• 22 نيسان 2015
  • حكايات مقدسية

                             هل اكتمل النقل بالزعرور ؟!

                                         

      بقلم الكاتب الكبير : ناصر الدين النشاشيبي

 ان هذا " المثل" المعروف لاهل القدس.. لم يكن ينقص محطة الجزيرة لكي تصبح جهازا عدائيا صهيونيا كاملا حتى انضم اليها – مؤخرا – الكاتب البريطاني الدولي المعروف  المستر – عفوا -  السير ديفيد فروست !  ولست بحاجة لكي افسر او اشرح من هو " ديفيد فروست " فهو الاعلامي البريطاني الصهيوني اليهودي الذي " شرشح" العرب ن ولم يترك شخصية اسرائيلية الا واستضافها على شاشة التلفزيون البريطاني ، وما زال صديقا للورد " ماركوس سيف" احد اصحاب مخازن مارك اند سبانسر المعروفة ! وعند نهاية حرب الايام السته اجرى صاحبنا مقابلة تلفزيونية مع الجنرال موشيه ديان ساله خلالها : هل تشعر بان الله كان بجانبكم خلال تلك الحرب؟ واجابه الجنرال ديان على الفور: املي ان نكون نحن الى جانب الله  في تلك الحرب !

 وفي هذا الاسبوع بالذات مر المذكور اعلاه بالبلاد لكي يلقى محاضرة خاصة في قاعة فندق هلتون في تل ابيب عن .. ماذا ؟ عن وعد بلفور الذي باعنا لليهود منذ 88 سنه بالتمام والكمال !

 وسيتولى – كما تفضل واخبرنا – مسؤلية الاشراف التام على النسخة الانجليزية من برامج الجزيرة دون ان يغادر مقر عمله في العاصمة البريطانية وبراتب شهري يسيل له لعاب اكبر وغني رجال الاعلام في العالم ..!

وهكذا بدلا من ان نعثر عن صحيفة اجنبية فرنسية او انجليزية تنقذنا من ويلات ضياع الصوت العربي في غمرة الاحداث العالمية ، عثرنا على الحل المطلوب في ان يتولى السير ديفيد فروست مسوؤلية النسخة الانجليزية من برامج الجزيرة العربية.. القطرية .. المسلمة.. ويتقاضى الاتعاب دون ان يغادر مكان عمله في لندن !

 وهكذا تمت عملية قلب الصوت العربي الى صوت عدائي الهوى بدلا من ان نشتري صوتا عدائيا ونجعل منه... عربي الهوى !

 والف مبروك على اصدقائنا وزملائنا في الجزيرة وعلى الصحفى المصري النشيط الذي يخترع الاحداث والتعليقات على هواه واعنى محمد حسنين هيكل في احاديثه المتكررة  في الجزيرة ..!

 ترى هل هذا معقول ؟!

العربي يصبح شريك الاجنبي، والحقيقة تتحول الى اشاعة والسياسة تصبح نسخة من روايات : ابو زيد الهلالي" وبطولات العرب تدخل في باب العنتريات واقوى محطات الارسال العربية ، وفضائية عابرة للمحيطات – تصبح ملجأ للصوت العدائي والرأي الارتجالي والكلام المشوبة !!

وبدلا من ان يتولى امور الجزيرة رجل مثل الرميحي من الكويت او الانصاري من قطر او الباجهجي من العراق يأتي هذا الانجليزي من لندن او من اسرائيل لكي يجعل  من الجزيرة متبرا  لانصار بلفور  ومرتعا

انا لا اعتب على العشرات من المذيعين والمذيعات والانسات الفاتنات في دار الجزيرة ! كما لا اعتب على مجموعة المتنفذين والادارين واصحاب البرامج الخاصة من الذين اكل الغرور رؤوسهم وباتوا "يتهربون "من ملاحقة الرأي العام واعجاب الناس في الطرقات ..! ولكني اعتب على الشيوخ المشرفين على النواحي المالية والسياسية.. بل والوطنية لدار الجزيرة فقد عرفت قطر شيوخا وصحافة واهلا منذ عام 1953 وعرفت رجالا من امثال الشيخ احمد والشيخ علي والشيخ حمد، واكلت على مائدتهم في قصر سان سوسى" على الطريق بين مدينتى جنيف ولوزان.. واستمعت الى ايات وطنيتهم يوم الاحتفال بيوم استقلال  بلدهم – قطر-  وكان معي رجل الاعمال الاشهر اميل البستاني الذي نشر جهده على دول الخليج، وملئ دنياه بالعمران والتقدم .

ترى هل تغير الحال وتبدل الرجال وكل شئ الى زوال ؟!

 انا لا اريد ان اصدق ذلك ! والنهضة التي ابداها شيخ قطر الحالى ووزير خارجيته في ميادين السياسة والعروبة والعمران قد اثبتت للعالم ان في قطر رجال عاهدوا الله على رفع اسم العروبة والاسلام عاليا وان فلسطين والقدس والاقصى المبارك تبقى اهم العماوين في سياسة قطر وفي  الداخل والخارج وان الرسالة الوطنية تسبق التسلية وتسبق الدلع في برامج المحطة الفضائية بل تسبق الفوز برسالة مكسرة ارسلها الشيخ الزرقاوي عبد الانترنت يهدد فيها حاكما او اميرا عربيا !

لا ! والف لا يا "فيصل"... ويا سامي حداد.. ويا احمد منصور ،اذ رغم الشعور بالفخر الذي حققته برامج الجزيرة لا نملك الا ان نشعر بالضيق بسبب الكثير من البرامج " المملة".. والكثير من البرامج " الخاصة"... الهادفة  وراء خدمة معينة لامريكا او بريطانيا .. او اسرائيل حتى شاهد على العصر" .. او شاهده على العصر " وحتى جيهان .... وحتى فلان وفلان ..وعلان.. وبرامج اغتيال الحريري.. واحداث بغداد.. التي تكتفى باعلان مصف الحقيقة فقط، لا كلها، مع احداث بيروت وعمان التى اعلنت حربها عليكم واغلقت مكاتبكم في العاصمة....

 ان الحديث عن انواع " النظام العالمي " لا تؤرخه ولا يحلله خريج التجارة الوسطى من مدارس " الجيزة"  في القاهرة والحديث عن تحرر فرنسا ابان الحرب العالمية الثانية، لا يقدر عليه الا من كان في وزن شارل يجول او كبار رجاله ..!

 " والمستشار الجديد" لن يكون قادرا على ان يخدم معاني العدالة والحق في ماساة بلدي التي هي اكبر مأسي العصر.. اعني ديفيد فروست...

وليس ضروريا ان يكرر هيكل عبارة " يجب ان لا نكلم الحقيقة " لكي يخفى عجزه عن قول الحقيقة..لالف سبب وسبب! وليس مما يدعو الى الفخر ان يبقى هيكل عاجزا عن سرد انواع النظام العالمي الجديد من اولها الى اخرها بالتحليل والعمق دون ان يلجأ الى اسلوب المعلمين في المدراس الابتدائية ويرسم خرائط الاطفال في دروس الجغرافيا كما اعتدنا ان نراها في تلك المدراس وعند هؤلاء الاساتذة..

عبارة هيكل : " مش عايز  اخش في التفاصيل" ما معناها وما ضرورتها ولماذا يحشرها هيكل حشرا ؟ لكي يخفى فشله او عجزه عن فهم معنى الكلام الذي يردده بلا وعي –وبالاشارة- على الشاشة المظلومة في الجزيرة التي ما زالت عائمة !

انا  اشهد ان ديكور مكتب هيكل  في القاهرة الذي جرى تصوير احاديثه الاخيرة بداخله لا يضاهيه مكتب زعيمه عبد الناصر في "منشيه البكرى" ولكن احاديث التاريخ واراء المؤرخين لا تنجح وحدها بالديكور والانوار الموزعة على جنبات المكتب ، وانما تحتاج الى تواضع العلماء ودراسة المعلقين.. وصدق الصحفيين الكبار ! وكل هذا  امور ومتطلبات لم يحققها ولا بعضها الصحفى الزميل محمد هيكل .. وغفر الله له...!!

 ترى هل فسوت او اخطات او تطاولت !

لا اظن..

فالحقائق تبقى كالغنم التي تخرج للرعي في الربيع.. بلا راع يحميها من الذئاب:

ومن رعى غنما في ارض مسبعة

                            ونام عنها تولى رعيها الاسد !