• 30 أيلول 2025
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : كريستين حنا نصر

 

تمر منطقة الشرق الأوسط  هذه الأيام  بفترة عصيبة خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر تشرين أول عام 2023م ، وتبعاته وما يتصل بها من تطور الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في غزة ، والفلسطينيين عامة في الضفة الغربية .

 وبالطبع كانت كلمة جلالة  الملك عبد الله الثاني بن الحسين واضحة حازمة  في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الثمانين عنوانها وموضوعها البارز هو الصراع في  المنطقة  وغزة  على رأسها وتداعياته، وبالأخص على معاناة الشعب الفلسطيني جراء هذه الحرب ، الى جانب حديث جلالته عن أهمية ومركزية دور الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس .

  وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة  ، عُقد اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء الدول العربية والاسلامية ، وبعدها جاء  لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين مع رؤساء وزراء الأردن السابقين في قصر الحسينية في العاصمة عمّان للحديث عن أهم مخرجات الاجتماعات في قمة الثمانين للأمم المتحدة ومجمل ما جرى على هامشها من اجتماعات ولقاءات خلال زيارة جلالته لنيويورك .

  حيث أكد جلالته فيها أن الاردن سيبقى كما هو على الدوام مستعداً لحماية المملكة الاردنية وسيادة الأمن الوطني ، وفي هذا اللقاء البالغ الأهمية مع رؤساء الوزراء السابقين ، بين جلالته أن هدف اللقاء هو توضيح نتائج زيارته الى نيويورك واصفاً إياها بالناجحة ، مشيراً جلالته إلى النقاط الهامة أبرزها أن الاردن دوماً يعمل مع الأشقاء العرب وجميع الشركاء في العالم على تفاصيل الخطة الشاملة حول وقف الحرب في غزة ، حيث تمّ هناك اجتماع بالغ الاهمية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة بعض الدول العربية والإسلامية بشأن غزة ، والذي أعقبه اصدار بيان مشترك من قادة بعض الدول العربية والإسلامية ودول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي  وكان جوهره موضوع الواقع والوضع المأساوي وغير المحتمل في قطاع غزة ، خاصة نتائج هذه الحرب وفي مقدمتها الكارثة الانسانية والخسائر البشرية الفادحة .

 وقد أكد البيان المشترك على موقف الدول الرافض للتهجير القسري وضرورة السماح بعودة الغزيين الذين غادروا القطاع ، وشدد القادة على سرعة وضرورة إنهاء الحرب  والسعي للنجاح في تحقيق فوري لمطلب وقف إطلاق النار والذي سينتج عنه ويكفل إطلاق سراح جميع المحتجزين من الطرفين والسماح بإدخال المساعدات الانسانية الكافية ، وهذه النقاط هي الشروط الأساسية للوصول الى سلام عادل ودائم .

والسؤال هنا هل سوف ينجح ترامب بالمحصلة في تحقيق السلام  الذي يحلم به ؟  وبالأخص أنه ينظر إلى حلول اقتصادية في المنطقة أي بمعنى سلام يستبدل الحروب بعلاقات اقتصادية وتوفر فرص العمل وتبادل اقتصادي يُنعش الدول العربية بالتبادل الاقتصادي مع دول العالم كافة ، والعنوان الأساسي للرئيس ترامب في اجتماعه ببعض الزعماء والقادة العرب  والمسلمين هو وبالخط العريض  ( انهاء الحرب في غزة ) ، وعودة الحياة في الشرق الأوسط والذي وصفها بأنها حياة جميلة وسوف تكون أجمل إذا لم يكن هناك حروب وصراعات .

 كل هذه المعطيات هي التي دعت جلالة الملك عبد الله الثاني الى أن يصف يناقش  نتائج هذه الاجتماعات مع رؤساء الوزراء الأردنيين السابقين ،  حيث واضح لهم التقارب الكبير بين وجهات نظر القادة العرب والمسلمين وبالأخص في ملف القضية الفلسطينية والأوضاع المتعلقة بالحرب في غزة ، وأيضاً تطرق لقاء جلالته الى العدوان الاسرائيلي على قطر واستهداف قادة حماس فيها وأكد أن هذا يعطي دلالات على إرهاب المنطقة بالقوة .

كما تطرق جلالته في لقائه مع رؤساء الوزراء السابقين الأردنيين للحديث عن الأوضاع الراهنة في بعض الدول العربية ، مثل سوريا ولبنان مؤكدا  حرص الأردن على دعم جهوده الفعّالة للحفاظ على سيادة هذه الدول واستقرارها ، حيث لعب الاردن دوراً بارزاً في الملف السوري أثناء حكم بشار الاسد البائد وبعده أثناء فترة الرئيس الانتقالي المؤقت احمد الشرع ، وعلى سبيل المثال اجتماعات خطوة مقابل خطوة والتي عقدت في عمان أثناء حكم بشار الاسد وغيرها من الاجتماعات واللقاءات المدعومة اردنياً لحل الأزمة السورية ، ومؤخراً لعب الاردن دوراً بارزاً مهماً في الملف السوري وبشكل خاص خلال الصراع الذي جرى بين العشائر العربية السورية والمكون الدرزي في السويداء ، حيث جاء السعي الأردني لحل الأزمة وتهدئة الأمور المتفاقمة في هذا الملف حصراً ، وأيضاً ما يشهده الوضع في لبنان و المتأزم خاصة ما يتعلق بمساعي الدولة اللبنانية هدفها في حصر السلاح فقط بيد الجيش وبصورة حصرية ، والتي للآن وللأسف لم تستطع حل هذا الملف المُعقد ، خصوصاً مسألة سلاح حزب الله  والذي لم يوافق الى الآن بتسليم سلاحه للدولة اللبنانية ، وفي الملف اللبناني بهدف تقوية أمن واستقرار لبنان ، فقد قدم الاردن في عام 2024م معدات عسكرية للجيش اللبناني لتعزيز دوره في ضبط الأوضاع والاستقرار .

 

 واليوم فإن أهم ملف هو السعي إلى إنهاء الحرب والمعاناة في غزة ، حيث لعب الاردن دوراً بالغ الاهمية في دعم واغاثة الشعب المنكوب في غزة ، من خلال إمدادهم ومساعدتهم بإرسال المستشفيات الميدانية الاردنية وايصال المساعدات الانسانية ، ونتمنى أن تكون هذه الاجتماعات خاصة الاجتماع مع دونالد ترامب الذي جرى على هامش اجتماع الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة مع زعماء الدول العربية والاسلامية  أن تنجح في تحقيق ما خلص اليه من مخرجات بالغة الاهمية ، كما نتمنى ونتطلع الى تحقيق الهدف الاسمى من الاجتماع أي وقف الحرب في غزة وإحلال الأمن والسلام في منطقة الشرق العربي المثقل بالصراعات منذ عقود للأسف  .