- 18 تشرين الثاني 2024
- في إيتلية
موسكو - أخبار البلد - كتب المراسل الخاص :
تشهد الأوساط الأدبية والفنية الروسية تحولا جذريا تجاه فلسطين، وهذا التحول لم يأتي من فراغ، فمشروع روسيا الفنى الدولي، "فلسطين بعيون فناني روسيا والعالم"، الذى بدأ قبل ثلاثة أعوام بافتتاح أول معرض فني روسي فى مدينة "تشيبوكساري"، عاصمة جمهورية تشوفاشيا الروسية، والذى حمل اسم "فلسطين بعيون فناني روسيا"، والذي أطلقته جمعية الصداقة الفلسطينية التشوفاشية الروسية، فى 15 مايو 2021 وبمشاركة 52 فنانا روسيا من مشاهير وعمالقة فناني روسيا والعالم، والذين انضم اليهم يومها الفنان التشكيلي العربى الوحيد "عماد أبو شتية"، ووجه لهم كلمة دعم عبر الفيديو، ومنذ ذلك الحين انضمت اليها عدة منظمات مجتمع مدني روسية، بينها، الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية، وفرع المنظمة الافروآسيوية فى جمهورية تشوفاشيا، وأكاديمية رسامي العالم "العصر الجديد"، والاكاديمية الدولية للثقافة والفنون، ومنظمة شعوب تشوفاشيا، مضافا اليهم مئات الفنانين التشكيليين ، والفعاليات الثقافية لاجل فلسطين لا تتوقف أبدا، حيث التحق بها مئات الفنانين التشكيليين، من مختلف أرجاء روسيا، وفلسطين بما فيها القدس وقطاع غزة، والأردن وتونس والعراق وسوريا، واليمن، وغيرهم من الدول.
كذلك انضم اليهم المئات من المطربين المعروفين، بينهم مطربين اوبراليين، وقادة اوركسترا وعازفين على مختلف الاجهزة الموسيقية، ، وراقصي باليه وممثلين، وكلهم اجتمعوا على حب ودعم فلسطين وشعبها لانتزاع الحرية والخلاص من الاستبداد والاحتلال، ليتحولوا جميعهم الى فريق فني واحد يعزف على وتر الصداقة والمحبة والسلام والوقوف الى جانب المظلوم، ألا وهو الشعب الفلسطيني.
وقد تم خلال هذه الفترة إنجاز وتصوير أكثر من 120 فيلما وثائقيا عن تاريخ وثقافة وحضارة الشعب الفلسطيني، باللغة التى تفهمها والطريقة التي تفكر بها شعوب روسيا، لينتج عن ذلك أيضا 5 مسابقات دولية للرسم لاجل فلسطين تشارك فيها عشرات المدن ومئات المدارس الروسية، ونتج عنها افتتاح 40 معرضا فنيا دوليا للاطفال، "أنا أرسم فلسطين"، ليقوم فى هذه الاثناء الكتاب والصحفيين ووكالات الأنباء وقنوات التلفزة الروسية، ومئات المواقع الالكترونية بنقل وعلى مدار الساعة الفعاليات الثقافية الروسية لاجل فلسطين فى كافة مدن وعواصم جمهوريات روسيا الاتحادية بما فيها سيبيريا.
يضاف الى هذا بعض الأغاني الروسية التى بدأ الفنانين الروس يغنونها لاجل فلسطين، وفى الاسابيع الاخيرة، كتبت الاديبة والشاعرة الروسية، "ايلينا بيتيلينا"، عدة قصائد شعرية لأجل فلسطين ألهبت حماس الفنانين والمطربين الروس يحولونها الى أغاني يسمعها بشغف واهتمام ملايين المواطنين الروس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ظهرت أحدث أغنية, فى أحدث فيلم وثائقي عن فلسطين ظهر الأسبوع الماضي.
الأغنية الاولى التي فاجأت المجتمع الروسي والذي استقبلها باستحسان كبير هي اغنية "فلسطين"، يغنيها الفنان ميخائيل بصوت مبدع ألهب حماس شعوب روسيا، والاغنية الثانية "نحن نحبك يا فلسطين"، والتى تغنيها المطربة "اليونا" بصوت رائع.
بعض كلماتها تقول بأن كل سكان الكون يولدون ويعيشون ويحتفلون بجميع مناسباتهم حسب التقويم الفلسطيني، ومنذ لحظة ميلادهم فإنهم يسجلون فى شهادات ميلادهم بهذا التقويم، مهما كانت جنسياتهم ودياناتهم ولغاتهم، فجميع سكان الكوكب مرتبطون بفلسطين دون حتى أن يدركون أو يتوقعون أو يفكرون بذلك، فالكوكب يعيش بتقويم ميلاد المسيح، والمسيح الذى ولد فى بيت لحم هو، فلسطيني من أم فلسطينية هي السيدة مريم العذراء من مدينة "الناصرة"، ولذلك فان سكان كوكبنا ينتمون لفلسطين وعليهم أن يحبوا فلسطين ويكونون أوفياء لها ولشعبها ويثبتون محبتهم ليس بالكلام وإنما بالفعل.
وقال الدكتور بسام فتحي البلعاوي، رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الروسية، ورئيس الفرع الاقليمي التشوفاشي، للجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية، وصاحب مبادرة "فلسطين بعيون فناني روسيا والعالم"، في تعليقه ل " أخبار البلد" عن ما أحدثته مبادرته هذه خلال ثلاث سنوات من تغير ملموس فى وعي شعوب روسيا بالقضية الفلسطينية وتحول فني غير مسبوق دفاعا عن فلسطين من خلال الفن :
ان ما يجري في روسيا حاليا هو نتاج لعمل دؤوب على مدار الساعة نقوم به مع الفنانين الروس ومنظمات المجتمع المدني الروسية، ووزارات التعليم والثقافة والكنائس والبطريركيات، والمساجد، وجميع دور العبادة، والمتاحف ودور العرض، ومتاحف الجاليرى والمدارس والمعاهد والجامعات وقصور الثقافة والعمل مع اتحادات الكتاب والصحفيين والمخرجين السينمائيين، والمطربين، والوسط الفنى الوطني الروسي، كان طبيعيا أن ينتج عنه كل هذا التفاعل وهذه النتائج الكبيرة التى وصلنا اليها بفضل الله وبفضل ميل شعوب روسيا لنصرة الحق والانحياز للمظلومين من أجل تحقيق العدالة ومحبتهم لفلسطين وقربهم وتفهمهم لمآسي شعبها.
والقصائد والاشعار والاغاني التى كتبتها في الاونة الاخيرة، الأديبة والشاعرة الروسية، "ايلينا بيتيلينا" من مدينة "تيريوخجورني"، تدل على أهمية الثقافة والفن في إيصال الرسالة، حيث أن هذه المدينة الروسية هي مدينة عسكرية مغلقة، ولم يسبق لاي فلسطيني عبر التاريخ أن قام بزيارتها، كونه ممنوع على أحد دخولها بمن فيهم المواطنون الروس باستثناء سكانها، وهي تقع فى ولاية "تشيلابينسكايا اوبلاست".
وأضاف الدكتور البلعاوي : " قصة تعرفي على هذه الأديبة جرت فى نهاية شهر سبتمبر وتحديدا في 26 منه هذا العام، حيث كنا نشارك معا فى مهرجان ثقافي دولي تحت اسم "أكساكوف"، والذى تم فى جمهورية باشكورتوستان الروسية، في عاصمتها مدينة اوفا ومدن اخرى أيضا، وقد طلبت منى بأن ازودها بالنسخة الروسية من رواية الحب والخبز، للكاتبة الفلسطينية، آسيا (خولة) عبد الهادي، وبعدها حصل تغير جذري في طريقة تفكيرها وبدأت تشاهد أفلاما عن فلسطين وعن معارضنا باللغة الروسية، لتصبح العاشقة الأكبر لفلسطين هي وبناتها، اللواتي يساعدنها فى ذلك وأصبحت تشرح لتلاميذها عن فلسطين بشكل يومي أثناء الدروس التى تقوم بإعطائها لهم، وتعرض لهم أفلام عنها.
وهذا ماكتبته الاديبة والشاعرة الروسية، "ايلينا بيتيلينا"، على الموقع الرسمى الذى تديره، "الجمعية الأدبية "الينابيع".
يعتقد ميخائيل كيلدياشوف، الشاعر الروسي وأمين اتحاد الكتاب الروس، أن الكتاب لا يأتي أبدًا إلى الإنسان بمفرده - فهو يستلزم عرضًا للكواكب: كتب أخرى، ومصائر، وأحداث، وإيحاءات. وأنا أتفق معه تماما.
كتاب مأساة الشعب الفلسطيني لآسيا (خولة) عبد الهادي "الحب والخبز" أثار استجابتي العاطفية لمعاناة مواطنيها غير المستحقة.
شكرا للدكتور بسام فتحي البلعاوي، طلابي الآن يقرأون هذا الكتاب. ويقول أبو إيهاب عبد العزيز سعيد، الأمين العام المساعد لاتحاد الكتاب الفلسطينيين، إن آسيا (خولة) عبد الهادي من خلال كتابها تشجع الناس على استخدام أعمالها لإنشاء أعمالهم الخاصة. هكذا حدث كل شيء. بعد قراءة الكتاب، وبعد المعلومات التي شاركها الدكتور بسام عن تاريخ فلسطين، بدأت تتولد سطور شعرية في الإهداء لفلسطين، وتم إنشاء مقاطع فيديو، وكتابة الأغاني. وهذا عظيم!
إننا نقدم مساهمتنا المتواضعة باسم السلام والمحبة بين الشعوب.
نقدم لكم أغنية جديدة عن فلسطين من وحي الدكتور بسام. يمكنك القول إننا مؤلفان مشاركين، لأن كل ما قاله قمت بترجمته إلى لغة الشعر.
قامت ابنتي إيكاترينا بإنشاء فيديو لهذه الأغنية، كما استجابت صديقتي يوليا جوردييفا وشاركت في إنشاء مقاطع الفيديو. لهم جزيل الشكر والتمنيات الطيبة.
شكراً للدكتور بسام وآسيا (خولة) عبد الهادي على إتاحة الفرصة لي للمشاركة في نضال الشعب الفلسطيني .
رابط الاغنية :
https://youtu.be/v4eLUGrXJLU

