• 15 آيار 2023
  • مقدسيات

 

 القدس - أخبار البلد - جدد ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي في الاراضي المقدسة في  تصريح له لجريدة " أخبار البلد " دعوة التجمع بتعزيز الحراك الارمني الداخلي بشكل فوري من أجل إسقاط البطريرك الأرمني نورهان مانوغيان من منصبه في الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في القدس، وذلك بعد أن فشلت جميع المحاولات لإقناعه بتغيير موقفه بشأن إلغاء صفقة تسريب عقارات حساسة واستراتيجية في الحي الأرمني داخل البلدة القديمة في القدس، مُقدراً الجهود التي بذلها ويبذلها اهلنا الأرمن من احتجاجات وتظاهرات لتحقيق هذا الهدف.

وأعرب دلياني عن دعم التجمع الوطني المسيحي في الاراضي المقدسة التام لقرار الأردن وفلسطين الرسمي بتجميد اعترافهما بالبطريرك الأرمني، مشيراً إلى أنه يجب أن يتحمل البطريرك مسؤولية تصرفاته وعدم احترامه للقانون والأنظمة الكنسية والتوجهات الوطنية لأبناء كنيسته والمجتمع المقدسي، وأن يواجه عواقب أفعاله، مطالباً بتحقيق التعاون اللازم بين أبناء الكنيسة الارمنية الارثوذكسية في القدس وأعضاء السينود والكهنة لإتمام عملية إزاحة البطريرك واستبداله بمن يحافظ على الوجود الارمني والتراث الحضاري والثقافي المسيحي بالتعاون مع بطاركة ورؤساء كنائس القدس.

وشدد دلياني على أن الحي الأرمني في القدس يمثل إرثاً حضارياً وتاريخياً نفيساً للمدينة المقدسة وأهلها من مسلمين ومسيحيين، وأنه يجب الحفاظ عليه وعدم السماح لأي شخص أو جهة بالتعدي عليه أو التلاعب بمستقبله.

 وجاءت هذه الدعوة  في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر داخل الحي الأرمني الذي شهدت تجمعا غاضبا ضد البطريرك بعد كشف النقاب عن صفقة تسريب  مساحات من الأراضي الواقعة في منطقة باب الخليل والحي الأرمني للمؤسسات الاستيطانية الاسرائيلية بما في ذلك  الأرض التي أقيم عليها موقف للسيارات ملاصقة لسور القدس بدعم من البلدية ، مما دفع العديد من الشخصيات الارمنية والذين تحدثوا مع " أخبار البلد" على ضرورة استقالة البطريرك باسرع وقت ممكن ، معربين في الوقت نفسه عن خشيته بأن البطريركية قد تكون قد خسرت عقارات ذات قيمة لها في الصفقة التي يتحدث عنها الجميع.

 وقبل عدة ايام  كان الأردن والسلطة الفلسطينية قد اعلنتا وبصورة غير مسبوقة عن سحب اعترافهما بالبطريرك الأرمني نورهان مانوغيان، بصفته بطريرك الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في القدس وسائر الأراضي المقدسة والمملكة الأردنية الهاشمية، وذلك بعد جهود ومحاولات عديدة لم تُفلح في تصويب تعامل البطريرك مع عقارات الحيّ الأرمني في البلدة القديمة في القدس، والذي يعد إرثًا حضاريًا وإنسانيًا، وجزءًا تاريخيًا من فسيفساء المدينة المقدسة.

 وذلك في بيان مشترك  وصلت نسخة منه لجريدة " أخبار البلد"  أن البلدين قد اتخذتا هذا القرار بناءً على تعليمات جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك بعد أن اتخذ البطريرك مانوغيان إجراءات عقارية وصفقات من شأنها التأثير على مستقبل المدينة المقدسة، دون توافق وتشاور مع الأطراف ذات الصلة، وبدون إشراك "السنود" والهيئة العامة لأخوية مار يعقوب كما يقتضي القانون والأنظمة الكنسية، وتجاهله لنداءات المؤسسات الأرمنية في الداخل وفي المهجر.

وأشار البيان إلى أن قرار الأردن وفلسطين جاء عقب "الصفقة" المتعلقة بموقع البستان المعروفة بـ "حديقة البقر" ومحيطها الذي يمتد إلى بناية "القشلة" في باب الخليل، والتي تشكل جزءًا كبيرًا من الحيّ الأرمني، إذ تمت مطالبة البطريرك مانوغيان بوقف أية إجراءات من شأنها التأثير على وضع هذه العقارات التاريخي والقانوني، والتي ستغير من طابعها الديمغرافي والجغرافي، لكنه لم يستجب إلى أي من هذه المطالب.

وأكد الجانبان أن الحي الأرمني جزء لا يتجزأ من البلدة القديمة باعتباره أراض محتلة، ينطبق عليها قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي وعن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنها قرارات مجلس الأمن 1515، 476، 338، 242، 2334، وغيرها من القرارات الدولية ذات العلاقة.

ووفق البيان فإن المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قد أصدر قرارات عدة باعتبار البلدة القديمة وأسوارها ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وأن تعاملات البطريرك مانوغيان شكلت مخالفة صريحة للمواثيق والقرارات الدولية ذات العلاقة، التي تهدف إلى الحفاظ على الوضع القائم في القدس وحماية الإرث الأرمني المقدسي الأصيل.