• 12 نيسان 2014
  • نبض إيلياء


الأسبوع الماضي كان أسبوعا حافلا باللقاءات مع مقدسيين  واجتماعات مع مؤسسات  في المدينة الأجمل بالعالم، هذه اللقاءات والاجتماعات أكدت ما كنا نقوله منذ زمن طويل، وما كنا نصرخ به لدرجة اننا فقدنا صوتنا وزاد أعدائنا ، وهو ان القدس بنفسها الأخير ، ويتمنى الكثير من المقدسيين ان لا يطيل الله بأعمارهم  ليشهدوا او يكتبوا في نعي القدس بعد ان تكون قد لفظت نفسها الأخير .
ما علينا
المهم، اننا وجدنا من خلال الحديث مع هؤلاء القوم ان في القدس مؤسسات اجنبية تعيش على حساب القدس فهي تقتطع اكثر من سبعين بالمئة من حجم المساعدات للقدس لحسابها الخاصة لرفاهية موظفيها الذي يقضون وقتهم بين فندق الأمريكان كولوني وبين مقاهي القدس الغربية في نفس الوقت الذي يتقلص فيه عدد المؤسسات المقدسية نتيجة لاضطرار بعضها إغلاق ابوابها لشح التمويل ، وجدت في القدس مؤسسات عامة وقطاع خاص يعاني من السلطة الفلسطينية اكثر مما يعاني من الاخر ، وجدت في القدس مؤسسات وجمعيات ومجموعات شبابية صادقة بحبهاللمدنية ولكن قاموسها لا يتضمن كلمة "ابداع " فهي تعيش على سرقة أفكار بعضهم البعض وتقوم بنسبها اليها وتطبيقها بصورة مشوهة ، فهي سرقة نصف الفكرة فقط،
وجدت في القدس أناس يتلفتون حولهم خوفا من المستقبل ، فهم لوحدهم امام الاخر الذي يسجل كل يوم انتصارا نوعيا( في السيطرة على المدينة) على مجموعة من البشر العزل والذين خذلهم الأخوة والأحباب  ، وآخر هذه الانتصارات السيطرة على مبنى البريد في شارع صلاح الدين ليكون بمثابة خنجر مسموم مغروس في جسد القدس النازف، وبهذا الخصوص وجهت  الجمعيات المقدسية(وهي كثيرة وعاجزة أيضاً كحال القدس) التي تعمل من العاصمة الاردنية عمان الشقيق التوأم للقدس ، نداء بنكهة  العتاب للعرب  جاء فيه البيان  "....أين هم الذين يتباكون على القدس ومصيرها, وملأوا الأثير ضجيجاً في التغني بها؟ فمثلاً أين صندوق القدس برعاية العاهل المغربي؟ أين صندوق دعم القدس الذي أقر في قمتي الدوحة وسرت؟ اين مؤسسة القدس الدولية؟ أين الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة من اجل القدس؟ اين الأثرياء الفلسطينيين وأثرياء العرب والمسلمين؟ اين الصنادق السيادية والجمعيات التي تمتلك الملايين؟ اين كل هؤلاء وغيرهم لماذا يتركون القدس وحيدة كاليتيم على مأدبة اللئيم؟
القدس في محنة شديدة وتستصرخ الجميع كي يهبوا منتصرين لها ولعروبتها ولأهلها الصامدين فيها, فلا يهم الاسيرة من يتغنى بجمالها بل من يمتشق حسامه لفك اسرها. وإذا كانت المرحلة لا تسمح بتحريك الجيوش لتحريرها فلا اقل من توفير وسائل الدعم والاسناد لها ولمواطنيها لتعزيز صمودها وصمودهم إلى أن يأذن الله بامر كان مفعولاً, القدس تناديكم فأدركوها قبل فوات الأوان وقبل أن يؤول مصيرها إلى ما آل إليه مصير شطرها الغربي الذي لا اثر لأي وجود عربي "
ان القدس تعاني وستبقى تعاني الى يوم الدين طالما انها لم تعد قضية العرب والمسلمين ، بل تقدمت لتكون قضية شعب منكوب اسمه الشعب الفلسطيني وكأنه شعب جاء من المريخ ( ففي الدول العربية يطلقون على الفلسطينين المقيمين عندهم اسماء مختلفة 
 لتعميق مفهوم ان الفلسطينين اقل شانا من بقية العرب 'لتحقير" ) 
وستبقى القدس تنزف طالما اننا نعتبرها مشروعا استثماريا لجنى الأرباح بدون دفع الفاتورة او ضريبة الأرباح ، ويفضل هنا التلميح على التصريح 
 وللحديث بقية !!