• 21 تشرين أول 2025
  • أقلام مقدسية

بقلم : كريستين حنا نصر

      

  دعا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين خلال زيارته الدولية والتي رافقه فيها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني إلى قمة ميد 9 المنعقدة قبل أيام في مدينة بورتوروز السلوفينية ،  إلى ضرورة العمل الدولي المشترك لضمان التزام جميع الأطراف المعنية باتفاق إنهاء الحرب بين حركة حماس واسرائيل في غزة ،  حيث أكد أيضاً أن على دول الشرق الأوسط وجنوب أوروبا العمل المشترك والتنسيق بالطبع مع الولايات المتحدة الامريكية وجميع الشركاء ، وهو أمر يلعب دوراً أساسياً في النهاية لتحقيق السلام والأمن في المنطقة العربية .

وقد شدد جلالته على أهمية العمل في سبيل تعزيز ضمان وصول المساعدات  إلى  قطاع غزة ، بهدف الحد من التبعات الكارثية المأساوية للحرب على المدنيين هناك ، كما أكد جلالته على ضرورة تهدئة الوضع في الضفة الغربية والقدس ، ودعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية بما يخدم الشعب الفلسطيني .

  موضحاً جلالته أهمية قمة "ميد  9" للسعي نحو تعزيز الحوار ورفع مستوى التنسيق  المشترك للتصدي للتحديات المتسارعة التي تواجه الجميع ، حيث يأتي انعقاد هذه القمة بمشاركة واسعة من قادة وزعماء من دول جنوب أوروبا ، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي وسلوفينيا وقبرص واسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا ومالطا والبرتغال وكرواتيا ، وهي الدول الاوروبية التسع التي تطل على البحر الأبيض المتوسط .

    وخلال لقاء عمل مع قادة الوفود المشاركة ، أشار جلالته الى اهمية البحث في سبل وآليات بناء فرص التنمية والنمو الاقتصادي بين دول الشرق الأوسط وجنوب أوروبا ، . كما جرى على هامش قمة " ميد 9 " في سلوفينيا عقد لقائين منفصلين بين جلالة الملك ورئيس المفوضية الأوروبية ورئيس وزراء اليونان وبحضور ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ، والتقى نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية أيمن الصفدي بنائب رئيس الوزراء وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية السلوفينية تانيا فايون ، حيث نتج عن ذلك توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التحول الرقمي بين البلدين ، وهذا اعلان مشترك لتعزيز مستوى الشراكة والتعاون السياسي والاقتصادي والتنموي والثقافي والدفاعي بين البلدين أيضاً .

إن الأردن يلعب دور قوي ومحوري في منطقة الشرق الأوسط ، في مجالاته السياسية والتفاوضية في حل النزاعات ، وايضاً أدوارا سياسية ودبلوماسية وانسانية مهمة وبالاخص المساعدات الإنسانية والاغاثية لأهل غزة  ، كما ان الاردن يستضيف أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني مسجل في منظمة الأونروا ، ولهذا فهو يضم المقر الإقليمي ومكاتب الرئاسة العامة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) ، حيث وقعت سلوفينيا معها اتفاقية لمدة أربع سنوات لتقديم مساعدات الأونروا بقيمة أربع ملايين يورو .

    وأثناء وجود جلالة الملك وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله ، تمّ زيارة مسجد ليوبليانا في سلوفينيا والمركز الثقافي الإسلامي في العاصمة ، حيث تجولا معاً في المركز مستمعين لشرح قدمه مفتي سلوفينيا نيفزيك بوريك حول الأنشطة والفعاليات الدينية والثقافية والتعليمية التي يقدمها المركز ، ولفت  مفتي سلوفينيا إلى أهمية جهود الملك عبد الله الثاني في تعزيز قيم التفاهم والاحترام والتسامح المتبادل بين الأديان ، مثمناً أيضاً المبادرات العديدة التي اطلقها جلالته لهذا الهدف ، على سبيل المثال اسبوع الوئام العالمي بين الأديان والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ، كما أشاد المفتي بدور الأردن في دعم الأشقاء الفلسطينيين .

   جاءت عودة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في 20 تشرين الاول بعد جولة مكوكية أوروبية استراتيجية نشطة شملت وإيطاليا وهنغاريا وسلوفينيا وتصدرت حديث مواقع التواصل الاجتماعي الاردنية والتي تخللها أيضاً وسم بعنوان ( سلامتك سيدنا ) بعد اصابة جلالته بوعكة صحية عابرة ، تضمنت عبارات ومشاعر صادقة تعبر عن المحبة والإخلاص لجلالته والاطمئنان على صحته رعاه الله ، وذلك بعد إعلان الديوان الملكي العامر إصابة جلالته بنزلة برد .

 حفظ الله جلالة الملك وبارك في جهوده الدؤوبة في تحقيق السلام للمنطقة والتنمية والازدهار لبلدنا ومنطقتنا .