• 15 كانون الثاني 2015
  • نبض إيلياء

 خليل العسلي  

لقد استفز عنوان الخبر الذي نشرته " اخبار البلد " العديد من الاصدقاء ومن القراء ومن متابعي الموقع ، وكان العنوان " الاقصى في الطابو الاسرائيلي"  عبر هؤلاء عن استفزازهم  من خلال الايميلات  ، ومن خلال الاتصالات الهاتفية التي  وصلتنا ، وهذا شيء صحي وايجابي ان يستفز البعض في القدس ، وان يبدوا اعتراضهم او تأييدهم فهذا شيء ايجابي اخر ومعناه ان هناك مجتمع

 ما علينا

 المهم ان احدى تلك الاتصالات كانت من صديق عزيز وخبير اعتز برأيه المهني بالمواضع ذات العلاقة بالقدس ، وكنت قد اقتبست منه اكثر من مرة اقوالا ومعلومات ، ولكن هذه المرة لم اطلب منه اذن نشر اسمه ، ولهذا سنكتفى بالإشارة اليه بالصديق الصدوق،  الذي اعتز باتصالاته الهاتفية تعليقا على ما ينشر ، تارة بالمدح ومرات كثير بالنقد ، هذه المرة  قال : ان العنوان استفزه كثيرا ، لاعتقاده ان الاقصى تعدى مرحلة الخطر بمراحل كثيرة ، كما حدث مع القدس التي لم يبقى منها جزء للتفاوض عليه ، نفس الصديق كان قد قال بعد توقيع اتفاق اوسلوا بأسابيع  انه لن يبقى للرئيس الراحل ابو عمار سوى مساحة الاقصى للتفاوض عليها في القدس ، عندها اتهمناه بالتشاؤم وعدم الواقعية ، ولكن اتضح لاحقا انه الواقعي الوحيد في القدس ، فهو رأى ما عجزنا جميعا على رؤيته!

 قال هذا الصديق هل تعرف ان جميع الكنائس  والاديرة بما فيها كنيسة القيامة مسجله في الطابو الاسرائيلي ؟! وهل تعرف  ان المكان الوحيد المسجل كوقف اسلامي هو حائط البراق والذي تم تسجيله بعد ثورة البراق 1929 ، عندما جاءت لجنة التحقيق البريطانية وسجلت الحائط الغربي للاقصى وقف اسلامي خالص ؟!!

 اجبته طبعا لم اكن اعلم ... وسارعت اليه بسؤال : هل المسجد الاقصى مسجل في الطابو كوقف اسلامي ؟!! لم يرد وقال اسال اصحاب القرار...!!!

 ومن منطلق ان هذا سؤال منطقى توجهت به الى احد الاصدقاء ولكن هذه المرة من المسوؤلين ، فكان جوابه اكثر صاعقا من السؤال نفسه ! عندما قال : لا اعرف لماذا لم يسجل كوقف اسلامي خالص !! وصدف ان كان في الغرفة شخص اخر ايضا مسوؤل فقال:  ان الاقصى هو وقف رباني للمسلمين ، وبالتالى ليس بحاجة الى  تسجيله في الطابو ...!!

ولم اجد الجواب الكافي الشافي  ، فتوجهت الى محامي ذو خبرة فقال باختصار ، لو توجه الفلسطينيون الى المحكمة الدولية ضد اسرائيل بخصوص الاقصى فإنهم سوف يخسرون القضية لان المحاكم تؤمن بالآدلة الحسية الوضعية ، تؤمن بالورق ، وبما انكم لا تملكون الورق فسوف تخسرون ..!

 بعد هذه الجولة الغريبة العجيبة خرجت محمل بمزيد من الاسئلة  وبالقليل من الاجوبة ، التي نأمل ان نسمعها ذات يوم قريب من  المسئولين سوءا في الاوقاف الاسلامية او  الهيئات الاسلامية او السيادية الاخرى ، حتى لا نستيقظ ذات يوم لنجد ان مساحة الاقصى مسجلة في الطابو الاسرائيلي ملك لهذه الجمعية اليهودية او لتلك المؤسسة المتطرفة التي تحلم وتعمل على  هدم الاقصى  لا سمح الله !

فكل ما نريده هو اجابة على هذا التساؤل المشروع ،  من قبل مقدسي يخشى الكوارث القادمة على القدس والاقصى ، والتي نحن سببا في جزء منها ، فاهمالنا ولا مبالاتنا تؤدى بنا الى التهلكة ، فمن الافضل لنا جميعا ان نستعد لكل الاحتمالات حتى لو كانت تبدو مجنونة او  اعتقد البعض انها هلوسة ، فخير لنا من ان نهلوس  ونستعد ، حتى  لا يتحول المستحيل الى واقع ويصبح الواقع مستحيلا ومجنونا

وحماك الله يا اقصى ،

وللحديث بقية