• 1 آذار 2024
  • أقلام مقدسية

بقلم : سعادة مصطفى ارشيد *

تتواتر الاخبار حول قرب التوصل إلى هدنة مؤقتة على جبهة غزة او الوصول الى صفقة وقف دائم لإطلاق النار تنهي الحرب الأطول في تاريخ الصراع مع دولة الاحتلال، مصادر هذه الاخبار جهات معادية (إسرائيلية)- أمريكية- غربية ويلحق بها فضائيات عرب الإبراهيمية التي تقاتل في الحرب و لكن  بأسلحتها وسمومها الإعلامية غير الصادقة لا في نشر الخبر ولا في طريقة عرضه، تنفي المقاومة هذه التسريبات و تؤكد نفيها قرائن كثيرة تذهب جميعها باتجاه يقول ان الفجوة بين طرفي الحرب لا زالت عميقة ويصعب ردمها في زمن قريب.

كانت حروب دولة الاحتلال حتى عام 2006 خاطفه و سريعة و تحقق بها انتصارات حاسمة، و لكن تدرك (اسرائيل) هذه المرة  انها تخوض حربا مختلفة، هزيمتها فيها تعني بداية تفككها وتفسخها لا بل بداية فنائها وانعدام ثقه العالم الغربي بها الذي سيراها بعد هذه الهزيمة عبئا عليه وغير قادره على اداء وظيفتها في ان تكون عامل عدم استقرار يحول دون وحده الامه وغير قادره على حمايه مصالحه، لذلك فان هذه الحرب بمنظور دوله الاحتلال هي حرب مصير، اما المقاومة فتدرك ان الهزيمة غير وارده اصلا فمعالم النصر الذي يمكن الذي لا يمكن تجاوزه قد تحقق في الساعات الاولى من صبيحه السابع من تشرين اول والذي اثبتت فيه المقاومة  ان هذا الكيان مهما بلغ من قوه ومن تسليح ومن تكنولوجيا ومن دعم لوجستي وسياسي وقانوني الا انه يبقى نمرا من ورق وان الضربات التي ممكن ان يرد بها على المقاومة مهما بلغ قسوتها، فان المقاومة هي فكره وهي حق مشروع، وهي ان هدأت لحين فلن تلبث ان تعود من جديد، وتدرك المقاومة ان في هذه الحرب التي تدور بين قوى غير متناظره بين جيش نظامي مقابل ميليشيات مسلحه فحتى لو وصل الامر لإطلاق بضع رصاصات كل يوم فهذا يعني ان العدو لم ينتصر، وتدرك  المقاومة ايضا ان هذه الحرب هي خطوه على الطريق الصحيح في مسيره اطول يتم في نهايتها شطب المشروع المعادي فان المطلوب في هذه الحرب هو الصمود والثبات وليس تحرير حيفا ويافا.

من هنا نعود إلى مقدمة المقال فإننا من الناحية النظرية أمام أحد مسارين الأول و هو القل احتمالا  الوصول وبعد وقت متوسط الطول الى صفقة على طريقة لا غالب ولا مغلوب يتم فيها تحقيق بعض مطالب المقاومة من فك الحصار والاعتراف جزئيا بمشروعيتها وتبادل واسع للأسرى و شيء من اعادة الاعمار، ولا تبدو إسرائيل مهزومة وسيليها  فتح إسرائيل جبهاتها مع باقي أطراف أو مع بعض أطراف محور المقاومة ولبنان هو المرشح بالدرجة الأولى.

 والثاني وهو استمرار الحرب بضراوة أكبر وخاصة عند بدء معركة رفح القادمة وما سينتج عنها من مجازر ومن تهجير، ثم اتساع رقعة الحرب مع جهة اخرى وايضا لبنان في هذه الحال لا زال المرشح الأول، وذلك في محاولة من الاحتلال لزج العالم الغربي في هذه الحرب و ادخالها في المشاركة المباشرة في القتال، هذا ولا ريب أن الضفة الغربية بدورها على حافة الاشتعال ونحن على ابواب شهر رمضان حيث تشد الرحال نحو القدس و المسجد الاقصى الذي يعتكف فيه الصائمون، و المسجد الاقصى هو الذي منحته المقاومة اسم هذه الحرب (طوفان الأقصى).

في أيام الحرب الأولى تضامن العالم الغربي مع دولة الاحتلال و زار تل أبيب لفيف من رجال الصف الأول في العالم الغربي من رؤساء دول اولهم الرئيس الأمريكي ووزراء خارجية ودفاع ومنهم وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن الذي صرح بان لا يمكن السماح بهزيمة اسرائيل او بانتصار المقاومة لاحقا جاء تصريح يمكن اعتباره معادلا لتصريح الوزير اوستن على لسان أمين عام حزب الله اكد فيه انه غير مسموح هزيمة المقاومة، بهذه التصريحات تظهر طبيعة المعركة على انها ليست فقط بين الشعب الفلسطيني ودولة الاحتلال وإنما بين محورين يرى كل منهما أن له مصلحة حيوية واستراتيجية في انتصار حليفه، وخسارة فادحة ايضا في حال هزيمته انه باختصار صراع بين إرادتين.

*سياسي فلسطيني مقيم في الكفير- جنين- فلسطين المحتلة