• 22 تشرين أول 2020
  • أقلام مقدسية

 

هموم ...

 

بقلم : ماهر العلمي

 

الديمقراطية، ممارسة فعلية، وليست مجرد شعارات ووعود انتخابية ، والمجتمع الذي يتبناها وينتهجها وينفذها بنجاعة، يضع حجر الأساس لدولة مؤسساتية، تنعم بالرخاء والمساواة والاستقرار والامان، لكافة الرعية، وتسقط من قاموسها السياسي والاجتماعي (الفئوية ) وتسود فيها الطمأنينة والراحة النفسية...

الديمقراطية، ليست كتابا نحفظه ثم ننساه، بل هي نهج حياة منذ الطفولة حتى الرحيل عن هذه الدنيا الفانية، وتربية البراعم على النظام والانضباط والانتماء وإلايمان والتقوى فهي الأساس الاقوى لنجاح النفس في الدنيا والآخر ة لتلقى ربها راضية مرضية...

الديمقراطية ليست مسرحية كوميدية، بل مسيرة حيوية، جدية ، لضمان تحقيق العدالة والانصاف ، والقناعة الشعبية بنزاهة وامانة ومصداقية من يحملون المسؤولية 

الديمقراطية ليست منح مناصب قيادية لشخصيات لإرضائها، وكأنها قطع حلوى يجري توزيعها على أطفال (الروضة الوطنية).

الديمقراطية، ليست مهرجانا ، تشكل له لجان إعلامية وتنظيمية، ورعاية الشركة الفلانية.. وليست مسابقة ثقافية مدرسية، أو احتفالات تكريمية ، تقدم فيها مكافأة مالية وتقديرية..!

الديمقراطية، ليست زعامات أو أشباهها ،تردد هتافات وطنية، بطريقة ببغاوية..!

الديمقراطية.. القانون يسود والجميع تحته بدءا برأس الهرم، ولا فضل لمواطن على اخر، ما دمنا على سفينة تتعرض للعواصف القوية ولَم نتمكن حتى الان من ايصالها الى بر الأمان والسلامة الحقيقية..

 الديمقراطية.. اختيار الشعب، بكل اطيافه، لطاقم قيادة السفينة، ولا يحق لأحد تسمية هذا الطاقم، ويتجاهل الإرادة الشعبية..

الديمقراطية ليست مناصب أو حصة إرثية في ثروة شخصية وليست صفقة، وغير مقتصرة على اصحاب الثورات الذين ينظرون الى الوطن والقضية نظرة استثمارية، لعل أرباحهم تتضاعف ليصلوا الى المرتبة القارونية..!

الديمقراطية لا تعني التسلق والنفاق والاحتيال وتدبير المؤامرات والمكائد الذاتية..!

الديمقراطية ليست جسرا للعبور الى الزعامةً والنفوذ والجاه

بارتجالية..

الديمقراطية.. ليست تعيين مجلس إدارة لجمعية خيرية في قرية منسية..!

الديمقراطية .. ان تعمل المنظومة السياسية وكافة عناصرها ومكوناتها، لإدارة البلاد، ورعاية مصالح العباد، بحكمة وعقلانية.. وبناء اقتصاد سليم ومعافى ومستقل متحرر من التبعية، وتشجيع الانتاج والحد من الاستهلاك، ودعم اصحاب المصانع والمزارع للتحول الى مصدرين، ورفع الدخل القومي، وتقليص الاعتماد على المعونات الخارجية..

الديمقراطية.. ليست مركزا رسميا، ولا اوسمة فخرية، ولا وجاهات قبلية، ولا عباءات بدوية، ولا كوفيات محلية، ولا زعرناتً أو فهلوية احتيالية، ولا عضلات مفتولة، ولا عصبيات قبلية، ولا ولاءات موسمية..!

الديمقراطية.. تغليب المصلحة العمومية على المكاسب الشخصية.. وليس العمل على الإثراء الى ( ولد الولد) وترك الفقر ينتشر بين الرعية..!

الديمقراطية.. تعني اداء المسؤولية ، بنزاهة وامانة وعدم استغلال المنصب لجمع الأموال بالحرام، دون حسابات، ولا مساءلاتً في اجواء فوضوية ..!

الديمقراطية تحتضن سلطة رابعة حقيقية، تحسب لها كل السلطات، ترليون حساب، وتهاب منها وتحترمها، ولا تحاول إخضاعها لأي هيمنة رسمية، لتمكينها من المراقبة والنقد البناء للمساهمة في إنجاز بنيان الدولة المؤسساتية .

الديمقراطية .. إقامة نظام رقابة صارم على اداء كافة الوزارات ، والمؤسسات ، لا يعرف المجاملات، ولا يعتبر مهامه روتينية،. ونشرها بالوسائل الإعلامية ...!

الديمقراطية ليست فستان سهرة يعري الصدر والظهر، ويكشف اجزاء من البقية، او بدلة إيطالية أو احتفالات للطبقة المخملية، أو التباهي بسيارات فارهة معفاة من الضريبة الجمركية، بسبب فقر أصحابها المعروفين لدى جميع الشرائح الشعبية..!

الديمقراطية ليست إسرافا ولا تبذيرا ولا في انشاء جيش موظفين معظمهم .... متعطلون مقنعون عن العمل في ما يسمى (الخدمة المدنية) المقتصرة على  فئة معينة ومعنية بالاستئثار و مواصلة نهج المحسوبية..!

الديمقراطية.. ليست كروشا بأوسمة تزينها، تقديرا لبطولات أصحابها في حرب داحس والغبراء بالجاهلية..!

الديمقراطية.. ليست تحقيرا او تطاولا على المحاصرين الذين ينشدون التحرر وكسر قيود العبودية..!

الديمقراطية الحقيقية، تحقق السعادة والراحة النفسية للرعية.. والدكتاتورية تجلب التعاسة والشقاء والفقر والحرمان، وتسود في شعوبها الاحقاد والنقمة ثم تتفجر الثورات وترتكب المجازر العلنية والمخفية، لذلك المطلوب لتحقيق الديمقراطية، والانضمام لنادي الدول الديمقراطية، نشر العدالة والمساواة ، والتسامح، ومخافة الله في كل خطواتنا، وتقليص الهوة بين المترفين والمحرومين، والاهتمام بتحسين احوال الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، وتغيير النفسيات، حيث مازال في الوقت بقية...!