرغبونه. وللمشروع شقه الفني الموسيقي، حيث انتجت أربع اغنيات راب موضوعها القدس. إلى جانب انتاج قصص مُلهمة مع الأطفال بطريقة الكوميكس، وفيها قالوا ما يرغبونه لمدينة القدس. هدف النشاطات تعزيز المعرفة لدى الشباب والأطفال.

وأضاف: العدد الكبير من الفنانين المقبلين على ورشتي الشمال والجنوب، أكد تعطّش الشباب للتعرّف إلى ثقافتهم الغائبة عنهم بفعل الاحتلال. ومما عزز التفاعل بين الشباب هو انتمائهم إلى جنسيات مختلفة من فلسطينيين ولبنانيين وسوريين.

وكيف وقع الاختيار على هذا الفنان المقدسي وليس ذاك ليتمّ تقديمه للشباب؟ يقول كايد: جرى الاختيار تشاركياً مع الدكتورة هبة درويش والفنان محمد لبش، من خلال ملف عن الحركة الفنية والثورية في مدينة القدس. وهما اختارا من الأسماء الموجودة في الملف. وتركا للشباب والشابات المشاركات اختيار الفنان وفق مشاعرهم، ووفق احساسهم بالإلهام الذي مثّله لهم.

وخلُص كايد للقول: نعمل قدر المستطاع لمنح الشباب فرصة للتعبير عن افكارهم وقضاياهم بما يرونه مناسباً. ونُعزز طموحاتهم ومواهبهم في مجال الفنون.