• 17 تشرين الثاني 2025
  • في إيتلية

 

موسكو - أخبار البلد - كتب المراسل الخاص

 

تواصل صحيفة "أخبار البلد" المقدسية  اطلاع شعبنا العربي الفلسطيني على أعمال المزيد من الفنانين الروس، المتضامنين مع شعبنا ووطننا رغم أنهم لم يزوروا فلسطين في أي يوم من الأيام، لكنها تسكن في أعماق قلوبهم وأرواحهم، ويروون قصص مأساة وبطولات وصمود شعبها للأجيال من خلال لوحات فنية تعكس نقاء وصفاء قلوب هذه الشعوب المحبة للسلام والكارهة للظلم والاضطهاد, و المنحازة دائما للمظلوم, تدافع عنه بما يتوفر لديها.

الفنانة التي نسلط الضوء عليها اليوم ليست فنانة عادية, بل إنها معلمة في الفنون, تعلم الأجيال بكل تفان, كيف لا وهي مولودة في ولاية أحد أعظم فلاسفة القرن العشرين, مفجر الثورة البلشفية, "فلاديمير لينين", الذي وحد نحو 300 شعب وقومية في دولة واحدة عام 1917, وكانت تحمل اسم الاتحاد السوفيتي, هذه الدولة التي انحازت للفقراء والمظلومين, فاكتسبت دعم هذه الشعوب التي كانت تقع قبل ذلك تحت ظلم الإقطاعيين, وتعيش في فقر وحرمان وظلم, فكان له أن أسس أول دولة في التاريخ يحكمها العمال والفلاحين, كونهم الفئة الكادحة والتي بدونها لا يمكن أن تقوم قائمة لأية دولة في العالم.

الفنانة التي نقدمها اليوم، سعت بنفسها واجتهدت للتعرف على فلسطين وعظمائها, فاجأتنا من خلال مشاركاتها في المعارض الفنية الروسية الدولية على مدار أكثر من 4 سنوات, بمعرفتها الدقيقة عن أمور فلسطينية خاصة, فدراستها لفلسطين بدأت من الجانب الصحيح, واليكم ما قالته لـ أخبار البلد:

اسمي تاتيانا فيكتوروفنا كوبين، وُلدتُ عام 1981 في مدينة "ديميتروفغراد"، الواقعة بولاية، أوليانوفسك الروسية.

منذ طفولتي، أحببتُ الرسم. لطالما كان الناس هم المواضيع الرئيسية لأعمالي. عندما بلغتُ العاشرة من عمري، أخذتني والدتي إلى مدرسة الفنون.  كان أول مُعلّم رسم لي هو بيوتر نيكولايفيتش جيروخوف.

 بفضل دروسه، أصبحت مدرسة الفنون عالمًا فنيًا ساحرًا بالنسبة لي.

 في عام 1996، أكملتُ الدورة الكاملة في قسم فن الحامل. وبعد تخرجي من المدرسة، لم يكن لديّ أي شك في اختياري المهني. حلمتُ بأن أصبح مُعلّمة فنون. 

في عام 2000، تخرجتُ من كلية تدريب المعلمين والتحقتُ مدرسة بالمدرسة الثانوية رقم 6 في مدينة ديميتروفغراد.

 بعد العمل في المدرسة لعدة سنوات، رغبتُ بشدة في العودة إلى الدراسة، لذلك التحقتُ بجامعة قازان الحكومية للثقافة والفنون وتخرجتُ منها بنجاح عام 2009.

 وشاركتُ على مدار عشر سنوات في العديد من المعارض والمؤتمرات الدولية التي نظمتها الجامعة

أشعر بالامتنان الأبدي لأساتذتي في الجامعة. إنهم أناسٌ عظماء بالنسبة لي وأريد أن أذكر أسماءهم، لأن المعلم هو الأساس لبناء مجتمع متقدم ومتطور، ويجب علينا دوما أن نتذكر أساتذتنا وان لا ننساهم أبدا، وهم:

أندريه يوريفيتش ماكينين ، ألبينا بتروفنا أوبريزكوفا ، ألكسندرا نيكولايفنا بوغوريلوفا ، ألكسندر فيكتوروفيتش سيرجيف ، كاترينا نيكولايفنا تيموفيفا ، غوزاليا إيلغيزوفنا فازيلزيانوفا ، نيل أخكامتدينوفيتش فخريتدينوف

في أغسطس 2021، اطلعتُ على مشروع "فلسطين الأول من نوعه في تاريخ روسيا، والذي يحمل اسم، "فلسطين بعيون الفنانين الروس" وقررتُ رسم عدة لوحات للمشاركة والانضمام للمعرض، وهي:

 لوحة للشاعر " محمود درويش" 

أحد أشهر شعراء القرن العشرين. أعتقد أنه لا يُعتبر شاعرًا وطنيًا فحسب، بل بطلًا فلسطينيًا حقيقيًا أيضًا. تُصوَّر فلسطين في شعره كجنة عدن مفقودة. 

في قصائده، يُشيد محمود درويش بفلسطين، ولا يُؤمن بزوالها، بل يؤمن بأن معاناة شعبه ونفيهم القسري ستنتهي يومًا ما.

 لم يقتصر شاعرنا الكبير على الأعمال الأدبية فحسب. ففي 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، اعتمد المجلس الوطني الفلسطيني إعلان الاستقلال الفلسطيني، وكان محمود درويش كاتب الإعلان.

لوحة للفنان محمد عساف

مغنٍّ فلسطيني شهير.

 أغنيتي المفضلة التي غناها هي "مهما صار". أغاني العظماء والجميلات مفهومة في أي لغة ولا تحتاج إلى ترجمة.  لا يقتصر محمد عساف على موهبته الغنائية فحسب، بل عُيّن سفيرًا للنوايا الحسنة للاجئين الفلسطينيين عام 2013.  وكانت قصة نجاحه موضوع فيلم "معبود الجماهير" عام 2015، من إخراج هاني أبو أسعد.

لوحة القائد ياسر عرفات

ياسر عرفات هو رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأحد الحائزين على جائزة نوبل للسلام (1994). حتى من لا يهتم بالسياسة ربما سمع باسمه.  ياسر عرفات شخصية أسطورية، مناضل من أجل العدالة. بطل وطني حقيقي سيخلد في تاريخ فلسطين.

لم يكن اختيار الشخصيات للصور عشوائيًا.

 أردتُ أن أُبيّن أن الأعمال العظيمة لا تقتصر على السياسيين فحسب، بل تشمل الفنانين أيضًا. وكل من يُحب وطنه ويسعى لخير شعبه، يُمكن أن يُصبح بطلًا وطنيًا.