• 27 شباط 2021
  • من اسطنبول

 

 إسطنبول – أخبار البلد – كتبت ميرا خالد خضر :

 في الوقت الذي تستعد فيه تركيا الى العودة التدريجية للحياة العادية قريبا بدا من إعادة  التعليم الوجاهي اعتبارا من الثاني من شهر مارس اذار القادم ،  أعلن الرئيس التركي رجب طيب  أردوغان عن استمرارية برنامج التطعيم بعد توريد اللقاح الصيني إلى تركيا ومتابعة تطورات الأوضاع فيما يتعلق باللقاحين الروسي والبريطاني، وموافقتها على اقتناء 4.5 مليون جرعة من اللقاح الذي طورته شركتا "فايزر" الأمريكية و"بيونتيك" الألمانية ، بدأ ظهور فيروس كورونا  المحتور على مستوي ١٧ ولاية تركية ، ورغم ذلك صرح الرئيس التركي نهاية الأسبوع المنصرم  " سنبدأ برفع حظر التجول نهاية الأسبوع في الولايات التي تشهد انخفاضا ملحوظا في عدد إصابات بالفيروس "،وذلك  ضمن خطة استراتيجية صحية اعتبارا من بداية شهر مارس  اذار القادم ، بما في ذلك العودة إلى الحياة بشكل تدريجي وفق معايير محددة على مستوى أربعة مراحل ومستويات  للخطورة وبقرارات تتخذها لجان حفظ الصحة برئاسة الولاة التركية عبر اعتماد خريطة جديدة بمؤشرات ألوان  للولايات التركية بحسب معدل الإصابات فيها وعلى هذا الأساس يتم تشديد  أو خفض القيود في الولايات .

وقالت الدكتورة "سلمى نبيل مفتواوغلو" طبيبة اختصاص أطفال وقسم الطوارئ في مركز هوزور الطبي huzur tıp merkezi   في منطقة  تشوزلوا في مدينة اسطنبول التركية  في حديث خاص لشبكة " أخبار البلد"  "أن الالتزام الكامل بالبروتوكول الصحي واجب للوقاية، لأن احتمال تفشي   بالفيروس المحتور قد تكون أكبر من سابقه ،وأن وجوده في تركيا كان مؤخرا ولا يزال في بدايته مستندة لتغريدة وزير الصّحة التركي فخر الدّين قوجة عبر حسابه الرسمي على تطبيق التوتير والذي أكد أن عدد المصابين بالسلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا في تركيا وصل ل 128 شخص مصاب يتوزعون على 17 ولاية تركية ،والذي أضاف كذلك  أن التحور الحاصل في فيروس كورونا لا يؤثر في الوقت الحالي على مشروع اللقاح، منبها إلى أن الطفرات الجديدة من الفيروس قد تؤدي إلى صعوبات مستقبلا  مؤكدا على اشراف  436 باحثا تركيا  على 17 مشروعا لتطوير لقاح مضاد لفيروس التاجي.

وأكدت الدكتورة " مفتواوغلو"أن المصابين بفيروس كورونا المتحور أكثر عرضة للإصابة بأعراض السعال واحتقان الحلق والشعور بالإرهاق، في المقابل يقل لديهم احتمال فقدان حاستي التذوق والشم ولا يوجد دليل حتى الآن على وجود اختلاف في الأعراض الخاصة بالجهاز الهضمي أو ضيق التنفس أو الصداع ، أن السلالة الجديدة يمكن أن تصيب أشخاصا أصيبوا بكوفيد من قبل وكذلك إصابة الأطفال ،  منوهة أن الفيروس إذا واجه لقاحات معينة سيحاول تغيير تركيبته الجينية حتى يستطيع أن يتفادى اللقاح، والطفرات هي جزء من دورة حياة الفيروسات .

مضيفة أن تركيا اعتمدت في المجال الصحي بالخصوص على استراتيجية من عدة مراحل لسيطرة على الفيروس كورونا ، إلى جانب عدد من القواعد الصحية التي اعتمدتها القيادة التركية وذلك بحظر التجوال في الولايات الكبرى -31 ولاية- ومنها إسطنبول وأنقرة وبالأخص في أيام العطل و منع من تزيد أعمارهم عن 65 عاماً وتقل عن 20 عاماً من الخروج من منازلهم مع منحهم فرصة الخروج بين وقت وآخر ، أما الأطفال فقد منحت لهم ثلاث ساعات الظهيرة فقط للخروج من منازلهم وأن هذه الاجراءات ضمن البروتوكول الصحي مفيدة جيدا لحماية الأفراد والسيطرة على الوباء والأكيد فرض ذات الاجراءات أو زيادتها في حال تفشي فيروس كورونا المتحور عفانا المولى  .

كما أكدت أن النموذج التركي في إدارة أزمة جائحة كورونا إلى جانب جهود وزارة الصحة التركية والإجراءات الحكومية الأخرى حال دون وقوع كارثة أكبر بالنظر والقياس إلى حال الدول الأوربية، وكذلك مع عدد السكان الاثنين وثمانين مليوناً في تركيا و التي شهدت أعداداً كبيرة في الإصابات وحالات الوفاة ، وأضافت الدكتوراه التركية سلمى مفتوأوغلو أن  القطاع الصحي التركي في عموم البلاد  يقوم  خلال الـ24 ساعة بإجراء أكثر من ١٠٠ ألف  فحص للكشف عن الأشخاص المصابين ، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا، منذ بداية عملية التطعيم إلى اليوم 4 ملايين و873 ألفا و441شخص.

بينما قالت الصحفية ياسمين اسان من جريدة "بني شفق"  التركية ل"أخبار البلد" :  أن الاجراءات الحالية ضد الفيروس المتحور في تركيا نفسها الإجراءات الوقائية السابقة لكن الفرق يمكن في زيادة الوعى لدى المواطنين الأتراك والمقيمين في مواجهتهم هذا الفيروس والحرص على حياتهم بإتباعهم  لبروتوكول الصحي  ، مؤكدة أن زيادة الوعي لشعوب في اتباعهم لنصائح الوقائية يقابلها تغلبهم على الخوف من هذا الفيروس ومحاولة مقاومته بكل الوسائل المادية والنفسية ، وبغض النظر عن زيادة أو نقص أرقام الاصابات في تركيا من فيروس كوفيد ١٩ أو المستجد التي لا ترى فيها تعتيما حسب ما يذاع ، فالأكيد -تضيف الصحفية ياسمين- أن هناك وعى ضد الفيروس التاجي ومقامته وتقاسم البشرية جمعاء في معضلتهم هذه لدى دول العالم في ظل هذه الجائحة الصحية العالمية ومحاولتهم النجاح في كفاحهم ضد حرب كورونا ، وأن التغطيات الإعلامية المكثفة مع خبراء الصحة والمجالات ذات العلاقة لها دور فعال في رفع الوعى لدى الأفراد  ، ولعل عدد حالات الشفاء من الفيروس التاجي في تركيا ونسبتها المرتفعة هي أهم البيانات التي تُظهر نجاح بنية القطاع الصحي التركي في مواجهة كورونا فقد تعافى نحو ٨٠% من الحالات المصابة في تركيا، وهي نسبة مرتفعة عند مقارنتها بمثيلاتها في دول مثل الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا.

وأضافت الصحيفة التركية ياسمين أسان ، ان وزارة الصحة التركية تقوم بمراقبة وتتبع فيروس كورونا في صفوف المواطنين المصابين ومستوى الاصابة لديهم الى جانب تطبيق  “الطبيب” وهو موقع الكتروني طبي أونلاين.. الأول في تركيا يقدم استشارات طبية عبر الانترنت للمقيمين والزائرين بلغات مختلفة،  لتسهيل عملية الوصول إلى الخبرات الطبية  من مختلف المدن التركية ، مضيفة أن الفيروس المستجد لن يرعب العالم الذي سيقاوم وبرغم من تأثر الحياة من الفيروس التاجي إلا أن هناك قطاعات عرفت انتعاش كبير مثل الصناعات الطبية والحرف اليدوية والتجارة الالكترونية بما فيها التسويق الافتراضي وخدمة التوصيل ،أما من سلبياته على الحياة اليومية هي العزلة الاجتماعية وزيادة الاهتمام الألعاب الالكترونية .

ومن جهته قال رجل الأعمال التركي وصاحب سلسلة مطاعم وفندق "المدينة" الشهير بمدينة اسطنبول التركية “اسماعيل أوزدمير ” والد الطباخ الشهير “بوراك”  في حديث خاص وحصري  لشبكة " أخبار البلد" :

أن من حق الدول  فرض اجراءات صارمة من أجل الالتزام بالبرتوكول الصحي بما في ذلك غلق المحلات والمطاعم لأن هذا الأمر من موجبه حماية الأرواح ولو انجر عن ذلك خسائر مادية التي لن تكون لها قيمة أمام حياة  الأفراد ، وأكد أن مطاعمه فتحت  أمام خدمات التوصيل  لزبائنها ، وأن القائمين اتخذوا جميع الإجراءات الاحتياطية والاحترازية في التعامل مع الزبائن أثناء قدومهم لاستلام طلباتهم من سلسلة مطاعم المدينة أو أثناء عملية التوصيل حيث تم اللجوء -حسب قوله - لطرق مبتكرة لتشجيع على الحد الأدنى من التواصل المباشر مع العملاء مثل تشجيعهم على الدفع من خلال بطاقات الائتمان دون تلامس والطلب من خلال التقنية الحديثة الخاصة بقوائم الطعام ، والتزام جميع افراد طواقمه من العمال والطباخين بالحرص على التعقيم المستمر و الاجراءات الوقائية  لحماية المستهلك.

مضيفا بالقول  : “لقد أتممنا جميع استعداداتنا  , من أجل سلامة زبائننا للحفاظ  ملتزمين بالإجراءات الصارمة  الوقائية لحماية عمالنا وزبائننا الكرام وفق المعايير الصحة العالمية وما اقرته الحكومة التركية ، وقد اجتزنا اختبار النظافة وحصلنا على شهادة  Güvenli turizim belgesi  وهي اعلى شهادة معترف بها تصدر عن  وزارة السياحة التركية والتي بموجبها نستطيع  تقديم الطلبات لزبائن  وفق لمعايير الصحة الدولية وقريبا ستكون الأوضاع بإذنه تعالى أحسن وأحسن، وتركيا ستكافح  وستنجح بإذن المولى “

مؤكدا أن الظروف الحالية صعبة وأن أزمة فيروس كورونا لا يمكن الإحساس بعمق تأثيرها النفسي والاجتماعي  إلا بعد جولات ميدانية في شوارع المدن التركية التي أصبحت شبه خالية مع مطاعم خالية والتي أصبحت تعمل بنظام التوصيل فقط مضيفا أنه من المؤلم فعلاً  مشاهدة  المطاعم والمقاهي خالية خاصة أنها  قلب وروح  المدن التركية  ، ويضيف أن الفيروس المتحور لن يكون تأثيره أقل من سابقه  لأن الوعى زاد في الفترة الأخيرة الأمر الذي سيخدم سبل مكافحته .

وختم  رجل الأعمال التركي اسماعيل أوزدمير حديثه بالقول "أن الرحمة ستنزل على المؤمنين جميعا إن شاء المولى وعلينا التحلي بالثقة والدعاء لزوال البلاء وأتمني أن تكون تركيا والعالم العربي بخير ، وأتمني الفرج لإخواننا في المخيمات".