• 1 آب 2023
  • نبض إيلياء

 

 

 

 بقلم: خليل العسلي 

 

 ان اكذوبة التمويل للقدس وأهلها مستمرة وخاصة التمويل الأوروبي والامريكي والاممي أما التمويل العربي فهو غير قائم وإن كان فإنه شحيح وبالقطارة ويعطى فوق أجندات معينة ولشخصيات بعينها.

 ولهذا فإن ما سمعته من صديق قديم خاض تجربة التمويل والسعي وراء المؤسسات الأممية والاجنبية عامة ليست غريبة ولكنها تثير الغضب من كثرة الاستهتار وقلة الاحترام والتعالي في تعامل الممول مع القدس ومؤسساتها واهلها، فيكفي ان تقول احدى الموظفات لمدير مؤسسة مقدسية أنتم لا تريدون سوى المال ولا تريدون ان تعملوا ….. وان لم يعجبكم فهذه مشكلتكم، لا تأخذوا اموالنا. 

 ولنبدأ الحكاية من أولها  ونقول ان كل ما سيأتي هو حقيقي وواقعي، حتى لا نتهم باننا نتجنى على أحد (لا سمح الله) وحتى لا يضعنا الاتحاد الاوروبي او المنظمات الاوروبية والقنصليات ولا حتى مؤسسات الامم المتحدة على رأس القائمة السوداء (لا سمح الله) والتي تمنع من الاقتراب من حفلاتهم وامسياتهم ومناسباتهم،  وأن يتم فرض عزلة دولية علينا ( فنحن لا نتحمل ذلك )، فهذه المؤسسات لها حساسية زائدة للنقد والانتقاد حتى لو كان بهدف تحسين الأداء وتبيض الوجوه وعمل دعاية لهم ، ونحن كما حال الكثيرين من الشخصيات المقدسية التي لا تستطيع أن تعيش بدون تلقى الدعوات الأوروبية والأمريكية والاممية لحفل عشاء  أو احتفال في قنصلية ما او لقاء مغلق مع زائر اجنبي، فرفع أسماء البعض ونحن منهم من قائمة المدعوين سوف تصيبنا بالاسى والحزن والعزل والحسرة لدرجة أن البعض من تلك الشخصيات تشعر انها لم تعد موجودة إذا لم يتم دعوتها !!!!

 ما علينا.

 المهم ، ان  عددا من الجمعيات المقدسية المتخصصة بلورت فكرة من اجل تحسين اداء القطاع والتوعية بأهميته بالنسبة للمدينة وأهلها، هذه الفكرة لاقت استحسانا من قبل احد الممولين الكبار في القدس وتم اقتراح أن يكون هناك شريك أوروبي في الفكرة التي تحولت لمشروع بميزانية عالية ببضع ملايين من اليوروهات ،  وافقت الجمعيات على ذلك وتم الاتفاق مع احدى المنظمات الأوربية التي ترفع شعار دعم الشعب الفلسطيني من اجل بناء مؤسسات دولته ، وتم توقيع اتفاق مع تلك الجهات المقدسية ليكونوا شركاء، وما أن احتفلت تلك المؤسسة مع الممول بتوقيع الاتفاقية حتى قلبت ظهر المجن للشركاء واصبح الفكرة والمشروع برمته، وقالت لهم انتم لستم شركاء بل مستفيدون وعليكم التقدم بأفكار لنا حتى ندرسها. هنا استشاطت الجمعيات غضبا ورفضت التعامل واشتكت للجهة الممولة ولكن وكما يقال بالعامية إذا كان غريمك القاضي فلمن تشتكي .

 احدى الجمعيات قررت العمل مع المؤسسة الاوروبية والسير معها من مبدا ( ساير العيار لباب الدار) ،هذه الجمعية سلمت واستسلمت ورفعت الراية البيضاء امام المؤسسة الاوروبية التي لم يعجبها حتى الاستسلام واستمر الاخذ والعطاء والتعديل اكثر من عامين ولم يبق للمشروع سوى اشهر وينتهى، بدون اي انجاز على الارض سوى استئجار مقر ودفع رواتب خيالية للمسؤولين الأوروبيين والأنكى أنه تم التعاقد مع أكثر من عشرة خبراء من نفس الدولة الأوروبية ليكونوا خبراء مشروع لم يخرج عن كونه حبرا على ورق ، وهكذا ذهبت أموال الدعم للقدس وأهلها ومؤسساتها ادراج الرياح وخسرت القدس فرصة اخرى من اجل تحسين حياتها الصعبة وسجلت على الشعب الفلسطيني أنه تلقى دعم بملايين الدولارات او اليوروهات التي لم تصل أصلا وإن وصلت فإن الفتات فقط يصل لمن يجب ان تصل اليه في الدرجة الأولى.

عندما راجع القائمون على تلك الجمعية المؤسسة الأوروبية جاء جواب المسؤولين فيها باختصار " هذا ما لدينا إذا مش عاجبكم سوف نغلق المشروع ونرحل" . وعلق صديق مقدسي على ذلك بقوله: فليرحلوا عنا ولا تضحكوا علينا فان ما يحدث هو سرقة علنية امام اعين الجميع، ونحن لا نريد ان نكون شهود زور على دعم لم يصلنا. 

ونصح المقدسي صاحب الخبرة في العمل المؤسساتي جميع المؤسسات المحلية أن تتخذ موقفا موحدا بمقاطعة هذه المؤسسات الدولية الأوروبية والامريكية وغيرها. هذه الدعوة خرجت بعدها تنهيدة عميقة اتبعها الصديق بالقول: هيهات أن تأخذ جميع المؤسسات المقدسية مثل هذا الموقف الواضح. أن هذا الموقف من شأنه أن يوقف عملية التزييف والخداع الذي يمارس باسم الشعب الفلسطيني وبالتحديد في القدس، ولكن للأسف مؤسساتنا هي أيضا شريكة بهذا الخداع وتلهث وراء التمويل الأجنبي بكل قوة من أجل البقاء، أما القدس واحتياجاتها فهذا شأن آخر.

 

 وللحديث بقية … إن بقي في العمر بقية.