• 14 تشرين أول 2025
  • أقلام مقدسية

 

 

 

 بقلم : نافذ عسيلة 

 

في جلسة استثنائية عقدها البرلمان الاسرائيلي وسط أجواء احتفالية وتصفيق متواصل، غابت فلسطين عن الكلمات، وتلاشت معها أي إشارة جادة إلى واقع الاحتلال والمعاناة والحقوق المسلوبة. جاءت الخطابات محملة بعبارات الثناء والمديح المتبادل، تكرس رواية أحادية تتجاهل الفلسطيني، وتكتفي بلغة رمزية ومجاملات شكلية.

لم تطرح أي أسئلة عن أسباب الأزمة، ولا عن معاناة ملايين الفلسطينيين الذين يرزحون تحت الحصار، أو يعيشون في المخيمات، أو يواجهون القصف بشكل يومي. وكأن القضية الفلسطينية قد أزيلت عن قصد من الوعي السياسي العام.

هذا الغياب ليس عارضًا، بل يعكس مسارًا سياسيًا واضحًا يهدف إلى تهميش القضية الفلسطينية. فالحكومات الإسرائيلية، خصوصًا في عهد نتنياهو، دأبت على استغلال لحظات مثل تبادل الأسرى لتعزيز حضورها الداخلي، دون أن تقترب من الملفات الجوهرية، وعلى رأسها الحقوق الفلسطينية.

الخطابات التي تم إلقاؤها اقتصرت على عبارات المديح المتبادل للقيادة، من دون أن تحمل أي طرح جدي لحل سياسي. فوجود ائتلاف يميني متطرف يجعل التطرق إلى الحقوق الفلسطينية أمرًا غير مرغوب فيه، وقد يشكل خطرًا على استقرار الحكومة، لذلك يتم تجاهل القضية تمامًا.

بمشاركة شخصيات مثل ترامب وعدد من مسؤولي إدارته، اتخذ الخطاب طابعًا دبلوماسيًا شكليًا، متجنبًا عمدًا القضايا الحساسة مثل الاستيطان وحق العودة، تفاديًا لأي توتر أو جدل سياسي 

تم حصر الصراع في إطاره الأمني، من دون الاعتراف بجوانبه السياسية والإنسانية الأعمق. وعند حدوث تهدئة أو تبادل للأسرى بين الطرفين، يصور ذلك كأنه تسوية نهائية، بينما تبقى الأسباب الجوهرية للصراع من دون أي معالجة فعلية.

أما ممثل المعارضة، لم يتناول القضية بجدية، واكتفى بتوجيه انتقادات شكلية، دون أن يطرح بدائل واضحة، مما يعزز حالة الإنكار الجماعي.

ما حدث اليوم لم يكن لحظة عابرة، بل استمرار لنمط متعمد يختزل القضية في بعد أمني، ويتجاهل حقيقتها كقضية تحرر لشعب يسعى إلى العدالة والكرامة.