• 5 تشرين الثاني 2021
  • من اسطنبول

 

 أنقرة - أخبار البلد - ما بين جامعة أنقره يلديريم بيازيد ومجلس الأمة التركي، عقد المؤتمر الدولي إينجوس السادس /.INCOS6،  نهاية  الشهر الماضي  تحت عنوان: النشيد الوطني التركي "نشيد الاستقلال" ومحمد عاكف أرصوي بأبعاده العالمية في الذكرى المئوية. برعاية ودعم من رئيس المجلس الوطني التركي الكبير  الدكتور مصطفى شن طوب،.وبالتعاون مع جمعية المؤرخين وبدعم مباشر من وزارة الثقافة والسياحة، والمديرية العامة لحقوق التأليف والنشر، ومؤسسة التعاون والتنسيق التركية "تيكا  TIKA". والجمعية التاريخية التركية،.   

في افتتاح المؤتمر، تحدّث رئيس جامعة أنقرة يلدريم بيازيد الدكتور إبراهيم أيدينلي، ورئيس جمعية المؤرّخين الأتراك أحمد بابا، وتم تكريم رئيس اللجنة المنظمة الدكتور أوزجان جونجر، وأعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمر، الأستاذة الدكتورة سلمى ييل، والأستاذ الدكتور يعقوب جيولك والأستاذ المشارك الدكتور محمود قدوم.

 في الجلسة الختامية للمؤتمر  التي عقدت في قاعة المؤتمرات بالمجلس الوطني التركي الكبير، بحضور رئيس المجلس الدكتور مصطفى شن طوب، والذي قال :"سيكون من الظلم اعتبار محمد عاكف شاعراً عظيماً فقط، ومفكراً مهماً، ومثالاً رائعاً للأخلاق. ولكن محمد عاكف شاعر ومفكر وصاحب شخصية متميزة تمثل القيم الوطنية للأمة. فقد كَرَّس حياته كلها من أجل إيمانه وفكره، وكرس حياته لتطبيق القيم التي يؤمن بها وإيصالها، والقتال من أجل هذه القضية. كأمة، لا يمكننا أن نفخر بما يكفي لأن لدينا شخصية مميزة مثل محمد عاكف الذي يضرب المثل بأفكاره وحياته وأدبه. لأنه مثال على الأخلاق السامية والفضيلة يعيش ما يؤمن به ويضحي بكل شيء من أجل دينه وأمته. ولم يبخل هذا الشاعر والمفكر العظيم عن تقديم أي تضحيات من أجل وطنه وأمته، وتنازل عن منصبه من أجل هذه القضية، وهجر حتى أولاده، وعمل نائباً في المجلس الوطني التركي الكبير من أجل استقلال بلاده. وقد شجعت تضحياته وخطبه الجنود الأتراك على الجبهات وعززت النضال عندهم، ووجهت الشعب إلى النضال الوطني، وصدت الدعاية السلبية ضد النضال الوطني بأشعاره ومقالاته وخطبه، وقد توّج عاكف نضاله بكتابة نشيد الاستقلال التركي.

شارك في المؤتمر 63 باحثاً، من 28 دولة مختلفة "ألبانيا، أذربيجان، مصر، تشاد، المغرب، فلسطين، فرنسا، جورجيا، الهند، العراق، إيران، كازاخستان، قيرغيزستان، جمهورية شمال قبرص التركية، كوسوفو، ليبيا، لبنان، المجر، مقدونيا، أوزبكستان، روسيا، صربيا، السودان، تتارستان، تونس، أوكرانيا، الأردن، تركيا".

 من جهته خص الدكتور أحمد عبده طرابيك المتخصص بشؤون الشرق الأوسط والعالم التريك شبكة " أخبار البلد" بنشر كلمته في المؤتمر والتي حملت عنوان  "محمد عاكف ارصوي ودعم النضال الوطني خارج تركيا  ".

 " يعد الشعر الوطني من أهم العوامل الملهبة للمشاعر الوطنية لدي كافة فئات وشرائح المجتمع في أوقات المحن والشدائد التي تعصف بالأوطان، خاصة وقت العدوان وتعرض الأوطان للإحتلال من الدول الخارجية، حيث تشكل الأشعار الوطنية سلاحاً قوياً في النضال ضد قوي البغي والعدوان، ربما تفوق قوة تأثير تلك الأشعار والكلمات تأثير الأسلحة التي يستخدمها الجنود في الميدان.  تميز محمد عاكف ارصوي بقربه من الناس، فقد جاب الأناضول والبلقان وسورية والجزيرة العربية ومصر، فعرف سيرهم وأحوالهم وشئون حياتهم، وشعر بآلامهم وآمالهم، فتعمق الحس الوطني لديه ، وكانت لثقافته المتنوعة المنفتحة على المجتمعات التركية والعربية والفارسية والفرنسية والألمانية، ودراساته الإسلامية والعلمية والأدبية، أثر كبير في تكوين شخصيته الوطنية، لذلك انعكست ثقافته العالمية على أشعاره الوطنية، وكتابته لنشيد الاستقلال، الذي يتسم بالعالمية، ولذلك يمتد تأثير محمد عاكف ارصوي الوطني إلي خارج تركيا، خاصة في الدول والمناطق التي زارها ولمس آلامهم وأحس بتطلعاتهم.   

 ألهمت أشعار عاكف ارصوي المشاعر الوطنية لدي الأتراك، لذلك كان بمثابة أيقونة وطنية ورمزاً للنضال ضد الأعداء، فقد قرض الشعر، وعلم أهميته في التعبير عن المشاعر والأحاسيس الإنسانية، فاستطاع أن يعبر بكلماته وفنونه الأدبية الراقية عما يجوب في مشاعر وخواطر جميع الأمة التركية التي كانت تعيش لحظات حزينة ومؤلمة، لكنه عمل على بعث الأمل من جديد في نفوس أمته، ومنحها القوة والحماس الوطني للنهوض من جديد، ودحر العدوان الغاشم، وبناء الوطن التركي من جديد، وطن قوي حديث متطور. 

 لم يقتصر تأثير محمد عاكف ارصوي الوطني على الأتراك فحسب، بل امتد تأثيره إلي خارج تركيا، حيث ذاع صيته في كثير من بقاع العالم، وبقوة كلماته وأشعاره في إثارة حماس الأمة التركية ضد العدوان، في تلك الفترة التي كان يعاني فيها كثير من بقاع العالم الإسلامي للعدوان أيضاً، فسار على نهجه واقتدى به الكثير من الشعراء الذين ألهبوا حماس شعوبهم ضد قوى الاحتلال التي هيمنت على أوطانها، وخاصة في مصر والشام.