• 25 تشرين أول 2014
  • نبض إيلياء
وللحديث بقية    

 خليل العسلي

 ان من يستمع الى تصريحات رئيس بلدية القدس نير بركات عبر جميع وسائل الاعلام العبرية، طبعا فهو غير مقتنع بوسائل الاعلام العربية ، وغير مقتنع بتوصل رسالة تهدئة الى اكثر من 30 % من سكان المدينة التي يدعى انها موحدة وانه يمثل جميع شرائحها

 ان الذي يستمع الى تصريحاته يتفاجئ ، بل يصب بحالة ذهول ، لان هذا الكلام يصدر عن هذا الشخصية  التي يحاول مستشاريه والمقربين منه تسويقها للعرب في المدينة ،  بانها الشخصية التي تريد ان تستمع، وان  تعترف بالاخر ، وعلى استعداد للتواصل مع هذا الاخر ، بل ان هذه الشخصية الاسرائيلية ذات التوجه اليميني "الخفيف لايت" تحاول وبصدق حل مسالة متأصلة في السياسة الاسرائيلية الخاصة بالقدس الشرقية وهي العنصرية والاهمال ، والسيد بركات ( وعلى ذمة مستشاريه ) يريد  انصاف ( قدر الامكان) هذا الاخر المسكين والذي هو عبارة عن صراف الي للمؤسسة الاسرائيلية

 هذه الشخصية تحولت بسرعة البرق  الى اسرائيلي اخر يميني متطرف لا يعرف الا لغة القوة بعد ان اختفت من اجندته لغة الحوار ، وفجأة يبدو انه يؤمن بمبدا  يعيش عليها اليمين المتطرف الاسرائيلي الذي يسود الشارع الاسرائيلي ، وهو استخدام القوة لقهر الاخر وان لم تنجح هذه القوة فعليك بمزيد من القوة  ، وهكذا حتى يتم اخضاع الاخر والانتصار عليه مهما كان الثمن ..! ومهما استغرق ذلك من وقت

 ان السيد رئيس البلدية ظهر في الايام الاخيرة بمظهر  الاسرائيلي المتعطش الى قهر الاخر الوحش الدموي ، وهنا تذكرت ما قاله صحفي اسرائيلي حكيم : ان الاسرائيلي بغض النظر عن موقفه الحزبي يساري او يميني( فهما وجهان لعملة واحده )  يؤمن انه لا يمكن اعطاء العرب اي شئ اذا ما استخدموا العنف ضد اسرائيل ، والمنطق  الاسرائيلي الذي تربت عليه الاجيال منذ بدء الحركة الصهيونية ، وبالتاكيد سوف يستمر  يقول انه لا يجب الخضوع للعنف العربي حتى لا يقال اننا ضعفاء،  ولهذا على العرب ان يوقفوا العنف  اولا، وان اوقف العربي العنف وساد المنطثة الهدوء فان المنطق يقول لماذا علينا ان نعطيهم شئ طالما هم راضين  وهادئين !!! واضاف ذلك الصحفي اطال الله عمره: ان  اسحق رابين رئيس الحكومة الاسبق هو الذي كسر تلك الدائرة  واعلن استعداده للحديث مع الفلسطينين حتى اثناء الانتفاضة واستمر بالتفاوض حتى عندما ساد الهدوء  ولهذا كان لا بد من اخفاءه عن الوجود

 ما علينا

 المهم، ان رئيس البلدية قال في مقابلة مع اذاعة الجيش  في معرض رده على سؤال هل تعتقد ان القوة فقط هي التي تضع حل للاوضاع الامنية المتدهور في القدس ؟ وانه لا مجال للحوار مع السكان العرب في الاحياء والعمل على تحسين اوضاعهم ؟! فكان رد رئيس البلدية الرد التقليدي المتعالى المتوقع من شخصية تعتبر ما يقدم لهذا الاخر هو منه او حسنه او هبة  من  الجانب الاسرائيلي وهو الجانب المحتل  القوي !!!! فقال : لقد قمت بتحسين الاوضاع وفي بيت حنينا افتتحنا مدرسة كبيرة لتعليم البجروت الاسرائيلي( متناسين ان هناك اكثر من عشرة الاف طفل في القدس لا مكان لهم بالمدارس )  وانا تحدث مع مخاتير الاحياء والذين قالوا انه لا سيطرة لهم على الشباب ، والذين يلقون الحجارة على البيوت اليهودية، يجب اولا ان يعود الهدوء الى القدس ، فلا يعقل ان تكون حياة اليهودي بخطر في القدس،( وماذا بخصوص حياة العرب ، فحياته بخطر  اكبر من الخطر الذي يتعرض له اليهودي ، اليس هذا وذاك مواطينين عندك يا رئيس البلدية ؟! )  وقال في مقابلة اخرى لاحدى الصحف الاسرائيلية اليومية  انه من حق اليهودي شراء اي بيت في القدس الشرقية وفق القانون(  وهل يحق للعربي شراء بيوت في الاحياء اليهودية ايضا؟ او حتى استعادة بيته الذي اخذ منه عام 48 وشراءه بالقانون ؟! وماذا بخصوص الفتوى اليهودية التي تحرم بيع العرب في  بسجغات زئيف والتلة الفرنسية واماكن اخرى )

 يا رئيس البلدية ان اردت ان تعيد الهدوء الى مدينتك المعروفة بانها الاكثر فقرا والاقل تسامحا والاكثر تطرفا من بين كل البلدات والمدن الاسرائيلية ، عليك ان تتحدث مع العرب ( ولا اقصد هناك المخاتير والذين هم موظفين عندك، ولا العرب القادمين من داخل اسرائيل فهؤلاء  يعتبرون القدس مدخل رزق مؤقت لهم  وفي نهاية كل اسبوع يعودون الى قراهم ومدنهم وبلداتهم حيث يبنون منازلهم من  عملهم بالقدس  ) عليك الحديث مع  اهل البلد !!

 عليك يا رئيس البلدية ان تغير العقلية المتعالية الاسرائيلية والتي ترفض حتى الاعتراف بوجود الاخر، وان اعترفت فانها تعتبره اقل المخلوقات درجة ولهذا لا يستحق الا القوة لقهره والسيطرة عليه، وان امكن ابعاده او طرده طبعا بالقانون ، فالجميع في القدس تحت سيادة القانون، الذي اثبت انه قانون بطبقات ودرجات

 يا رئيس البلدية ان العنف لا يولد الا العنف والكراهية لا تولد الا الكراهية الموت لا يولد الا الموت

 وهنا تذكرت ما قاله صديقي واستاذي ناصر الدين النشاشيبي  ان رئيس البلدية المعروف تيدي كوليك رفض ان يزوره النشاشيبي  في الملجأ بل انه طلب من المسوؤلين عن الملجأ ان لا يسمحوا بزيارة اي عربي له ، حتى لا يروه بهذا الوضع فهو كما قال الاستاذ النشاشيبي  الذي كان صديقا لكوليك ، ان الاخير لم ينجح في الحديث مع العرب في المدينة  وان تحدث فانه لم يستمع لهم ، فهم كانوا بالنسبة له ذلك الاخر .....  

 وللحديث بقية