• 12 آذار 2020
  • مقدسيات

 

 القدس – أخبار البلد -   مع استمرار تفشى فيروس كورونا في إسرائيل وفي القدس ، وباتت تشكل حالة  رعب للسكان رغم  محاولة المتهورين من سكان القدس اظهار حالة اللامبالاة وكأن الكورونا مزحة ، لدرجة ان احد الأشخاص الجهلة الخاضع للحجز المنزلي قرر ( لأنه فوق القانون) ان يصعد الى حافلة ليصل الى احد الحواجز العسكرية على مدحل المدينة حيث اتضح انه يجب ان يبقى في الحجر الصحي ، مما عرض حية الركاب للخطر ،وهذا اسفر ان تفرض السلطات الاسرائيلية الحجر الصحي المنزلي الفوري لمدة أسبوعين ، كل هذا بسبب  الاستهتار من قبل الكثير من سكان القدس

هذه الحالة يخشى المسؤولون في دائرة الأوقاف ان تستمر خاصة مع صلاة الجمعة في  المسجد الأقصى والتي لا يقل فيها عدد المصلين عن العشرين الف مصلى، مما يعنى كارثة صحية حقيقية اذا ما قرر شخص او اشخاص من سكان القدس غير المبالين والخاضعين للحجر الصحي او ممن يحملون فيروس كورونا ان يأتي الى الأقصى .  ولهذا نصح مدير المسجد الاقصى الشيخ الكسواني المصلين ان يصلوا في الساحات العامة منعا للازدحام ، إضافة الى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية بما في ذلك تعقيم المصليات في المسجد

 وأضاف الشيخ الكسواني  لوسائل الاعلام  المحلية : إن ديننا الاسلامي الحنيف أمرنا بالحفاظ على النفس والبدن والعقل، وأمرنا بالأخذ بالأسباب باللطف دون ايذاء مشاعر الاخرين وذلك يتحقق بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا عدوى ولا طيرة، ويعحبني الفأل الصالح والكلمة الحسنة"، فالاسلام يقصد من خلال هذا الحديث أن يدفع الانسان نحو الاطمئنان الداخلي من خلال ارجاع الأمر كله الى الله تعالى، وأن يأخذ بالأسباب التي هي سنة من سنن الله تعالى، وبذلك يجمع بين الخيرين.

 فيجب على المريض أن يسعى جاهداً للعلاج إن كان ذلك ممكنا ويكون إثما اذا تركه، وأن يبذل كل جهده لعدم انتشار مرضه وتعديه الى غيره من خلال عدم الاختلاط وعدم والخروج، وذلك لأن ايذائه للآخرين محرم، ويقول عليه الصلاة والسلام "لا ضرر ولا ضرار" فأما غير المريض فيجب عليه أن لا يقترب من المريض المصاب بمرض معد ولكن بلطف ولباقة دون ايذاء لمشاعره واتباع كل الوسائل لعدم انتقال العدوى إليه.

كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام جمع بين قوله "لا عدوى" وبين قوله "وفر من المجذوم كما تفر من الأسد" للتأكيد على أمرين الايمان بقدر الله تعالى والأخذ بالأسباب وأن كليهما من قدر الله تعالى، واننا نفر من قدر الله الخاص بالتوكل الى قدر الله الخاص بالأسباب وأنه لا تناقض بينهما.

ومن هذا المنطلق وفي ظل الأخبار حول انتشار فايروس كورونا "كوفيد 19" في البلاد يتوجب علينا اخذ الاحتياطات اللازمة للحد من انتشاره قدر المستطاع، حيث أن دائرة الأوقاف الاسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك مستمرة في تعقيم المساجد المسقوفة والساحات، وندعو الأخوة المصلين والوافدين الى المسجد الأقصى المبارك اخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على صحتهم وعدم نقل وانتشار المرض لا سمح الله باتباع توصيات منظمة الصحة العالمية حول هذا الوباء.

ونعلم المصلين والوافدين بالخطوات المتخذة في المسجد الأقصى المبارك للحد من انتشار هذا الفيروس، داعين الجميع مراعاتها والالتزام بها:

أولا: احضار سجادة صلاة خاصة من قبل كل مصلي لمن يستطيع أن يحضرها.

ثانياً: الصلاة في الساحات والأروقة الخارجية للمسجد الأقصى المبارك حيث مساحة المسجد الأقصى 144 دونم كله مسجد.

ثالثا: عدم الاكتظاظ داخل المساجد المسقوفة قدر الإمكان مع اننا نقوم بتعقيمها بشكل مستمر.

رابعا: تجنب كبار السن والمرضى القدوم الى التجمعات الكبيرة داخل المسجد.

خامساً: الحفاظ على النظافة الشخصية عند القدوم الى المسجد وفي كل وقت. 

نسأل الله عز وجل السلامة للجميع من هذا الوباء وأن يعافينا منه إن شاء الله، قال عليه الصلاة والسلام " اللهم أني أعوذ بك من البرص والجنون والجزام ومن سيء الأسقام".