• 4 كانون أول 2014
  • نبض إيلياء

بقلم : خليل العسلي  

اتصل صديقي عزيز لحوح يحلم !! بل يريد ان تغير الواقع الاليم الذي يواجهه المقدسييون  اثناء سفرهم عبر الجسر الى بيتهم الثاني الاردن بوابتهم الى العالم  ، هذا الصديق حاول في السابق  الكثير للوصول الى هذا الهدف السامي، وذلك من خلال مقالات واتصالات هنا وهناك على امل ان يحسن حال المقدسيين اثناء السفر ، وخاصة موضوع التكاليف الباهظة التي يدفعها المقدسي اثناء عبوره الجسر ، والتي تزيد عن المئة والعشرين دولار ، فقط رسوم التصريح الاسرائيلي القديم منذ ايام الاحتلال الاولى ،  هذه التكاليف التي تثقل كاهل المقدسي ، يمكن الاستغناء عنها ، ناهيك عن تكاليف اخرى ،  تجعل من متعة السفر الى عمان مغامرة مالية بحق،  تثقب الجيوب وتذهب العقول  ، والذي يزيد الطين بله هو ان جميع الاطراف الخاصة بالمعادلة الابدية،  تقول انها تتفهم الوضع القاسي  والمكلف ، وانها تامل ان تساهم بالتخفيف عن المقدسيين ، ولكن الحل ليس عندها بل عند الطرف الاخر ،  وهكذا بين حانا ومانا ضاعت لحانا، وضاع معها المقدسي الذي يعيش بلا عنوان ، بلا جهة تحارب من اجله ، حتى من كان يعتقد المقدسي في يوم من الايام انهم من القيادات التي يمكنها ان تأخذ موضوع معاناتهم على الجسر ،معها لتطرحه على طاولة المسوؤلين ، اكتشف ان هذه الفئة لا تعانى اصلا ، فهي تسافر خدمة الفي أي بي ، وهذه الخدمة تقدم لمن يستطيع ان يدفع اكثر من مئة دولار ليعبر الجسر الاسرائيلي الى الاردني والعكس صحيح ، وبالتالي فهذه القيادات الدونكيشوتيه لا تعرف معنى الانتظار ساعات طويلة بين السماء والارض  او بين الجسر والجسر ، بانتظار ان يحن عليها جندي او موظفه لا تعرف للابتسامة معنى  ، وهذه القيادة لا تعرف معنى ان يقف المقدسي لساعات في الانتظار بينما يمكن ان يحل ذلك جذريا بقرار واحد ، ولكن خجلا ما  !! يمنع الاطراف المسئولة عن اتخاذه !!

 ما علينا

 المهم ان هذا الصديق يعتقد انه بعد ان فشلت جهوده مع الاصدقاء من امثالي الرجال ، ان الحل سيكون عند النساء  ، لايمانه العميق بان النساء اكثر التزاما بتنفيذ المهمات الصعبة ، وهن  مثابرات اكثر من الرجال !! ضاربا مثلا  على صدق كلامه بالمرابطات في الاقصى واللواتي تمكن من  اعطاء لون اخر ومعنى مختلف لحماية الاقصى والتصدي لحملات الاسرائيلية عليه، واثبتن ان المراة لا تقل حبا للاقصى من الرجل !

ونحن هنا لا نختلف  مع الصديق على ان المراة المقدسية اثبتت مرة اخرى، وللمرة المليون انها قادرة على تحمل الصعاب ،  وان تكون حليف حقيقي للرجل سوءا كان زوجها او اباها او ابنها او اخاها في مواجهة مصاعب الحياة القاسية في القدس ، وهي ايضا ندا حقيقيا لكل من يحاول المس بالمدينة ، فكل من يتنفس هواء بيت المقدس يملك قوة هائلة لمواجهة العالم من اجل حجر مقدسي او ركن من اركانها او شارع فيها ، فما بالك في مسرى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

 ولكن صديقي ،  نسى  ان هذا الموضوع لا علاقة له بقدرات الرجال اوبمهارة النساء ومثابرتهن فهو له علاقة بسياسات ، وجهات مختلفة لها مصالح مشتركة ، ورؤية لا تولى كثير من الاهتمام لمعاناة  المقدسي بشكل خاص ،  فالضغط الشعبي لا يمكنه ان يساهم بتغير جوهر صراع ولكن يمكنه ان يغير صورة الصراع وإشكاله ، وفي حالتنا المقدسية التعيسة فان جميع الاطراف تحاول قدر الامكان الابتعاد عنها كالابتعاد عن النار ، لخشيتهم  من احراق اصابعهم تاركين المهمة للجانب الذي لا يأبه بأحد وغير معنى بالتخفيف بل على العكس تماما

 فالقدس يا صديقي  تعرف كيف تعاقب من يعاقب اهلها ، فهي فخر لمن يحبها ويعمل من اجلها وهي نار على كل من يتلاعب بها  ويستغل اسمها للكسب الحرام ، وتغير الحال من المحال ما لم يغير البشر من احوالهم ، وحتى ذلك الوقت سيبقى المقدسي يعانى  الامرين على الجسر .

 كما يعانى المقدسي  من لعنة بقاءه في المدينة دفاعا عن المسلمين والعرب اجمعين ! وسيبقى المقدسي منبوذ من قبل الشقيق وابن العم وملعون من قبل  الاخر ...!!

ولك الله يا قدس ولكم الصبر يا اهل المدينة !

وللحديث بقية