• 14 حزيران 2022
  • أقلام مقدسية

 بقلم : داود كتاب

منذ أن قامت منظمة التحرير الفلسطينية بتوقيع اتفاقية أوسلو تم خلق تفرقة قانونية بين سكان القدس وسكان باقي الضفة والقطاع. فسكان باقي الضفة والقطاع يحق لهم الحصول على جواز سفر فلسطيني مما يساعدهم للسفر للخارج عبر جسر الملك حسين ولعدة مرات دون ارهاقات تكلفة التصاريح الباهظة في حين يكلف الفرد المقدسي مبلغ 230 شيكل للحصول كل مرة ولكل فرد على تصريح مغادرة. كما يعاني المقدسي يتم منعه من قبل الجانب الأردني في التنقل بسيارته أو بدونها عبر جسر الشيخ حسين وهو أمراً كان مسموح لمدة وثم تم توقيفه دون إبداء الأسباب.

الأمر يمكن حله بسهولة لو تم طرح الموضوع من قبل الجانب الفلسطيني مع نظرائهم الأردنيين. فما هو المنطق من سماح الأردن للمقدسي وصول مطار الملكة علياء عبر مطار اللد بدون التدقيق حول كيفية مغادرته إسرائيل في حين يتم التدقيق وارجاع المقدسي إذا وصل الجانب الأردني من الجسر علما حامل نفس وثيقة السفر التي يستخدمها في مطار اللد. 

في كلا الحالتين يكون دخول المقدسي للمملكة الأردنية الهاشمية من خلال جواز سفر أردني مؤقت. فما هو سبب الإصرار على إجبار المقدسيون بدفع تلك الرسوم الباهظة بالحصول كل مرة على تصريح مكلف للعائلة ومتكرر التكلفة لكل سفرة؟

الجانب الأردني ومنذ عام 1967 يتعامل في جسر الملك حسين مع سكان الأراضي المحتلة بصفة أن الجسر ليس حدود دولية. وبذلك يصر على ضرورة أن يحصل المسافر القادم من الأراضي المحتلة على تصريح ورقي من الاحتلال ينص ان حامله يسمح له بالعودة خلال ثلاث أعوام. هذا الأمر جيد ولكن منذ عام 1967 حدثت عدة تغييرات في الجانب الإسرائيلي لم يتم التعامل معها من الجانب الأردني وبقي الأمر بدون تغيير. فعلى سبيل المثال لا الحصر يحصل المقدسي على وثيقة سفر إسرائيلي تعتبر أن حاملها من الجنسية الأردنية ومدة الوثيقة المسماة لاسيه لاسية هي خمس سنوات وتأتي في دفتر مع صورة وختم يضمن حق عودة صاحبها لمدة خمس سنوات. الجانب الأردني على جسر الملك حسين يرفض لحامل اللاسية ببسي من الدخول الجانب الأردني الا اذا كان بحوزته تصريح ورقي والتي لا تتجاوز مدته ثلاث سنوات. عند الاستفسار يقول المسؤولون إن سبب الإصرار هو الحفاظ على الإقامة في القدس. ولكن اليس السماح بالعودة بعد خمس سنوات افضل ويضمن اكثر للمقدسي الإقامة من أن يتم إلغاء ذلك الحق بعد ثلاث سنوات. سألنا محامي الأوقاف الاردنية في القدس جمال ابو طعمة إذا كان هناك أي خطر للحامل اللاسية بسي في العودة إذا ما استخدمها السفر عبر جسر الملك حسين فقال انه لا يوجد أي ضرر.

الامر الاخر الذي تغير هو فتح جسر الشيخ حسين بعد اتفاق وادي عربة. جسر الشيخ حسين  يعتبر معبراً دولياً وفي السنوات الأولى بعد الاتفاق الاردني الاسرائيلي كانت الأردن تسمح للمقدسيين السفر عبر هذا الجسر الأقل استخداما والأقل صعوبة خاصة في الجانب الإسرائيلي إلا أنه وبعد عدة سنوات من توقيع اتفاق السلام قررت الأردن بدون أي توضيح عدم السماح للمقدسيين من استخدام جسر الشيخ حسين. طبعا استخدام جسر الشيخ حسين يشمل إمكانية السفر بسيارة المقدسي الخاصة. وبقي الجسر متاح لسكان مناطق الـ 48 من الناصرة واللد وام الفحم ولكن يُمنع المقدسيين؟ لماذا.

عندما طرح هذا الموضوع الاثنين 13 حزيران 2020  على مدير هيئة تنشيط السياحة  السيد عبد الرزاق عربيات  قال انه لا يعرف عنه شيء. الغريب في الموضوع ان كاتب هذه السطور يطالب منذ سنوات معالجة المشكلة وينشر دائما مقالات حولها إلا أنه يبدو أن المحاولات كلها تذهب هدراً ويبقى السؤال المهم أليس من الضروري من وزير القدس ووزيرة السياحة الفلسطينية والسفير الفلسطيني في عمان وغيرهم من المسؤولين طرح مشاكل المقدسيين للوصول للأردن عبر الجسور المختلفة؟؟؟ لقد كتبت عن الموضوع كثيرا والواضح انه لا يوجد اي مسؤول فلسطيني يطرح هذا الامر رسميا أمام نظرائهم الأردنيين وقد تبين ذلك بوضوح عندما قال عبد الرزاق عربيات أنه لا يعرف شيئا عن الموضوع؟

بعد انتهاء جائحة الكورونا من المتوقع ان يزيد رغبة المقدسيين بالسفر للاردن وللعالم من خلال الاردن.  الم يأتي الوقت أن يتم طرح موضوع تنقل المقدسيين عبر الجسور بسهولة وبتكلفة قليلة بدل من اغرائهم بالسفر عبر مطار الاحتلال؟ أليس في ذلك فائدة للطرفين؟