• 11 نيسان 2020
  • مقابلة خاصة

 

يسعدنا في شبكة "أخبار لبلد" المقدسية،  ان نتعاون مع هامة ثقافية ادبية معروفة، لها بصمات واضحة في عالم الكتاب والثقافة والادب،  فهو الكاتب والمؤلف وهو الناشر الذي  يتعامل بشكل يومي مع الحرف والكلمة وما بينهما ، من خلال دوره في " الدار العربية للعلوم -ناشرون"، ولهذا فعندما تواصلنا  معه كان مجيبا محبا مساعدا ، وقدم لقراء "أخبار البلد" هذه المقالة  التي تحتوى على  الكثير من المعاني . نشكر استاذنا غسان شبارو على هذه المساهمة، على امل ان يطل علينا عبر " اخبار البلد" بمزيد من المساهمات الإبداعية .

بقلم: غسان شبارو

     لا زال قطاع نشر الكتب صامداً يتصدى يومياً للعديد من الفيروسات، نذكر منها إضافة الى فيروس الكورونا، فيروس قرصنة الكتب ورقياً ورقمياً، وفيروس الرقابة التي لا تَقرأ. وقد أنهك هذان الفيروسان قطاع النشر، خاصة مع الدعم (المقصود أو غير المقصود من فيروسات) منصات التواصل الإجتماعي وخدمات البث التلفزيوني المستمرة وحسب الطلب، ولا ننسى الواتسب والماسنجر ومتلازمة الجوال التي استهدفت الشباب العربي وأنهكت ثقافته ومعرفته.

     لقد دخل قطاع نشر الكتب العربية منطقة الخطر، وليس مع انتشار فيروس كورونا وبسببه فقط، بل للأسباب الواردة أعلاه مجتمعة، وتأتي في طليعتها السياسات التعليمية التي أبعدت الطلاب عن تذوّق الأعمال الأدبية وهم ما زالو على مقاعد الدراسة، ليحملوا هذه العادة الحسنة معهم الى عائلاتهم ولأجيالهم القادمة. فبدل تخصيص عناوين أدبية وثقافية محدّدة لهم لقراءتها ومناقشتها في فصولهم الدراسية، شرّعت لهم النظم التعليمية الحديثة نوافذ الموبايل والآيباد ليتسلل إليهم ما طاب لها من شياطين التسلية المختلفة...ولينهلوا منها عولمةً أطاحت بثقافة القراءة والمعرفة الحقيقية من رؤوسهم؛ وهنا يأتي دور الوالدين.

     كلنا يعرف أن الكتاب هو بوصلة الإنسان للإنطلاق نحو مستقبل حضاري أفضل، وأنه دواء لسَكينة القلب والروح، وهو الصديق المخلص في كل مكان وزمان .... فلماذا ننبذه؟  لذلك لا بد في هذا الحجر المقيت الذي غيّر من روتين حياتنا اليومية أن يُقدم الأهل على التغيير في هذا الوقت المناسب، عبر تشجيع أولادهم على القراءة، باختيار عناوين وأعمال أدبية معهم عبر منصات البيع الألكتروني في حال كانت المكتبات مغلقة، وذلك للانطلاق نحو الثقافة والأدب والعلوم والمعرفة الحقّة.

في البداية كانت الكلمة، وقد أمرنا الله بالقراءة في مطلع كتابه الكريم، فلماذا هذا الجفاء للكتاب؟