• 4 آب 2021
  • من اسطنبول

 القدس – إسطنبول – أخبار البلد -  اعرب الكثير من المقدسيين عن تضامنهم مع تركيا حكومة وشعبا  جراء الحرائق التي تشتعل في غالبية الأراضي التركية ملحقة خسائر جسيمة في البيئة والممتلكات العامة ، ناهيك عن عشرات الضحايا من البشر،  فلقد قال محمود عبد الرحمن من القدس لمراسل " أخبار البلد" انه مستعد لتقدم كل مساعدة ممكنة للشعب التركي  والوقوف الى جانبه في هذه الظروف الصعبة ، فالقدس وأهلها لن تنسوا  ما قدمته تركيا في الماضي والحاضر ، بينما قالت السيدة سعاد فتحي لشبكة " أخبار البلد"  انها اصيبت بالصدمة من هول ما شاهدته عبر الشاشات التركية من السنة اللهب التي تلتهم  الغابات الرائعة لتركيا قلوبنا مع تركيا والشعب التركي الحبيب "

 في هذه الاثناء  لا زال العرب في إسطنبول والمقدسيون يتابعون عن كثب المعركة الضارية التي تخوضها تركيا  بتوظيف إمكانياتها كافةً للسيطرة على الحرائق التي اندلعت في عشرات المواقع الموزّعة على 6 من ولاياتها جنوب وجنوبي غربي البلاد، بينها أنطاليا، وأضنا، وموغلا، ومرسين. مما أدى الى وقوع الضحايا واخلاء القرى والبلدات .

 وقال الشيخ مازن اهرام رئيس هيئة أشراف بيت المقدس بالقدس وفلسطين في تصريح له لشبكة "اخبار البلد" :   نبتهل إلى الله العلي الكبير  أن يحفظ  أهلنا وأحبابنا  في تركيا  نرفع أكفنا  من جنبات المسجد الأقصى المبارك بالدعاء لهم . يا نار كوني برداً وسـلاماً على تركيا وأهل تركيا .. اللهم إنّـا نستودعك  تركيا سمائها وارضها  رجالها و نساؤها وأطفالها  كبارها وصفارها  شبّانها وشيبانها  بيوتها وأخمد نارها واستر عورتهم  اللهم نسألك بجلال عظمتك ان ترد العاديات عن تركيا واهلها الصابرين المرابطين على تخوم الوطن يا نار كوني بردا وسلاما على تركيا واهلها البرره وجحيما على اعدائها واعداء العرب والاسلام وتجار الحروب والنكبات ولا حول ولا قوه الا بالله وإن القلب ينفطر من هول النار التي حرقت قلوبنا  ويُروَى حديث في ذلك عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِذَا رأيْتُمُ الحَرِيقَ فَكَبِّرُوا فَإِنَّ التَّكْبِيرَ يُطْفئُهُ)، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم  مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ بِالْحُمَّى، وَالسَّهَرِ "

 بينما قال الدكتور رامي نصر الله  خبير المدن ورئيس مركز التعاون والسلام الدولي في القدس في تصريح ل"أخبار البلد" : " انه لمن المحزن جدا مقتل مواطنين في تركيا جراء الحرائق المشتعلة منذ ايام ونعزي عائلتهم بمصابهم الجلل . حجم الحرائق مذهل وتتحدث التقديرات انها شملت 950 كم مربع على السواحل الجنوبية لتركيا، تقديرات الخبراء اشارت الى ان هذه المساحة هي اضعاف المساحات التي اشتعلت فيها لحرائق على مدى سنوات مجتمعة 2008-2020 والتي غطت مساحة لا تزيد عن 135 كم مربع. مؤلم جدا ما يحدث الان في تركيا الشقيقة وكلنا امل ان يتم السيطرة على الحرائق سريعا ونتمنى ان تتم معالجة الانعكاسات البيئية من تلوث ومس بالحياة البرية بشكل سريع وتفادي المخاطر المرتبطة بذلك. ونحن كمقدسين فلسطينيين تأثرنا كثيرا بما حدث كون المناطق التي جرت بها الحرائق معروفة للكثيرين منا، فتركيا هي البيت الثاني  لنا ، لهذ ندعو الله سبحانه وتعالى ان يحمي تركيا شعبا وارضا"  

 امام هذا المصاب الجلل ظهر التضامن الدولي  من خلال ارسال المساعدات الفورية من غالبية دول العالم  بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وروسيا وقطر وغيرها  بهدف  المساعدة بوضع حدا للنيران التي التهمت الشجر وقتلت البشر ودمرت الحجر ، وفي نفس الاطار اكد  "تورغوت الب بويراز" مدير مكتب وكالة الانباء التركية " الاناضول" في القدس   ان ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن عرض إسرائيل المساعدة على تركيا في مكافحة الحرائق  غير دقيق وهذا ما اكده له الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية.

 اما في إسطنبول فلقد اكد مراسل " أخبار البلد"  ان هناك مظاهر تضامن العرب والشعوب الأخرى المقيمة في تركيا عامة وفي إسطنبول بشكل خاص  ، إضافة الى ما نشر في وسائل التواصل الاجتماعي التي امتلت بالدعاء أن “تكون الحرائق برداً وسلاماً على تركيا الحبيبة”، وعبر إطلاق حملاتٍ للمشاركة في أعمال الدعم المالي واللوجستي أو إعادة التشجير في محاولةٍ للتعويض عن هذه الخسارة البيئية الكبرى” ، كما فعلت ذلك رابطة العلماء السوريين في إسطنبول  والتي أعلنت عن  مساهمتها في حملة إعادة تشجير الغابات المحترقة التي يشرف عليها وقف الديانة التركي، وذلك من خلال جمع تبرعات من الأعضاء

 ونقلت وكالة انباء تركيا عن الباحث الدكتور أحمد أويصال رئيس مركز “أورسام” للدراسات في أنقرة قوله  " إن الشعوب العربية والتركية والكردية عاشت مع بعضها أكثر من ألف سنة، وهذه فترة طويلة تزاوجوا خلالها وبات بينهم رابط قوي خاصةً أن معظمهم من المسلمين، وهناك روابط تاريخية وثقافية بينهم”.

وأضاف “بعد الاستعمار الذي قسّم هذه البلاد وأسس دويلات صغيرة ليسيطر عليهم، الشعوب لم تنس.. المستعمرون حاولوا أن يفرّقوا بين هذه الشعوب بالقومجية والإيديولوجيات المختلفة وتحريض طرف على آخر، لكن رغم كل شيء الشعوب لم تنس أنهم إخوة وجيران”. ورأى أن “هذه الروح التضامنية تظهر مع كلّ الأزمات لأن الشعوب تتعاطف مع بعضها، وتجمعهم روابط عائلية وقبَلية، وأيضاً في كلّ الدول تجد أناساً من أصول عربية أو تركية، إذا هناك روابط لأننا نجد في تركيا أناساً من أصول عربية وفي الدول العربية أناساً من أصول تركية”.

وأنهى أويصال تصريحه بالقول إن “هذه الأزمات هي أزماتٌ إنسانية وتشجّع التضامنَ مع الطرف الآخر، وطبعاً كمسلمين وجيران وأقرباء، وهذا يقوّي التضامن ويظهر في كلّ فرصة رغم الاختلافات السياسية والتناقضات الاقتصادية… فالقلوب لدى شعوب المنطقة تنبض مع بعضها البعض، وهذا شيء إيجابي جداً”.