• 20 أيلول 2014
  • نبض إيلياء

 خليل  العسلي

 في هذا الوقت بالذات والذي تعيش فيه القدس  اكثر الاوقات قساوة ،  ويتعرض فيه المسجد الاقصى لابشع وسائل التهويد باستخدام اقذر انواع السادية بحق النساء حتى يخيل للمرء ان اسرائيل تحولت لتكون دولة ضد النساء ! في هذا الوقت بالذات هناك  من يتلذذ بل ويستمتع ببث الفرقة ، ونشر الاشاعات خدمة لاهداف خاص ، ولغايات في نفس يعقوب فقط او خدمة لجهات معنية ، او نكاية بجهة بعينها ، الخطير في الموضوع ان هذه الجهة  وهؤلاء الاشخاص يلبسون لباسا يدفع الناس الى الاعتقاد انهم على حقا ، او كما قال احدهم  كلمة حق يراد بها باطل ، فنجد هؤلاء يتبجحون في اللقاءات العامة وفي الجلسات المغلقة بانهم حامي الحمى ،  مستخدمين شعارات رنانة فارغة من اي محتوى جوفاء من كل معنى ..!! وبهذا فهم يساهمون بصورة كبيرة في  تعميق الهوة بين افراد المدينة ، ويعملون على تفتيت ما تبقى من جزئيات هذا المجتمع المقدسي المتفتت اصلا !

 ما علينا

 المهم ، ان سبب هذه المقدمة الحامية البعيدة عن المجاملات ( كما تعودنا هنا)  هو ما نشاهده ونراه من احوال المدينة والبشر  تلك الاحوال تقهر البشر قبل الحجر ،  فهذه الفئة ما كفت الكذب على القدس وباسم القدس وباسم اهلها ، رافعه شعارا مخادعا جذابا لحماية المقدسات وهي ابعد ما تكون عن ذلك ، ان لم تكن عكس ذلك ، مستخدمة هذه الفئة  مصطلحات في غير مكانها ، هذه الفئة  نشطتت في  القدس وفي اكناف بيت المقدس،  وتقول  وتصرخ  ان الاردن هو المسوؤلة الاول والاخير عن المقدسات الاسلامية في القدس ، وبالتالى هو وحده يتحمل مسوؤلية ما يجرى في الاقصى،  معتمدين على ذلك باتفاق الوصاية الهاشمية  الذي وقع بين الاردن والسلطة الفلسطينية قبل زمن ليس ببعيد ، بل ان هناك فئة اخرى تقول ان الاردن يعمل على تقسيم الاقصى !! انطلاقا ايضا من الوصاية الهاشمية  ولهم بذلك شهود زور كثر !

 ان هذا القول لا يجانبه الصوابعلى الاطلاق ، بل انه قول خبيث يراد به ضرب الاسافين وتعميق الهوة ، ، هذا قول يهدف الى تقسيم الاقصى خدمة للاخر بشكل مباشر حتى لو كان قائله شيخ المجاهدين !!!

اننا هنا لسنا بصدد الدفاع عن الاردن فهو قادر على ذلك خيرا منا ، ولكننا نقول ان  قراءة سريعة لاتفاق الوصاية الهاشمية ، تصل كل ذي عيون في راسه الى نتيجة  واحدة ووحيدة  وهي ان الوصاية الهاشمية هي اقل من السيادة الفلسطينية بكثير ، وان الوصاية لا تبطل السيادة ، وان الاتفاق هو نتيجة قناعة تامة وتفاهم واضحة بين الاردن والقيادة الفلسطينية بحتمية اقامة الدولة الفلسطينية  وعاصمتها القدس الشرقية ، هذا موقف اوضحه الملك عبد الله الثاني واكد عليه الرئيس محمود عباس ابو مازن ، ومن هذا المنطلق فان السيادة في القدس والاماكن المقدسة هي فلسطينية مئة بالمئة ولا احد يناقس السلطة بذلك ، بل اننا لن نجد اي من العرب  يرغب بان ينافس السلطة بهذا المطلب ، ومن هنا فان الوصاية الهاشمية هي تحت السيادة الفلسطينية ، وان الوصاية يمكن ان تبقى تحت سيادة الدولة الفلسطينية حين تقوم بعاصمتها القدس ، بدليل ان مبايعة القيادات الفلسطينية التاريخية لملوك الهاشميين بالوصاية على المقدسات لم تكن دائما لسبب عجز الفلسطينين الدفاع عن هذه المقدسات،  بل كانت المبايعة مبنية كذلك على اساس رغبة ، وراي ديني يملئ الفراغ الذي تركه خليفة المسلمين العثماني  من قبل ملك عربي من نسب هاشمي شريف يقوم بهذا  الامر وهو ادارة المقدسات وحمايتها مقام خليفة المسلمين ،  مصداقا لقوله تعالى "  لنجعلكم خلفاء في الارض "

ولهذا فان الوصاية الهاشمية لا تعفى السلطة الفلسطينية من مسوؤلياتها السيادية ،  ولا يمكن باي حال من الاحوال ان نقبل  قول اي مسوؤل فلسطيني  ان الاردن وحده هو المسوؤل عن الاقصى ، او نسمع شيخا موقرا يتهم الاردن بالتقصير وهو نفسه لم يقدم شئ للاقصى الذي يتغنى به ، لا يمكن ان نقبل ان يخرج علينا مسوؤل فلسطيني بمرتبة وزير بإطلالته البهية ليقول اننا نطالب  الاردن العمل على حماية الاقصى ، والسؤال المطروح لهذا المسوؤل  وغيره : وانت حضرتك يا سيادة الوزير ماذا فعلت من اجل الاقصى ؟ وحكومتك الرشيدة بزعامة الحمد لله خصصت ملاليم من اجل القدس ، هذه الملاليم لا تكفى  تكاليف حفل استقبال من  الحفلات التي تقيمها يا سعادة المسؤول برتبة وزير ..!

 اعتقد ان علينا كمقدسيين ان نفهم  ان الاردن الذي اخذ على عاتقه مسوؤلية حماية الاقصى والمقدسات الاسلامية  والمسيحية قوم  بهذه المهمة  قدر المستطاع ،ووفق امكانياته المحدودة التي لا تخفى على احد ،  ولكن لن يستطيع ان يبقى لوحده في الساحة بينما البقية تتفرج عليه ، او ان البعض يضع العراقيل  من خلال الاشاعات  والطعن من الخلف !! 

 فالقدس بحاجة الى كل جهد مهما صغر او كبر ، وهي بحاجة الى كل دعم عربي اسلامي لحمايتها ، وهي ليست بحاجة الى من يتاجر باسمها لتحقيق ارباح ، لماذا لا تتضافر الجهود  مؤقتا تحت الراية الهاشمية حماية للقدس ؟ ولاحقا تحت راية الدولة الفلسطينية ، فان لم توحدنا القدس، لن يوحد اي شئ في الدنيا وستغضب علينا السماء وتلفظنا الارض .. فالقدس تحتاج الى القلوب الموحدة المحبه ولا تحتاج الى صغار النفوس ضيقي الافق الحاقدين المدمرين ..!

 وللحديث بقية