• 14 نيسان 2020
  • من اسطنبول

 

 إسطنبول – أخبار البلد -   مع استمرار انتشار  وباء فيروس كورونا  في تركيا وخاصة في إسطنبول التي  توجد فيها اعلى نسبة إصابات ومع رافق ذلك من فرض لنظام حظر التجول  لمدة يومين نهاية الأسبوع في محاولة للحد من حركة المواطنين ، هدا الوباء أعاد  البعض الى كتب التاريخ لمعرفة تاريخ هذه المدينة والامراض ، وعن هذا كتب الصحفي عزيز أوستال  مقالة في  صحيفة ستار  التركية وقام بترجمتها  الى العربية ونشرها موقع  ترك برس، ويسعدنا في "أخبار البلد" نشر مخلص المقالة  :

 كم مرت على إسطنبول من حضارات مختلفة ومتعددة ! لا نذكر حتى أسماء معظمها. غرقت الحضارات والثراء القادم معها في أعماق التاريخ. بل إن البعض منها لم يبق منه حتى الأثر. لا يقتصر الأمر على جمالها وثرائها، بل فقد عانت إسطنبول هبات من أوبئة وأمراض معدية انتقل بعضها عن طريقها إلى الشرق الأوسط وأوروبا. 

1- طاعون جستنيان 541 – 750

ذكرت المصادر التاريخية أن السبب في هذا طاعون جستنيان هو جرذان التي قدمت من مصر عبر السفن . لكن اتضح لاحقًا أن الهون الأوربيين كان لهم دور في انتشار الطاعون.  فلقد تسببت الخيول النافقة التي ألقاها الهون في الأنهار بانتشار الطاعون. الذي وصل اسطنبول وأصيب به في ذلك الحين الامبراطوري  جستنيان ولهذا اطلق علي الطاعون بهذا الاسم  ، ويذكر انه بلغ عدد الوفيات اليومي بالطاعون 5 آلاف، ومما أدى الى وفاة  اكثر من 240 ألفًا من سكان إسطنبول.  استمر الطاعون في حصد الأرواح بين الفينة والأخرى على مدى مئتي عام. 

2- طاعون 1468

انتقل هذا الوباء الطاعون والذي أهلك أوروبا، إلى إسطنبول عام 1467. لا يمكن معرفة عدد الموتى لعدم وجود سجلات.  هذا الوباء شل المدينة وظهرت المجاعة فيها. لدرجة ان السلطان محمد الفاتح لم يعد إلى إسطنبول من فتح روملي، وبقي في مدينة ميسا بصربيا حتى زوال الطاعون. عندما عاد الفاتح إلى إسطنبول كان الوباء قد أتى على نصف سكانها!

3- طاعون 1492

اجتاح  الطاعون مجددا  إسطنبول عام 1492. مما حدى بالسلطان بيزيد الثاني الى مغادرة  إسطنبول إلى أدرنه.  بسبب الطاعون والذي حصد أرواح 80 ألفًا من سكان المدينة البالغ عددهم 200 ألف. 

 4- طاعون 1591 

 ومرة رابعة ضرب  الطاعون مرة إسطنبول مما دفع السلطان مراد الثالث الى الاعفاء عن جميع السجناء بسبب هذا الوباء  ، بعد هذا التاريخ سرى في إسطنبول باستمرار وباءا الطاعون والكوليرا. 

أول تدبير طبي

 بعد ان اكتشف الدكتور مصطفى بهجت  ان الوباء المتفشي هو الكوليرا  قام باتخاذ أول تدبير طبي عام 1831. وهو منع السفن القادمة إلى إسطنبول من دخول المدينة، فحال دون انتشار الوباء. 

 ويذكر ان  أول مجلس طبي تأسس  عام 1838، وشرح للأهالي أهمية النظافة. بفضل جهود المجلس انخفضت الوفيات بشكل ملحوظ.

وبعد.. 

ليست إسطنبول غريبة على الأمراض المعدية. غير أنها خرجت من كل وباء أقوى مما كانت عليه، وتعلمت الكثير في كل مرة.