- 25 آب 2025
- في إيتلية
موسكو - أخبار البلد - كتب المراسل الخاص
أن تكون شاعرا وأديبا فلسطينيا حقيقيا، ويجري في عروقك دم فلسطيني وطني أصيل، كل قطرة فيه تتنفس حرية ووطنية، وإحساسا بكل معاناة شعبك، فهذا يعني أن لا تقف مكتوف الايدي، حين يتعرض شعبك للابادة، وتستخدم كل ما تستطيع من الكلمات والمفردات والأشعار، التي تعبر من خلالها، عن احساسك الحقيقي بمأساة شعبك، وتحاول إيصال رسالته وصوته، والظلم الواقع عليه الى العالم، لحشد أكبر تضامن ممكن معه، ومحاولة رفع الظلم عنه، فهذه تكون صفات الانسان الفلسطيني الحقيقي، الذي لا يسعى لنيل الجوائز، والنياشين، ويسخر نفسه وغيره، للحصول عليها بأي طريقة كانت، ولا يتكبر على شعبه، بل يحمل همه ومأساته الى كل مكان يستطيع الوصول إليه في هذا العالم.
الدم الذي يجري في عروق الشاعر الوطني والأديب الفلسطيني، الدكتور محمود البطل، ليس مجرد دم عادي، أو سائل أحمر غير معروف نوعه واصله، بل ان جذوره عميقة عمق التاريخ الفلسطيني المجيد، تتنفس وطنية وحرية وحبا لشعبه، و دفاعا عن وطنه، فهو لم يتنحى جانبا، عندما أعلنا في بداية هذا العام 2025، نحن الفرع التشوفاشي للجمعية الامبراطورية الارثوذوكسية الفلسطينية، عن تنطيم واطلاق مسابقة الشعر الروسية الدولية، الأولى في تاريخ العلاقات الثقافية بين شعوب روسيا وفلسطين، "إذا عدت...."، وذلك تخليدا لذكرى الشاعر الفلسطيني الوطني الراحل محمود درويش.
لم يتردد الدكتور محمود البطل، بطلب المشاركة بالمسابقة، بل وأصر على أن يكتب قصيدته باللغة الروسية لأن الابتعاد وعدم المشاركة، يعني اللامبالاة بمصير شعبك، فكيف لك أن لا تشارك، بينما شعراء روسيا يتبارون بالمشاركة دعما لشعبك وقضيتك، التي أنت أولى بها، وكانت المفاجأة أن تحولت قصيدته فيما بعد، الى أغنية روسية، تروي لشعوب روسيا قصة فلسطين وشاعرها الراحل.
لم يتوقف البطل عن مواصلة كتاباته لوطنه، آخر قصائده التي كتبها عن الشعب الذي يباد في قطاع غزة هي محاولة منه للإسهام في إيقاظ ضمير العالم، كلماتها باللغة الروسية، كانت قوية لدرجة أن الفنانين الروس، قرروا تحويلها لأغنية تطوف جميع الجمهوريات، والعواصم والمدن الروسية، وجميع الناطقين بالروسية حول العالم، لتسمعها ليس فقط شعوب روسيا، التي يبلغ تعدادها نحو 200 شعبا وقومية، بل كل من يفهم اللغة الروسية.
وقد وصلنا قبل قليل فيديو كليب لهذه الاغنية، من اعداد الفنان الفلسطيني "عصام عودة"، الذي وضع في هذا الشريط، لوحات لفنانين فلسطينيين معروفين، تتوافق مع كلمات القصيدة والاغنية، والتي نقدمها لكم عبر الرابط المدون أدناه، ومعه ترجمة لكلمات القصيدة من اللغة الروسية الى اللغة العربية:
أطفال غزّة المجوّعون لن يغفروا لهذا العالم
تأتي من هناك صور مأساوية
الإبادة والتهجير القسري
والعالم ينظر إلى ذلك عاجزاً
وكأنما العالم لم يعد عالماً
قصص تكتب بالحبر الأسود-
اقتلوا بلا عقاب وأبيدوا
الفاشيون يحتفون بجرائمهم
وهم يدمرون كل شيء ويقتلون كلّ إنسان
وغزة التي تُقتل في معاناتها
تنادي لمساعدتها عبثاً
فالعالم يخضع لإملاءات أميركا
وهو بذلك يَدفن من فيه ونفسه
وغزة تمتلئ بالموت
بموت الأطفال والنساء وتصيح
والضمير، ماذا حلّ به؟
هل هو لم يعد موجوداً في أي مكان؟
والإنسانية هل أخذها النوم حقاً
من أجل القتلة والأشرار المجرمين؟
رابط الأغنية:
https://vkvideo.ru/video63776815_456246945