• 7 تشرين الثاني 2015
  • نبض إيلياء

 

خليل العسلي 

 

 لا زال حديث سكان القدس  في الشارع العام وفي الصالونات السياسية والاجتماعية والفصائلية عن لقاء الوفد المقدسي مع جلالة الملك عبد الله الثاني ، وخاصة التصريحات الحازمة التي  لا تقبل اي تآويل والتي قالها جلالة الملك عبد الله الثاني  في بداية  الجلسة التي اعتبرها الكثير من اعضاء الوفد بانها فارقه في العلاقة الاردنية مع المدينة المقدسة ومع  اسرائيل ، وبكل ما له علاقة بالمسجد الاقصى - الحرم القدسي الشريف ، لدرجة ان البعض اصيب بالذهول منها ، فهذه التصريحات جاءت على عكس ما توقعه البعض من اعضاء الوفد ، وفي احاديثهم الجانبية قبيل اللقاء الملكي  ، لم يتوقع هؤلاء مثل هذا الحديث بل توقعوا حديثا دبلوماسيا يلامس الواقع بنعومه  ولهذا زادت التكهنات والتوقعات حول ما سيقول الملك الهاشمي الحازم ،

 ففي الطريق من القدس الى عمان يحلو الحديث  بدون اية رتوش  وبدون اية حواجز بين من يعتبرون انفسهم محظوظين ليكونوا ضمن وفدا الشخصيات الذي يمثل القدس وتاريخها وعائلاتها ومستقبلها  ، هذا الوفد الذي لا يستطيع تشكيله الا الاردن، فهو تكون من  المسؤولين  المعتادين من دائرة الاوقاف الاسلامية  اضافة الى الشخصيات الدينية الاسلامية والمسيحية المعهودة وشخصيات سياسية تمثل تيارات واتجاهات ذات طابع معين ، وكانت هناك مجموعة من الشخصيات المقدسية والتي تم اختيارها بعنايه مدروسة !! هذا الخليط المكون للقدس تقاسم  الطريق القصير والممتد من القدس حتى القصر الملكي العامر في عمان  حيث اللقاء 

 في الطريق التزم البعض الصمت خشية ان يسجل البعض الاخر نقاط عليه، وفضل الجلوس بالقرب من شخصية تقاسمه الراي او الموقف او المصالح ، بينما اعتبر البعض  تجمع هذا الكم الكبير من التناقضات المقدسية في مكان واحد ولفترة زمنية طويلة  فرصة لعقد اجتماعات لبحث مواضيع ذات اهتمام مشترك ، او مصالح  مستقبلية، او من اجل النميمة على البعض من غير الموجودين

 ولكن السؤال الذي كان يدور في خلد الوفد هو ماذا سيقول جلالة الملك؟!  احدهم تبرع وقال : ان الحديث سيكون عن الكاميرات التي قسمت الفلسطينين وشغلت بال الجميع في المدينة المقدسة !، البعض الاخر قال : ان الحديث سيكون عن خطوات اردنية جديدة اتجاه الاقصى والقدس ، اما البعض الثالث فلقد قال : ان الحديث سيكون استكمالا لحديث جلالته في معان عن الاقصى 

ما علينا 

 المهم ، انه بغض النطر عن التوقعات والتكهنات بين الوفد المقدسي فان الجميع بلا استثناء اجمع على ان القدس تمر باخطر مراحلها،  وان الاقصى يشهد تحولات تاريخيه غير مسبوقة ، ومن هنا فان هذا اللقاء جاء في الوقت المناسب ، والتاكيد الذي اسمعه جلالة الملك عبد الله الثاني الهاشمي للوفد ومن خلالهم الى اهل القدس ووصل الى العالم اجمع ، تاكيد لا يقبل اي تآويل  فالاقصى بالنسبة لجلالته  واضح المعالم والحدود ، بلا شريك ولا حليف فالاقصى له صاحب واحد !

خرج الوفد المقدسي من الاجتماع مع جلالته وقد غزت عقولهم وشرايين  اجسادهم موجه من الفخر  والاعتزاز بهذا المليك الذي يعشق القدس كما كان والده وجده وجده الاكبر ، خرجوا وهم على اتم الاستعداد لخوض المعركة حفاظا على القدس والاقصى فامامهم قائدهم الملك عبد الله الثاني 

 خرج الوفد وبعض اعضاءه كان يآمل ان يسمع مزيد من الخطوات العملية للتخفيف عن المقدسيين في حياتهم اليوميه، وفي تنقلاتهم لعمان وعبرها للعالم  ولكن !!  ما سمعوه من رئيس الوزراء ومن رئيس الديوان  كان فاصلا حاسما مؤلما …. !!!! 

ورغم ذلك فان عمان تبقى الحنونه على القدس واهلها 

 وما ان وصل الوفد  الى الجسر الذي يمثل نقطة اذلال رسمية لكل المقدسيين ، بطريقه الى القدس حتى فاجاءهم المرافق  الهاشمي النشمي بقوله “ بالله عليكم ان تدعوا لي في الاقصى، انها امانة عليكم ان تدعوا لي ان اصلى في الاقصى عند تحريره وان يكون ذلك في حياتي ” 

 هذه الجمل التي قالها ذلك النشمي الاصيل قالها من اعماق قلبه المشتاق الى الحرم القدسي الشريف  تلخص العلاقة الهاشمية مع هذه البقعة المقدسية، وهي نفس العلاقة التي عبر عنها جلالة الملك عبد الله الثاني للوفد المقدسي

وللحديث بقية