• 13 نيسان 2015
  • نبض إيلياء
عندما تذهب الى اسطنبول وتعرف عن نفسك انك من  القدس ، وتقولها باللغة التركية" القودوس" تشعر بفخر كبير واعتزاز لا مثيل له  وكانك مالك الارض ، فالاتراك عامة واهل اسطنبول خاصة  لهم علاقة روحانية متعمقة  في اللاوعي التركي مع القودوس(القدس) ، فهم يعتبرون هذه المدينة التي باعها العرب  بالرخيص ، جزء اساسيا من عقيدتهم الدينية ، فالمسلم التركي لا يكون مسلما الا  اذا زارها ! رابطا حبه للدين بحبه للقدس ، بل ان الامر عندهم ارتبط بصورة مذهلة مع المدينة فالحج لا يكون مكتملا الا اذا قدسه بالمسجد  الاقصى كما ان التركي العلماني لا تكتمل وطنيته الا اذا كانت القدس جزءا منها
ما علينا 
المهم انه اثناء تواجدك باسطنبول تشعر بطيف القدس يلوح في كل جزء منها،  فاسم هذا السلطان العثماني ارتبط بشئ في القدس من السلطان سليمان القانوني وصولا الى السلطان عبد الحميد مرورا بالمهندس العبقري  سنان والذي يتذكره كل حجر في المدينة التاريخية التي لا مثيل لها
وكما قال احد الشبان الاتراك في محل والده بالبازار المشهور انهم اكتشفوا في البلقان في اساسات مسجد بناه المهندس سنان هناك ايام الفترة العثمانبة ، عند حفر اساساته ، ان هذا المسجد بني لكي يقاوم الزلزال والهزات الارضية،  رغم انه بني قبل مئات السنين، وما شبكات المياة الموجودة تحت القدس والتي اوصلت المياة لكل منزل في المدينة ، والتي يتفاخر اليهودانهما اكتشفوها ما هي الا من بنات افكار هذا العبقري وصنع يدي السلطان عبد الحميد
ويضيف هذا الشاب ذو الملامح الاوروبية انه كان يحلم ان يخدم في السلك الدبلوماسي التركي في القدس ، ولكنه لم يكمل هذا الطريق واختار العودة الى حانوت  اجداده 
ويقول والده الانيق التركي التقليدي والذي  يشبه الافنديات الذين تعرفهم الكثير من العائلات المقدسية ، ان الشعور العالم القومي لدى كل تركي هو ان القودوس (القدس) جزء من تركيا كانت وستبقى كذلك !!! 
هكذا  يعامل المقدسي في اسطنبول،  فاينما نزل وكيفما تحدث يلقى كل الترحاب  والمحبة ، فأول كلمة يسمعها بعد التعريف عن نفسه بانه من المدينة المقدسة تكون يا الله !!!! نعم يا الله وكأننا قادمين من الجنة ، وهم يريدون ان يكرمونا لهذا الشرف 
وعلى النقيض تماما من التركي تجد ان بعض العرب عندما يسمع كلمة القدس ، وبعيدا عن مواقف حكوماته المخزية بحق اولى القبلتين،  تجده يتعامل بخزى اكبر ويحاول الابتعاد فورا وكأنه يتحدث مع مرض معدي او شئ يجلب له الشبهات 
 واذا كان تصرف هذا المواطن العربي في اسطنبول اتجاه اولى الفبلتين وثالث الحرمين فأن هذا يحمل مدلولات كثير وتجعل اهل القدس "يغسلوا" ايديهم من العرب اجمع ، والذين ينطبق عليهم المثل الفائل " الناس على دين ملوكهم" 
تخرج من اسطنبول عائدا  الى القدس وقد شحنت بطاقة ايجابية تزيد من فخرك بهذه المدينة التي تخلى عنها العرب واحتضنها الاتراك 
وهنا تذكرت قول صديق  مقدسي اصيل عزيز معروف في مجال الثقافة والادب ، انه كلما شعر بضياع نفسه يذهب إلى اسطنبول باحثا عنها ليعودبعدها إلى القدس منتشيا سعيدا مستعدا لجولة اخرى  في معركة الحفاظ على الهوية المقدسية الضائعة التائهة 
وللحديث عن اسطنبول بقية