• 14 أيلول 2017
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم : رشيد حسن   

لم نفاجأ بالمظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد بطريرك الكنيسة الارثوذكسية في فلسطين المحتلة، فلقد شهدت المدن الفلسطينية مثل هذه المظاهرات قبل سنوات خلت، في القدس وبيت لحم والناصرة واللد والرملة ويافا وحيفا وعكا ..الخ . 
ومن هنا..
فان تجدد هذه الاحتجاجات وبصورة اكثر عمقا وشمولية، يؤكد ان العلاقة بين البطريرك والرعية الارثوذكسية لم تعد على صفيح ساخن فحسب، بل وصلت الى طريق مسدود، وان هوة عدم الثقة قد اتسعت كثيرا كثيرا.. ولم يعد بالامكان ترقيعها أو تجاوزها بالاساليب المتبعة “بوس اللحى” ... وعفا الله عما مضى.!! بعد أن تجرأ البطريرك على العبث بارض الكنيسة، ارض الشعب الفلسطيني، والتي هي محور الصراع وعنوان البقاء والصمود.
وبوضع النقاط على الحروف.. 
فأصل المشكلة يعود الى قيام البطريرك بتأجير اراضي الكنيسة، وبيعها في عدد من المدن الفلسطينية لجمعيات صهيونية معنية باقامة مشاريع اسكانية عليها .. وهذا ما حدث بالفعل، وخاصة في “الطالبية” بالقدس الغربية المحتلة، إذ قام هذا البطريرك ببيع 570 دونما لجمعية صهيونية، اقامت على هذه الارض مشاريع اسكانية ضخمة.
مصادر مسيحية مطلعة أكدت بأن البطريرك الحالي، هو من يقوم بالبيع أو التأجير، إذ إن مجلس الكنيسة –كما ينص النظام الكنسي غير موجود، ولم يقم البطريرك بتشكيل مجلس جديد منذ خمسين عاما تقريبا، أي بعد احتلال العدو الصهيوني الضفة الغربية والقدس وغزة في حزيران 1967.
لا تريد أن نسترسل أكثر، فلقد اعترف البطريرك واركان الكنبيسة بعمليتي البيع والتأجير للجمعيات الصهيونية .. وها هي “ الفاس قد وقعت بالرأس” ....كما يقول المثل العربي الشعبي.
والسؤال الاكثر الحاحا هو :
 كيف يتم تدارك هذه الكارثة ؟؟
محامون ورجال قانون في الارض المحتلة، وخاصة ممن يتابعون القضية، أشاروا الى امكانية الغاء عمليتي البيع والتأجير، استنادا الى اسباب هم يعرفونها ، ورفضوا الافصاح عنها، ومنها في تقديرنا ان البيع والتأجير قام به البطريرك بمفرده ... ولم يوافق عليه مجلس الكنيسة، وهو مجلس غير موجود أصلا كما بينا ..
ولكن قبل هذا وذاك، فان ما حصل يستدعي حلا جذريا، ونعني بصريح العبارة، ودون لف أو دوران، تغيير أو بالاحرى تعريب الكنيسة الارثوذكسية. وهو ما يطالب به اخواننا واهلنا ابناء الطائفة الارثوذكسية في الاردن وفلسطين.
 فالكارثة التي ضربت وتضرب الكنيسة الارثوذكسية، سببها البطريرك الحالي، فهو اساس الداء والبلاء، وهو المسؤول عن التفريط باراضي الكنيسة، ببيعها أو تأجيرها للصهاينة المجرمين، لاعداء لكنيسة واعداء الشعب العربي الفلسطيني .. الذين يغتصبون ارضه، ويدنسون مقدساته الاسلامية والمسيحية.
وبصريح العبارة ..
فلقد أن الآوان لتصحيح الخطأ القاتل، باستبدال البطاركة اليونانيين ببطاركة عرب.. بعد أن ثبت أن البطاركة اليونانيين، أو لنقل بعضهم .. ليسوا أهلا للامانة، وليسوا اهلا لتحمل المسؤولية ، وليسوا اهلا لتحمل رسالة الكنيسة والتصدي للعدو الصهيوني..
الكنيسة الارثوذكسية بحاجة لبطاركة عرب على غرار البطريرك الرمز “كبوتشي” والبطريرك الشجاع المقاوم حنا عطاالله، الذي تصدى ويتصدى للصهاينة المحتلين بكل شرف وصلابة ، مجسدا ملحمة التآخي الاسلامي –المسيحي الصلب، وتعانق الهلال والصليب ليبقى الاقصى وتبقى القيامة مصانة طاهرة ..لا يدنسها الصهاينة الفاشيون.
باختصار..
ان موقف بطريرك الكنيسة الارثوذكسية المخاتل، المهادن للعدو الصهيوني،وقيامه ببيع أو تأجير اراض للكنيسة لجمعيات اسكان صهيونية، يفرض على الاردن والسلطة الفلسطينية، التنسيق معا، واتخاذ قرار حازم جريء بتعريب الكنيسة، واستبدال البطاركة اليونانيين ببطاركة عرب، ووضع حد لهذه التركة العثمانية المهينة، فالمسيح عليه السلام نبي عربي، واتباع الكنيسة عرب، واملاك الكنيسة املاك عربية ...فلماذا الابقاء على هؤلاء البطاركة اليونانيين ؟؟
 بعد ما اتضح ان البطريرك الحالي هو نسخة طبق الأصل عن الأسخريوطي الذي خان المسيح عليه السلام.    

عن الدستور