• 27 حزيران 2023
  • نبض إيلياء

 

بقلم : خليل احمد العسلي

- لو سمحت ارغب بالحصول على نسخة من آخر كتبك التوثيقية للقدس حسب سجلات المحكمة الشرعية في المدينة ؟ اين يمكن ان اجد هذه الكتب أو أي من كتبك الأخرى المأخوذة من السجلات المقدسية ؟ 

- جميع كتبي ليست موجودة في القدس، يمكن ان تجدها في مكتبات تركيا ، فانا  كتبي فقط في الخارج ( رغم ان جميع كتبه بلا استثناء تتحدث عن القدس). 

هذا الحوار كان بين عاشق وباحث عن كل كتاب يخص القدس وبين قارئ سجلات المحكمة الشرعية ومنها قام بتصنيف المعلومات فيها واخرجها على شكل كتب متخصصة لدرجة أنه أصبح يشار له بالبنان في العالم، ولكن بالنسبة لأهل مدينته فإنه غير معروف كباحث ومؤرخ، فهم  لم يستفيدوا من معلوماته ولا من كتاباته قيد أنملة، بل إن القنوات الفضائية تجري مقابلات معه وتنشر تقارير عنه من قبل مراسليها بدون حتى الاطلاع على أي من مؤلفاته غير الموجودة او حتى تصوير غلاف اي من كتبه  .

 فتوجه صاحبنا عاشق الكتب الى الحوانيت التي تبيع الكتب في القدس وهي قليلة وتعد على أصابع اليد الواحدة خاصة بعد امتزاج الكتاب بالقرطاسية وغيرها،  وذلك للبحث عن كتب قيمة لها علاقة بالقدس فوجد أنها معدومة  تقريبا ، وعندما سأل قيل له ان اسعارها غالية وأن غالبية تلك الكتب في الخارج ويصعب إحضارها للقدس ناهيك عن أنها غير مطلوبة مثل الروايات المترجمة ،  بل ان بعض الكتب التاريخية المعروفة مثل كتاب مجير الدين  ( الأنس الجليل  بتاريخ القدس والخليل ) رغم أنه مصور ( أي بالقرصنة) وليس نسخة حقيقية إلا أنه يباع لدى إحدى المكتبات التي تحمل اسما هو أبعد ما يكون عليه فعليها اسعار تفوق قدرة القارئ العادي العاشق للمدينة والباحث عن  المعلومة الدقيقة والرواية التاريخية الاساسية.

بعد ان عجز عن الحصول على مبتغاه توجه الى احدى المكتبات العامة وبالتحديد مكتبة الاقصى على امل ان يجد بعضا من هذه الكتب  هناك وهذا قد يفي بغرضه بالبحث والقراءة ليكتشف ان رواية الكتب عن القدس صغيرة جدا  ولا توجد بها عناوين جديدة وان الكتب الموجودة مهترئة لكثرة الاستخدام مما يدل على ان عليها طلبا وشغفا بهذه الكتب  وضرب مثلا ببعض  كتب المؤرخ كامل جميل العسلي والذي قال ان هذه الكتب القليلة الموجودة تقريبا وبعض صفحاتها قد بدأت تظهر علامات الهرم عليها من كثرة الاستخدام .

 صديقنا هذا توجه الى بعض  من الكتب عن القدس ليكتشف أنها كتبت باللغة الانجليزية ( حيث الدفع المجزي)  وان هذه الكتب هي لحساب مؤسسات بحث اجنبية حتى ان هؤلاء الكتاب أو المؤرخين لا يملكون نسخة من كتبهم .

 بعض المؤلفات القديمة نجد أن أفراد العائلة يعيشون في خلافات مستمرة  حول حقوق النشر بحثا عن مكسب مادي فقط ليضيع مع السنوات هذا الجهد وهذا الكتاب .

 وخلص صديقنا الباحث العاشق للمدينة وتاريخها القارئ النهم للوثائق التاريخية بما في ذلك سجلات المحكمة الشرعية: لا يهمنا ان تثقف كل الامة الاسلامية والاجنبية والعربية  عن تاريخ القدس  بينما الجيل الحالي في المدينة المتمسك بقضيته ولكنه لا يمتلكها معرفيا ، فهذا الجيل ليست لديه معرفة حقيقية بتاريخ بلده، فلقد جلست مع الكثير من الشباب وسألتهم عن الأقصى وعن الصخرة وعن الابواب حول السور فوجدت ان معلوماتهم  محدودة وبسيطة ، فالمدارس لم توفر لهم هذه المعلومات ومكتباتنا تفتقد اصلا هذه المعلومة .

 إن ما يجري في القدس بهذا المجال هو المشاركة الفعلية والعملية من قبل كل من له علاقة بعملية التأليف والنشر والتوزيع   فهم جميعا شركاء في تجهيل الجيل الجديد من المقدسيين الباحثين عن المعلومة التاريخية والعملية الصادقة ومن أجل تعزيز إيمانه بمدينته ومقاومته للرواية الأخرى التي تحاول المؤسسة الاسرائيلية بمساعدة  المؤسسات الاجنبية فرضها على الأجيال القادمة وهي رواية تقول انه لا تاريخ للمدينة قبل تاريخهم ولا مستقبل للمدينة بدونهم .  

 وللحديث بقية إن كان في العمر بقية