• 30 تشرين الثاني 2020
  • من اسطنبول

 

 إسطنبول – أخبار البلد -  ان عشاق الاواني الخزفية التركية وخاصة ذات الرسوم والزخرفات العثمانية القديمة في تزايد مستمر ، بل ان العديد من هؤلاء حول العالم يحرصون كل الحرص على اقتناء هذ النوع من الخزف مهما كلف الامر، لجمال هذه الأواني وللحرفية العالية التي عملت بها ، ولتمتعها بالأناقة  الفائقة كما قال مسعود عبد الله  من عشاق هذا الفن، مضيفا  لشبكة " أخبار البلد" انه عرف مؤخرا أن هذ النوع من الفن لا زال قائما في ورشة كانت قد أقيمت  زمن السلطان عبد الحميد الثاني في  قصر يلديز، ولهذا فهو يحرص على زيارته كلما تواجد في إسطنبول. وكان موقع ترك برس قد نشر تقريرا عن هذا المصنع نقتبس منه بعضا مما نشر:

  يعمل مصنع "يلديز" للخزف منذ أكثر من قرن، الذي تعكس منتجاته المصنعة يدويا أناقة الإرث العثماني. ينتج المصنع الخزف بالطرق التقليدية لتعريف العالم بأكمله بأناقة وجمال الخزف العثماني، كما يواصل إنتاجه منذ افتتاحه قبل 129 عاما إلى اليوم. حيث ينتج قطعًا خزفيةً ثمينةً مثل أطقم الموائد والمزهريات المزخرفة، بنفس المواصفات التقليدية

أشارت طوبى أوزون، مديرة مصنع يلديز للخزف إلى بداية تأسيس المصنع، وقالت: "تم تأسيس المصنع من قبل السلطان عبد الحميد الثاني، في عام 1882 على مساحة عشرة دونمات في الحديقة الخارجية لقصر يلديز بإسطنبول، لتلبية احتياجاته من الخزف، ثم بدأ بالإنتاج تحت اسم "مصنع يلديز للخزف - هومايونو"، بهدف الحفاظ على موروث ثقافة الخزف التقليدي التركي في عام 1891، كما تسبب وقوع الزلزال في عام 1894 بإلحاق أضرار كبيرة به، ليقوم بترميمه المهندس المعماري الإيطالي رايموندو دارونكو، كما تم جلب جميع أنواع المواد والقوالب اللازمة المطورة من مصنعي "ليموجس" و"سفراس" في فرنسا، ليستأنف المصنع إنتاجه ويتوقف عن الإنتاج فور عزل السلطان عبد الحميد الثاني".

وقالت أوزون: "عاد المصنع الى نشاطه في عام 1911، حيث كان شاهدا على عدة أحداث تاريخية، فقد لعب دورا مهما خلال الحرب العالمية الأولى بتصنيع فناجين (الكاولين) المستخدمة بربط أسلاك التلغراف ببعضها، التي عانت البلاد من ندرتها آنذاك، و أيضا واصلت إنتاجها للفناجين خلال فترة حرب الاستقلال إلى فترة تأسيس الجمهورية، ثم ألحق برئاسة إدارة القصور الوطنية في عام 1994، الذي لا يزال تحت إدارتها، كما يواصل عمله بالإنتاج كمركز ثقافي داخل حديقة يلديز".

تم تخصيص جزء من عمل المصنع لإنتاج نسخ طبق الأصل من الخزف الذي أنتج في الماضي للقصر، كما يتم إنتاج عناصر لا حصر لها مثل المزهريات الأنيقة وأوعية التحلية وألواح الحائط وساعات الحائط والحلي وفناجين القهوة والأباريق، كما تحل منتجات المصنع بين أهم الهدايا المقدمة للمؤسسات الرسمية وخاصة رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء.

وأضافت طوبى أوزون: "نعطي أهمية لإنتاج أدوات الزينة من أطقم الموائد  عموما، لدينا أنواع وأنماط مختلفة بعدة ألوان من الخزف المصقول والزخارف التركية الكلاسيكية والحرة، كما ننتج أيضا النماذج القديمة التي لا توجد في أماكن آخرى، يعد مصنعنا  الوحيد و الأول للخزف في بلادنا، خاصة نماذج قوالبنا موجودة فقط في تركيا، نسعى لنقل هذا الإرث الثقافي إلى الأجيال القادمة بإجراء بعض التطويرات فيه مع الحفاظ على ماضيه".

منتجات المصنع مُصنّعة يدويًا في كل مرحلة من مراحل تشكيلها من تجهيز العجينة وتحويلها إلى قوالب إلى تلوينها وخبزها بالفرن، ويعمل الفريق المختص بجهد كبير. 

تصف أوزون مراحل العمل بالمصنع بقولها: "لدينا حاليا أكثر من 80 موظف، ولدينا ما يقرب من 10 ورش عمل، وهناك العديد من مراحل العمل مثل المواد الخام، والتمليس، والتشكيل، والديكور. تضع الأيدي البشرية بصمتها في كل المراحل من نقطة الصفر إلى نهاية الإنتاج".

من الجدير بالذكر أن جميع الأعمال المنتجة في مصنع يلديز تحمل طابع النجمة والهلال، وهو الشعار الأصلي للمصنع الذي استخدمه السلطان عبد الحميد الثاني، وقد حصل المصنع على براءة اختراع، كما يكتب تحت المنتج تاريخ العام الذي أنتج فيه، ويمكن أن ترى فيه شعار النبالة العثماني، والأحرف الأولى لأسماء السلاطين والطغراء، كما يكتب أيضا اسم الفنان العثماني الذي أنتج في الماضي المنتج الذي ما زال يتم تصنيعه حاليا.

يمكن للراغبين بالحصول على منتجات من أكشاك المصنع التاريخي زيارة متاجر الهدايا التذكارية داخل القصور الوطنية، كما يمكن لمن يرغب بتزيين منزله بهذا الخزف المميز طلب منتجات المصنع المفضلة عبر الكاتالوج.

وقد أكدت مديرة المصنع طوبى أوزون، بأن  المصنع لا تقتصر زبائنه على الأتراك، وقالت: "نرسل أكثر منتجاتنا إلى الخارج، يفضل ضيوفنا شراء الخزف من هنا كهدية، خاصة لأنه مصنوع في تركيا".