• 18 نيسان 2014
  • نبض إيلياء

 

  في الايام الماضية وصلت الى اخبار البلد الكثير بل اكثر من المعتاد اتصالات من مسوؤلين في العديد من مؤسسات المجتمع المدني في القدس ، جميع هذه الاتصالات تمحور حول ضرورة ان يتم تسليط الاضواء  على ما يجرى في موضوع التمويل والدول المانحة ، والقدس ، لان هناك شعور ان الملايين تضخ في المدينة بصورة غير عادية، وتضخ لاصحاب والاصدقاء ، يعنى ان الشللية وصلت الى تلك الدول

 وتزامنت هذه الاتصالات مع كثره الحديث في الصالونات المقدسية المغلقة وخلف الابواب المغلقة لمكاتب العديد من المؤسسات في القدس ، حول  طريقه تعامل الدول المانحة الاوروبية والعربية والسلطة الفلسطينية مع المؤسسات المقدسية  وطرق منح التمويل للمشاريع المختلفة ، ففي الوقت الذي تجد فيه بعض المؤسسات تصاب بحالة من التضخمة  التي تصل الى حد الاختناق من كثرة التمويل التي تصل اليها من الدول والجهات المانحة ، نجد بعض المؤسسات الاخرى تعيش حالة  وهن شديد يصل الى حد اغلاق الابواب وتسريح العاملين فيها ، بسبب شح التمويل ان لم نقل انعدامه ، على الرغم من ان المؤسسة الاولى التي تعاني من زيادة التمويل   والمؤسسة الثانية التي تعانى من شح التمويل يتعاطون نفس الخدمة ولهم نفس الاهداف !! ونجد في القدس ان مؤسسة معينة تتلقى الدعم والتمويل لمشاريع من كل حدب وصوب رغم ان اداءها على ارض الواقع متواضع ونتائجها لا تتمشى وحجم التمويل ، بل نجد احدى المؤسسات  تتلقى دعما على مشروع لم تقدمه لان هناك من اقترح اسمها( فقط اقترح) ..! وغيرها من القصص التي يعرفها فقط المقربين !

 ما علينا

 المهم ، ان هذا الحديث الهامس سيبقى حديث همس ولمز وغمز ولن ترفع تلك المؤسسات صوتها في يوم من الايام ، لخوف المؤسسات المقدسية من انتقام الدول المانحة والجهات الدولية العاملة تحت رايتها وتضرب بسيفها ، فانتقام هذه الجهات الدولية ( والتي خطت على علمها شعار مساعدة الفلسطينين اينما تواجدوا بمن فيهم المساكين في القدس )  قاسي وقاضي  بل ومدمر بالنسبة لغالبية هذه المؤسسات ، فيكفى ان يهمس او ان يقول احد المسؤولين  في حديث جانبي على مائدة  عشاء فاخر لبعضهم بان هذه المؤسسات  (مش تمام..!!)  حتى تتحول هذه العبارة الى سيف يطيح براس  القائمين على المؤسسة بل ويقضى عليها  تماما ,,,!

 هذه القوة الهائلة التي تتمتع بها المؤسسات الاجنبية التي توفر التمويل لبعض المشاريع لبعض المؤسسات  المعروفة للقاضي والداني  ، تثير الكثير من القلق والكثير من الخوف  من انه لن تقوم قائمة للتنمية في القدس ولن تتحسن احوال المدينة على  جميع الاصعدة ،  طالما انه لا يوجد من يحاسب او على الاقل يسال هذه المؤسسات  عن كيفية عملها ؟! فهذه المؤسسات تدرسنا الشفافية في دولها ولكنها عندنا هذه الكلمة غير موجوده في قاموس تلك المؤسسات

 فاحدى المؤسسات الدولية التي تعيش على رعاية اموال التمويل الاجنبية والعربية بسبب ما تقتطعيه من الاموال تحت بند نفقات تشغيلية ، مما يمكن مدراء هذه المؤسسات وهم بالغالبية المطلقة اجانب ان يعيشوا حياة رغيده  ، فهذا الناشطة الاوروبية التي كانت تعمل متطوعه بإحدى المؤسسات المحلية وكانت تعيش حياة متواضعه حصلت على عقد سمين من قبل تلك المؤسسة الدولية  ، وانقلب حالها فبعد ان كانت تبحث عن شقة بإيجار خمس مائة دولار شهريا ، اضبحت الان تسكن في شقة يبلغ ايجارها الشهري ثلاثة الف دولار ، وعند سؤالها قالت طالما ان المؤسسة الدولية تدفع لما لا !!!! فراتبها يفوق أي راتب يمكن ان تحلم به بدولتها الام ..!! كله هون من اجل عيون  الفلسطينين !

 ان ما نطلبه من جميع تلك المؤسسات الدولية  هو ان تتعامل بشفافية ، فاحدى المؤسسات منحت مؤخرا عدد من المؤسسات المقدسية تمويل لمشاريع مختلفة ، والمنطق يقول انه على الموقع الرسمي للمؤسسة الدولية يجب ان تنشر المعايير التي على اساسها  منحت هذه المؤسسات التمويل المطلوب، اضافة الى نشر المبالغ ، ناهيك عن نشر المعايير التي يمكن من خلالها للمؤسسات الاخرى الاستفادة من هذه الاموال القادمة باسم القدس .....

 السؤال الذي يحب ان تجيب عليه المؤسسات الدولية هو : لماذا يتم التركيز على مؤسسات بعينها بالتمويل واستثناء مؤسسات اخرى ،؟!  رغم علم تلك المؤسسات ان هذا ليس عدلا !!! المضحك المبكى ان المؤسسات العربية الممولة لا تثق باي مؤسسة مقدسية وتفضل ان تكون هذه المؤسسات الاجنبية والدولية هي القناة التي من خلالها يتم تحويل الاموال ، مما يفقد المقدسين مبالغ كبيرة تجنيها هذه المؤسسات مقابل خدماتها

 السؤال الاخر هو لماذا الاشتراط من قبل بعض الدول وخاصة الاتحاد الاوروبي تقديم الدعم  من خلال مؤسسة من نفس البلد او من الاتحاد الاوروبي تلك المؤسسات تحصل على ثلثي التمويل لنفسها والباقي توزعه على المؤسسات المحلية في المدينة ،

 ان هناك الكثير من الاسئلة التي يحتاج المواطن المقدسي الاجابة عليها من قبل تلك المؤسسات الاجنبية ومن يلف في فلكها ، حتى تكون العلاقة طبيعية بين هذه المؤسسات والمجتمع المقدسي الذي لا يثق بهم ويعتقد ان هذه المؤسسات وموظفيها عقدوا حياة البشر بدل تسهيلها وخير مثال على ذلك الارتفاع الجنوني باسعار الشقق في القدس فأصحاب العقارات يفضلوا مؤسسات اجنبية فهم يدفعون ،  اما المواطن العادي فليذهب الى الجحيم ..!!

رغم انتقادنا لهذه المؤسسات  الاجنبية والدولية والتمويلية لا يعنى اننا ضدها بل على العكس نعتقد انها تقوم بعمل انساني في القدس ، وكل ما نطلبه قليل من الشفافية والعدالة وان تضعونا بالقائمة السوداء  ..!!

 وللحديث بقية