• 21 نيسان 2021
  • مقابلة خاصة

 

 

 

 القدس – أخبار البلد – يعتبر الدكتور يوسف سعيد النتشة  من الخبراء ان لم يكن الخبير الأول في العمارة العثمانية والمملوكية في القدس ، ويعمل مستشارا  لدائرة السياحة والاثار في الأوقاف الإسلامية بعد ان تقاعد منها مديرا لها،  كما انه محاضر في جامعة القدس ، للدكتور النتشة العديد من الكتب والمقالات المميزة في تخصصه الذي قلما نجد من ينافسه فيها ،  لقد خص  الدكتور يوسف سعيد النتشة شبكة " أخبار البلد: بدراسة بالغ الأهمية كان قد عرضها في المؤتمر الاكاديمي الدولي العشرون لدراسات بيت المقدس والذي عقد في  جامعة ماردين التركية .

  ويشرفنا في "أخبار البلد"  ان نقوم بنشر الدراسة كاملة إيماننا  منا ان هذه الدراسة فريدة من نوعها ، تثبت كيف ان القدس كانت مدينة عالمية اسلامية جامعة ولم تكن معزولة كما هو حالها الان  .

 

أضواء على الوشائج الحضارية الأرتقية في بيت المقدس

في صباح يوم مشرق من منتصف ايام شهر حزيزان سنة 2014 في حدود الساعة العاشرة، وقف كاتب هذا المقال على اسوار مدينة ماردين الحصينة، وشاهد الابراج الدائرية والنصف دائرية والجدران الحصينة المبنية بالحجر الاسود، مما اثار في نفسه الذكريات عن سور القدس وعن الحجر الفلسطينى البازلتي في مدينة طبرية وفلسطين. كمختص في عمارة وتاريخ القدس الاسلامي، ولعلمه بوجود رباط في القدس ينسب الى ماردين، اثار ذلك في نفسه الخواطر بضرورة البحث عن  مدى وجود علاقة بين ماردين والقدس. ويبدو ان هذه الخاطرة  لكثرة تزاحم الاعمال، كان عليها الانتظار للحظة مناسبة، يتم فيها تحقيق هذا الامر. وكان من حسن الطالع، ان تنعقد النية لدى القائمين على جامعة ماردين لاقامة مؤتمر في المدينة في  شهر نشرين اول من عام 2020  بعنوان من "ارتق الى صلاح الدين"، حيث وجد ان تلك اللحظة قد حانت.

يمكن الاستهلال بالتساؤل ما لمادرين والقدس؟ مدينة تبعد عن القدس مسافة  تقرب من 1140 كم، مما يحتاج الى سفر متواصل من اسبوعين لحوالي ثلاثة اسابيع اكثر او اقل مع حمل الاثقال. وهل هناك ما يمكن البحث عنه ولو أنه كأبرة في كوم قش، يجلى الوضع ويلقى بعض الاضواء على الوشائج الحضارية ما بين القدس وماردين. ان  الميل الى الاعتقاد انه  وجب ان يكون للقدس  في ذاكرة  الاراتقة مكانة ما، كونها كانت موقع اول نواة لدولتهم، قد شجع على بحث الموضوع،  وان كان يصعب تحديد سبب تحولهم من القدس الى الجزيزة الفراتية,  لكن لنقل مبدئيا ان جهادهم ضد الفرنجة لم يكن يرتبط في الموقع الجغرافي بقدر ما هو في الامكانيات والتوجهات، فقد واجه الاراتقة الافرنج في خارج  القدس بقدر ما سمحت لهم ظروفهم بذلك.

مما يجدر قوله، ان هدف هذه الورقة  ليس البحث في التاريخ السياسي للاراتقة او بحث العلاقة السياسية بين القدس والاراتقة او بيان جهادهم ضد الفرنجة بقد ما هو الرغبة في تسليط بعض الضوء على الروابط الثقافية التي ربطت بين دولة الاراتقة ورعاياها حكاما وشعوبا مع القدس.  او يمكن قول ذلك بطرح  السؤال التالي: هل بخروج  اكسب من ارتق جد الاراتقة والمؤسس من القدس انقطعت علاقتهم بها ام هناك بعض الوشائج التي يمكن الاشارة اليها وربطها مع غيرها من الاحداث التاريخية لتحدد طبيعة وسعة هذه العلاقة.

ان المتتبع للمصادر التاريخية سيلمح ان هناك معلومات متواضعة تشير الى علاقة ربطت بين القدس وماردين، ومع ان هذه المعلومات ليست غزيرة بل عزيزة، الا انه تكفى لاستجلاء بعض مظاهر هذه العلاقة لتؤكد على ان الروابط الحضارية شملت عدة مظاهر. واذا ما تحرر المرء من لزوم التخصيص والتضييق قليلا وانطلق نحو  نظرة اكثر شمولية تتعدى مدينة ماردين لتشمل نظاق اوسع في الجزيرة الفراتبة وبعض من المدن القريبة منها كالموصل مثلا، فانه سوف تتاح له فرصة جمع ما تفرق ليأصل لعلاقة طيبة ربطت بين القدس والاراتقة في ماردين وغيرها من المدن القريبة منها.

من حسن الطالع ان المحت المصادر التاريخية عن تأسيس مبنى نسب لمدينة ماردين بندرج ضمن مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي يمكن اعتباره ايضا انه من النشاط المعماري للنساء والخواتتين  بحيث يصنف ضمن  العمارة النسوية في مدينة القدس.  وحفظت احدى الوثائق  اسم  شخصية من مادرين توفيت في القدس في الرباط المارديني، وهناك معلومات عن مساهمة مهمة في بناء وتحصين لسور القدس بمساهمة من أمير مدينة الموصل، علاوة على ان احد اجمل مدراس القدس قد اوقفت وبنيت من قبل دبلوماسي وثري وتاجر ينسب الى بلدة سلمية بالقرب من الموصل. هذا وهناك شمعدان ارتقي يزين خزانة احدى قاعات المتحف الاسلامي في المسجد الاقصى المبارك. ولعل من المناسب ان يتم  تسليط الضوء على هذه النشاطات التعرف عليها حتى تتضح الوشائج الحضارية التي ربطت بين القدس وماردين وحتى تتبين مكانة القدس عند الاراتقة وفي وجدان الكثيرين من الاقاليم الاسلامية، مما يشكل ردا صادحا بالحق عن مكانة القدس عند العرب والمسلمين مما تصر الرواية والسياسية الاسرائيلية على انكاره وتحاول الحط من مكانة القدس والإدعاء بان مكانة القدس في الوجدان الاسلامي تخضع لعملية رد الفعل وانها ليس متأصلة في النفوس ولا هي قديمة.

 

اولا: الرباط المارديني في القدس

Al-Ribat Al-Mardini in Jerusalem

 

اسس الرباط المارديني في القدس، قبل عام 763/1361-1361، على يد سيدتين فاضلتين من عتقاء الحاكم الارتقي صالح بن غازي الثاني الذي حكم في السنوات 712-765/1312-1363، وعرف الرباط في بعض حجج سجلات[1] محكمة القدس الشرعية باسم المدرسة الماردينية، وحديثا عرف المبنى  باسم العائلة  التي قامت به وهي عائلة القباني المقدسية ، واليوم تسكنه عدة عائلات منها ما ينسب الى عائلة البديري المقدسية.

ويقع الرباط في الجانب الغربي من الطريق المعروف بطريق باب حطة والتي توصل بين باب الساهرة وبين المسجد الاقصى المبارك، والرباط يقوم على بعد خمسة وعشرين مترا الى الشمال من باب حطة  أحد أبواب المسجد الاقصى المبارك  القائم في جداره الشمالي.

ويحد الرباط  من الجنوب مبنى التربة الاوحدية[2]، ومن الشرق طريق باب حطة، ومن الشمال طريق المجاهدين  التي تبدأ من باب الاسباط، الباب الوحيد المفتوح في سور القدس في الجدار الشرقي، ولعله من محاسن الصدف ان يكون الحد للغربي للرباط المارديني يتاخم درج يخص المدرسة السلامية، احد اجمل مدارس القدس التي بناها التاجر الموسر والدبلوماسي المرموق والسفير الحاذق مجد الدين السلامي الموصلي، وكأن ماردين والموصل تلتقيان في القدس بالقرب من المسجد الاقصى المبارك. وقريبا من الرباط توجد المدرسة الكريمية والخانقاة الدوادارية

وفيما يتعلق بنسبة الرباط فقد أورد مجير الدين ما نصه:" رباط المارديني بباب حطة مقابل الكاملية[3]، وهي بجوار التربة الاوحدية، وقفه منسوب لامرأتين من عتقاء الملك الصالح صاحب ماردين، وشرطه ان يكون لمن يرد من ماردين، وقد وقفت[4] على محضر ثابت بوقفه تاريخه في سنة ثلاث وستين وسبعمائة".

وبفضل ما سجله مجير الدين، تم تأصيل هوية الرباط ونسبته وتحديد تاريخه، فرغم الايجاز الذي يميز ذلك، الا ان ما اورده يعتبر في غاية الأهمية كونه شكل شهادة تاريخية فريدة عن هذا المبنى، ولولا هذه المعلومة، لصعب ان لم يستحل نسبة ومعرفة هذا الرباط. وهذا يعود الى خلو الرباط من نقش كتابي تأسيسي ولعدم اثبات وقفية للمبنى بل الاقتصار على محضر فقط لم يكتب له الذيوع، علاوة على بساطة البنية المعمارية للرباط.

ومع انه ثبت انه كان للرباط  محضر وقف، الا انه حتى تاريخه، لم يعرف تفاصيل هذا الوقف، لكن مما يجدر ذكره، ان شرط الواقفتان قد تم تطبيقه، حيث تشير وثيقة مملوكية[5] من ضمن مقتنيات المتحف الاسلامي الى وفاة زائرة من ماردين عرفت باسم بولغار بنت عبدالله في هذا الرباط[6] في سنة 795/1392.

كما لم تتوفر تفاصيل عن سيرة الواقفتين غير ما ذكره مجير الدين، من انهما من عتقاء حاكم ماردين الصالح بن غازي الثاني الذي حكم في السنوات 712-765/1312-1263.  وهذا متوقع كونهما من بسطاء الناس وعمومهم، الذي لم تجرى العادة بالترجمة لهما، حيث اقتصرت التراجم على الشخصيات الاعتبارية من حكام وأمراء وعلماء وشعراء وأدباء.

ومعماريا للرباط واجهتان: شمالية وشرقية، والشرقية منهما هي الرئيسة حيث بنيت بصفوف متراصة من الحجارة البيضاء المهذية (المدقوقة) التي حال لونها الى رمادي، وهي ذات احجام متنوعة، لكن صفت الحجارة الكبيرة الحجم في المداميك السفلية، والتي يبدو ان بعضا منها اعيد استخدامها هنا او انها كانت في مبان كان في الموقع قبل تأسيس الرباط. ويشغل الطرف الجنوبيل للواجهة الشرقية، قوصرة (حنية) عميقة متراجعة ،  يعلوها عقد مدبب، فتح فيها مدخل معلق يرتفع عن منسوب مستوى ارضية طريق باب حطة بحوالي ثلاث درجات حوالي 32 سم. وقصر ارتفاع  المدخل وضيق عرضه في فترة لاحقة غير محددة، ذلك لان عتب المدخل الاصلي يرتفع بمقدار مدماكين عن العتب الحالي المضاف لاحقا.  ويقوم فوق  عتب الباب الاصلي عقد تخقيف مكون من عدة صنج متداخلة محفوفة الحواف. وفي صدر عقد حنية المدخل، وعلى ارتفاع مدماك حجري واحد اعلى عقد التخفيف، توجد حشوة  حجرية غائرة مشطوفة الحواف غفل من الزخرفة او الكتابة، كان المقصود منها على الارجح ان تحوى كتابة تأسيسة، لكن من دواعى الشجن ان الكتابة لم تنفذ او انها سقطت بعد تنفيذها قبل نهاية القرن التاسع عشر. وكما لاحظ بورغوين، فان المدخل يفتقر الى المساطب الجانبية .  ومما يلفت النظر ايضا ان المدخل لم يتوسط الواجهة كما هي العادة في الواجهات المملوكية، وإنما وضع في الطرف الجنوبي من الواجهة، وهذا قد يشير الى وجود نشاط معمارى ما في الموقع قبل بناء الرباط، مما استلزم التكيف مع الامر من ناحية معمارية. وعلى  العموم، فان هذه الواجهة بسيطة الطراز ومتقشفة في العناصر المعمارية والزخرفية.

وأما الواجهة الشمالية، فتظهر ايضا تنوعا في احجام واسلوب دق الحجارة، مما يدلل على وجود تطورات معمارية سابقة لبناء الرباط، فهناك حجارة كبيرة الحجم ذات طراز طبرة في المداميك السفلية(، يعلوها صفوف من الحجارة المهذبة الصغيرة الحجم، ويعلو ذلك مبان على مستوى طابقين على الاقل، تعود في تاريخها وحسب اسلوب بنائها الى الفترة العثمانية التي ساد فيها البناء التقليدي وسيطرت الرتابة والجمود على الاساليب المعمارية حتى توقف البناء بالطريقة التقليدية في اوائل القرن التاسع عشر. وعلاوة على حجم واسلوب دق الحجارة الذي يشير الى انتفاء الانسجام والاتساق في نسيج الواجهة، فيلاحظ وجود منبت واساس كبير لدعامة كانت تسنتد عقدا او قنطرة تجسر ما بين جانبي طريق المجاهدين وتمتد حتى الطرف الشرقي لواجهة المدرسة السلامية. ونسق الشبابيك في الواجهتين بسيط، فقد فتح شباك في الواجهة الشرقية على ارتفاع خمسة مداميك، وثلاثة شبابيك في الواجهة الشرقية، الاوسط منهم يغشاه مصبعات معدنية مملوكية الطراز.

ويوصل المدخل الى دركاه مستطيلة المسقط ، يغطيها قبو نصف برميلي، فتح فيها بابان: الاول في جهة الغرب حيث يوصل الى  غرفة ذات قبو متقاطع، وفيها درج بؤدي للطابق العلوى(، والباب الثاني فتح في الجدار الشمال حيث يفضى عبر ممر قصير سميك الجدران 2.31 سم، حفر الى الشرق منه كنيف يضاء بفتحة طولية فتحت في الواجهة الشرقية حيث تطل على طريق باب حطة. والممر السميك يقود شمالا الى  قاعتين كبيرتين،  الاولى جنوبية مستطيلة المسقط سقفها مشكل من ثلاثة اقبية، وفي جدارها الشرقي نافذة تطل على  طريق باب حطة، والى الشمال من القاعة الاولى تقوم القاعة الثانية وهي في الاصل مستطيلة التخطيط، لكن تم تقسميها الى قسمين بواسطة جدار في فترة لاحقة، ويرى بورغوين[7] ان ذلك قد يكون قد تم حين اضافة الطابق الثاني. والى الغرب من هاتين القاعتين تقوم قاعة مستطيلة كبيرة تمتد من الشمال للجنوب على امتداد مبنى الرباط ، كان يدخل اليها عبر باب في  الجدار الغربي للقاعة الشمالية، حاليا  تستخدم حانوت لبيع العاديات والتذكارات القديمة من قبل كمال الامام، ومرجح انها كانت جزء لا يتجزأ من مكونات الرباط.

واعتماد على الوصف المذكور يظهر ان الرباط كان يتكون من طابق واحد، وانه مكون من اربع غرف كبيرة او قاعات، علاوة على كنيف، وان التكوين المعماري للرباط  مدمج فيه عناصر معمارية قديمة لا تتجانس مع عناصر الرباط حين الانشاء ، لكن مع ان النسيج المعماري للرباط يضم عناصر معمارية من مبان سابقة كانت في الموقع، ومع ان  البناء يغلب عليه البساطة والتقشف، والذي يتناسب مع معيشة الفقراء والمتصوفة والمجاورين للمدن الدينية، وهذا متوقع أسوة بالعديد من الابنية التاريخية المتقشفة[8] في عمارة القدس، التي بنيت من قبل مواطنين عاديين، ولم يكونوا من المياسير او الامراء الحكام،  الا ان لهذا الرباط اهمية اجتماعية ودينية واضحة، فهو كما ذكر من مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وهو يندرج ضمن نشاط العمائر النسوية التي شيدت في القدس، فقد اوقف من قبل  سيدتان كريمتان ذاقتا طعم الحرية بعد الرق، سعيتا لرد جميل العتق بعمل الصدقة والخير بايقاف رباط  بالقرب من المسجد الاقصى يؤمن السكن لمن يأتي من مدينة ماردين لزيارة القدس والمسجد الاقصى المبارك،. فكما يقال في الامثال الفسطينية، ان الجود من الموجود، والواقع ان هذا جود يقدر. وهذا يعنى من ضمن ما يعنيه انه كانت هناك حركة زيارة وارتباط من مدينة ماردين مع القدس، فلولا الحاجة الى ذلك لما سعت السيدتان الى اقامة ووقف هذا الرباط الذي يؤمن المأوي للقادمين من ماردين للقدس.

هذا من الناحية الاجتماعية، ومن الناحية العملية، لا تتوفر معلومات حتى الان عن تفاصيل الوقف، او متى توقف الرباط عن وظيفته ولا عن الظروف التي ادت لتحوله الى دار سكن كالعديد من مباني القدس التاريخية التي فسد وقفها. ومما لا شك فيه ان النسيج المعماري للرباط بحاجة ماسة لاعادة التأهيل ومده باسباب الحفاظ والصون الذي يحتاجه، وهذا يعود الى عدة عوامل، منها سياسة الاحتلال وظروف سكان البلدة القديمة للقدس.

ثانيا:الشمعدان الارتفي في المتحف الاسلامي

في المسجد الاقصى المبارك

الشمعدان، كما هو متداول، كلمة فارسية الاصل تعنى وعاء الشمع، وهي لفظة مكونة من شقين: شمع، ودان، واللفطة الاخيرة تعنى وعاء[9]، واما الشمع فهو مادة هيدروكربونية صلبة لكن دون قسوة تستخرج اما من مادة البترول الخام بعد استقطارها، او استرات من مواد كحولية عالية الاحماض، وهي مادة دهينة، وقد يكون الشمع من النحل بعد تصفيته او مواد مماثلة او قريبة ، وببساطة الشمع هو قضبان تتوسطها فتائل او خيوط تستخدم للانارة، واعتبرت الشمعة مقياس لشدة الاضاءة، فيقال لمبة قوة 15 شمعة وهكذا.

ويجمع الشمعدان بالعربية على عدة صيغ، منها شمعدانات بفتح وسكون يعقبة ضم، او بفتح وسكون يعقبة كسر،  وعلى شماعد. وصنعت الشمعدانات من مواد مختلفة وباشكال وتقنيات متعددة، فقد يكون من الحجر او الخشب او الخرف، او الزجاج، او من مواد معدنية حديثة الخلط والتصنيع، لكن الاشهر والاعم انه من المعدن، سواء النحاس او الفضة، او من كلاهما معا، وفي الحالة الاخيرة اطلق على التقنية المستخدمة اسم التكفيت. وقد يكون الشمعدان مكون من حامل واحد او حامل يتفرع منه عدة اصابع حاملة، او يكون ذا رقبة غليظة فيها تجويف يستقر فيه عمودا من الشمع  وليس قضيبا شمعة متوسطة الحجم.  وغنيا عن القول ان الحضارة العربية الاسلامية والمجتمع الاسلامي قد توسعوا واهتموا بصناعة المشعدنات ايما اهتمام، كونها استخدمت لانارة المساجد والاماكن الخاصة والعامة ولتوفير الضوء اثناء قراءة القرآن الكريم وغيره من النشاطات. ونتج عن ذلك رقي في اسلوب الصنعة وتقنيات فريدة  في تزين وتجميل العديد من التحف المعدنية والتي منها الشمعدنات، خاصة تلك التي تمت برعاية ملكية او سلطانية او اميرية كما هو الحال في الشمعدان الارتقي موضع البحث.

لا تفصح سجلات المتحف الاسلامي عن معلومات تبين قصه وكيفية وصول هذا الشمعدان الارتقي الى المسجد الاقصى المبارك ومن ثم للمتحف الاسلامي، وعليه فان الاجابة على ذلك تقتضي ان تنتظر الى نهاية هذا المقال لانه لمن المأمول الاجابة عليه وان كان بالترجيح والاحتمال دون الجزم بذلك، علاوة انه من المفضل ان يتم اولا دراسة الشمعدان والاطلاع على مظاهرة الفنية والزخرفية وما نقش عليه من كتابات ومضامين.

اعطى الشمعدان الارتقي الرقم م/ ن/1   في سجلات المتحف الاسلامي في المسجد الاقصى المبارك  وهو معروض في القاعة الاولى، اي القاعة الشمالية الجنوبية في القسم الثاني. ويعود تاريخ الشمعدان الى  اواخر القرن السادس الهجري وأوائل القرن السابع/ القرن الثالث عشر الميلادي، لانه عمل برسم الامير ارتق ارسلان بن ايلغازي الذي حكم في مدينة ماردين (597-637/1201-1239).

وصنع الشمعدان من مادة النحاس، وطعم بالفضة والذهب، وهو متعدد الاضلاع، بحيث بلغ عدد اضلاعة اربعة عشر ضلعا او قسما، يبدا القسم الاول حيثما يبدا النقش الكتابي بلفظة عز لمولانا، ويتنتهي بالضلع او القسم الرابع عشر حيث لفظة "عز نصره"،  وبلغت ابعد نقطة بين ضلعين من اضلاعة 31 سم اي اتساع قطر قاعدته، وبلغ ارتفاعة 39 سم. وبخصوص تقنية عمل الشمعدان، فقد استخدم فيه اسلوب الطرق، والحفر الغائر، والحز، والتطعيم بالفضة والذهب.

ويتكون الشمعدان من ثلاثة أقسام: القاعدة، والبدن، والرقبة.  والقاعدة اقصر الاقسام الثلاثة ارتفاعا، وتقسم الى قسمين: الاول حافة الشمعدان، وقد زينها شريط بارز مطروق من الداخل للخارج على هيئة زخرفة السيمة القالبية، يعلوه شريط اخر مجدول (مضفر) متكرر محفور ومطعم بالفضة يدور بدوان القاعدة. والقسم الثاني من القاعدة عبارة عن  وحدة زخرفية متكررة تتكون من حنية غائرة يتوسطها عقد مخموس يشغله ثلاث وحدات زخرفية الجانبيتن منهما على شكل لوزة[10] بارز بفضل اسلوب طرق المعدن من الداخل للخارج.

والبدن الذي يستند على القاعدة لكنه يتراجع  قليلا عن مستوى سطح القاعدة.  وزخرف البدن  بسلسلة من العقود التي تستند على جملة من الاعمدة الاسطوانية التي لها قاعدة مضلعة وتاج ناقوسي، بحث تشكل هذه العقود بائكة( Arcade, Colonnade ) متصلة ومتواصلة تدور بدوران بدن الشمعدان. وقد زينت المساحة المحصورة بين الاعمدة بشريط كتاتبي بخط الثلث المملوكي نفد باسلوب الحفر ومن ثم التطعيم بخيوط الفضة. وينص النقش على:" عز لمولانا الملك المالك العادل المؤيد المظفر المنصور ناصر الدنيا والدين قطب الاسلام والمسلمين أرتق أرسلان بن ايلغازي ابن ارتق أمير المؤمنين أدام الله ظله وعز نصره".  وهناك نقش أخر، يشغل المنطقة المحصورة  بين تيجان الاعمدة اي على مستوى منبت العقود كتب بخط النسخ، باسلوب اقرب ما يكون الى اسلوب الحز منه الى اسلوب الحفر الغائر، وهو كما يظهر من نصه وطريقة تنفيذه، اضافة لاحقة على الشمعدان، لا شك  انها اضيفت بعد وفاة أرتق ارسلان وانتقال الشمعدان الى ملكية ابنه غازي كما يثبت[11] من  الكتابة التي تنص على :" السلطان الملك المنصور ؟ نجم الدنيا والدين ابي الفتح غازي بن ارتق.. أعاد الله بركاته). وهذه  الكتابة تقوم في اعلى الاضلاع.

واما القسم الثالث العلوى اي رقبة الشمعدان، فمن دواعى الاسف ان القسم الاساسي والعلوى من الرقبة الحالية التي يبلغ ارتفاعها20 سم تقريبا، اي  ما يعادل ارتفاع الرقبة والقاعدة، غير أصليه ولا يعرف تاريخ اضافتها ولا تتمتع بأية اصالة او دقة صنعة واتقان كبقية اجزاء الشمعدان، وطريقة اضافة هذه الرقبة توحي بان مهارة الصانع متواضعة، حيث ثتبت بتباشيم ، والمضاف من الرقبة غير مزخرف اطلاقا، على النقيض مما بقي من الرقبة الاصلية،  وقوامها منطقة متراجعة قليلا عن سمت البدن، تتشكل من عدة وحدات مثلثة الشكل، كل مثلثين يحصران منطقة داخل عقد نصف بصلي زخرف صدره بتشكيلات من زخارف الارابسك المشكلة من انصاف مرواح نخيلية متداخلة مع بعضها البعض، وقد نفذت باسلوب الحفر العائر ومن ثم طعمت بخيوط الفضة.

والجدير بالذكر، ان تصميم  هذا الشمعدان نادر كونه متعدد الاضلاع، لان أغلب الشماعد من هذه الفترة كانت اسطوانية الهيئة، وكما يرى ابو خلف[12]، ان هذا الطراز من الشمعدانات لم يكن شائعا  واشار الى نموذجان منها ضمن مجموعة متحف اللوفر، لكن دون وجود علاقة مباشرة مع الشمعدان موضوع البحث.

لا شك ان هذا الشمعدان من روائع الصناعات المعدنية، وقد يكون صنع في الموصل او ماردين او ميافارقين، حيث تقدمت صنعة التحف المعدنية في الفترة الايوبية والارتقية والزنكية في المنطقة، ويتميز بانه ارتبط بامراء عظام  من امراء  الدولة الارتقية وارتبط بتاريخ القدس والمسجد الاقصى، ومن المؤكد هذا الشمعدان قد انار درب  الكثير من قراء القرآن في المسجد الاقصى المبارك حينما كانوا يرتلون من ربعات القرآن الموقوفة على المسجد ومن ثم بعد دخول الطاقة الكهربائية في الاستخدام انتقل ليستقر في المتحف الاسلامي ،  وذلك بأسوة بغيره من شمعدانات ومصاحف المسجد الاقصى المبارك. يا لها من رحلة ممتعة لافتة للنظر ان ينتقل شمعدان من حيازة امراء ماردين الاراتقة ليستقر في رحاب المسجد الاقصى المبارك. لكن كيف تم ذلك؟  وكما لا نعرف عن تفاصيل شخصية عن  السيدتين الكريمتين اللتان اوقفتا الرباط على الواردين للقدس من اهل ماردين، فانه لا يعرف تفاصيل رحلة الشمعدان من ماردين الى القدس، فهل ارسل كهدية ووقف للمسجد الاقصى وتم ذلك بالارتباط مع الرباط الماردينى في القدس الذي تمت دراسته فيما مضى،  هل انه جلب مع السيدتين اللتان اوقفتا الرباط، كهدية من البيت الارتقي الاميري الى مدينة القدس، خاصة وان السيدتين تربطهما باللبيت الارتقي علاقة اجتماعية، فهما من عتقاء الامير الارتقي  صالح بن غازي، او ان احد الزوار الاراتقة الذي قدموا للقدس واقاموا بها احضروا هذه التحفة معهم هدية باعتبار انه شمعدان أميري سلطاني، فانه من المرجح ان يكون قد ارسل من قبل مالكه مع بعض الحجاج الى بيت المقدس، تبركا  وتيمنا وصدقة جارية.  وفي الواقع ان المرء ليتحرق شوفا لاماطة اللثام عن ذلك واثباته بالدليل بدلا من الترجيح المعقول، لكن ليس كل ما يتمناه المء يدركه،  واذا لم يتيسر للباحث الحالي، فان الامل معقود على قادم الاجيال ان تكشف عن ذلك وتوثق العلاقة التي ربطت بين القدس وماردين، ليس فقط عبر ما ذكر من وشائج مقتضبة، بل بالتوسع في ذلك. ووجود هذا الشمعدان الاميري يدل على وجود علاقة طيبة ربطت بين ماردين  والاراتقة من جهة وبين القدس والمسجد الاقصى من جهة اخرى، ولا غرو في ذلك لان القدس جزء من العقيدة الاسلامية، وهي على درب الحج، وهو موضع الاسراء والمعراج وهي موضع التقديس والزيارة.

معماريو مدينة الموصل يساهمون في حصانة القدس

للموصل التي هي مجاورة لماردين مساهمات حضارية في نشاطات القدس المعمارية، في إعادة بناء سور القدس وحفر خندق، فقد اورد مجير الدين تحت عنوان (ذكر ما اعتمد السلطان في عمارة القدس) ما نصه:" وصل من الموصل جماعة للعمل في الخندق، جهزهم صاحب الموصل صحبة بعض حجابه وسير مالا يفرقه عليهم في رأس كل شهر، واقاموا نصف سنة في العمل، وأمر السلطان بحفر خندق عميق وأنشأوا سورا...(ص 384) وارسل السلطان لصاحب الموصل يشكره على تجهيز الرجل لحفر الخندق بمكاتبة انشأها العماد الكاتب رحمه الله تعالى".

واعتمادا على ما ذكر اعلاه فان للامير الاتابك عز الدين مسعود بن  قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي (توفي عام 589/1193)، أحد الأمراء الزنكيون الذين حكموا مدينة الموصل،  بعد وفاة أخيه سيف الدين غازي[13].  ايدى بيضاء على عمارة سور القدس فقد أرسل مجموعة من الحرفيين الحجارين من الموصل إلى القدس في 28 ذي الحجة 587/ 16 كانون ثاني 1192 للعمل على إزالة التكوين الصخري الذي كان قائما ما بين باب العمود وباب الخليل، وقد ساهم هؤلاء الحرفيين في بناء قطاع السور في هذه المنطقة بالإضافة  إلى الأبراج  وقد مكثوا في القدس ما يقرب من ستة أشهر[14]. والواقع ان هذه المساهمة الفعالة تكتسب أهمية عظيمة اذا ما اخذ بعين الاعتبار التوقيت والزمن الذي تمت فيه، حيث كانت القدس بحاجة ماسة الى التحصين واعادة البناء بعد ان تم اجلاء  الفرنجة عنها اثر معركة حطين، مما استلزم اعادة تحصين المدينة ومدها باسباب الصمود، خاصة وان المدينة كان قد خلا منها المعماريون المهرة المحليون والوافدون، مما سد فراغا حرفيا ومهنيا كانت المدينة بامس الحاجة اليه، الى ان يتم اعادة توفير هؤلاء المهرة مما ساهم في النشاط المعماري الايوبي في المدينة. وعلاوة على المساعدة الفنية، فقد تكلف صاحب الموصل ايضا بنفقة هؤلاء الحرفيين المهرة، وسهر على رعايتهم بان ارسل معهم احد خلصائه من الحجاب.

المدرسة السلامية الموصلية من روائع التحف المعمارية في القدس

ويستوجب الاشارة  في هذا المقام الى المدرسة السلامية او الموصلية، والتي تقع على بعد عدة أمتار من الرباط، وهي  في مصاف اجمل المدارس المملوكية التي اسست بالقدس، وتتمتع بغنى معماري وزخرفي، بحيث تم افراد كتاب مستقل لها من قبل كاتب هذه السطور، يتناول خصائصها ومكوناتها المعمارية، فمؤسسها إسماعيل ابو الفدا مجد الدين السلامي ومثبت وقفها الأول[15] ينسب إلى بلدة سلّامية[16] القريبة من مدينة الموصل في شمال العراق، والتي كانت تقع على ضفة  نهر دجلة  الشرقية وكانت تبعد مسيرة يوم عن الموصل(20-30 كم)[17]. وقد ولد مجد الدين السلامي في 671/1272- 1273 وتوفي في يوم الأربعاء 7 جمادى الثانية من عام 743/ 6 تشرين ثاني 1342، أي أنه عاش ما يقرب من سبعين عاما، كانت حافلة بنشاط موفور في التجارة والحياة الدبلوماسية[18].  وكان السلامي من كبار التجار في عهد السلطان الملك الناصر مُحمّد بن قلاوون، حيث كان مستوردا للمماليك، ولقب بتاجر الخاص في الرقيق. لقد أثرى مجد الدين ليس فقط بفعل عامل التجارة، بل لما تمتع به من مكانة وحظوة في دولة الناصر مُحمّد، ولما حصّله من امتيازات وتنازلات مالية تجارية وصلت إلى ما يقرب من 150 درهما يوميا إضافة  إلى اقطاع له في بلدة أراق في منطقة بعلبك في لبنان وصلت قيمة انتاجها إلى حوالى 10,000 درهم سنويا وذلك حسب تقدير المؤرخ الصفدي. ولم تقتصر مكانة السلامي على شهرته التجارية، بل امتدت إلى ملَكته الدبلوماسية ومهارته التفاوضية كمفاوض للسلام مع ابي سعيد الحاكم الايلخاني.  لقد حفظت الحوليات التاريخية عدة زيارات صحبة رسل المغول الذين حمّلوه عدة رسائل سلام  للقاهرة. ومن نشاطه إتمامه لاتفاقية سلام لمدة عشر سنوات وعشرة أشهر في عام 723/1323. لقد قرظ الصفدي موهبة السلامي الدبلوماسية قائلا:" ما  رايت مثله في النطق السعيد المناسب". لقد تعرف عليه المؤرخ العمري[19]  وكان مصدرا لمعلوماته عن بغداد وتبريز. وبعد حياة حافلة وطويلة[20]، يبدو ان نجم السلامي قد أفل بموت الناصر مُحمّد حيث صودر مصادرة يسيرة  من قبل الأمير قوصون، وحينما وافته المنية دفن بتربته التي أقامها خارج باب النصر في مدينة القاهرة. ان درجة ثراء السلامي مكّنته من حيازة قصر وتربة في القاهرة قريبا من باب النصر وفي شارع حمل إسمه وأطلق عليه إسم درب السلامي. ولا شك ان السلامي، بثقافته، قد أدرك لما للقدس من أهمية ومكانة في العقيدة الإسلامية، مما دفعه لأن يجمّلها بمؤسسة هامة، كان لها دور كبير في حياة القدس الثقافية والإحتماعية والدينية، فقد اتم بها بناء مدرسة نسبت إليه، فعرفت بالمدرسة السلامية (الموصلية).

ونظرة أولية على النسيج المعماري للمدرسة السلامية، خاصة الواجهة الغربية، تترك انطباعا مؤثرا على المستوى الفنى االراقي والزخرفي الذي تتمتع به هذه المدرسة ويجعلها تصنف من أجمل مباني القدس التي بنيت من قبل سلاطين أو أمراء كبار في الدولة المملوكية كالمدرسة الأشرفية والمدرسة التنكزية والخانقاة الدوادارية والطشتمرية وقصر الست طنشق المظفرية والمزهرية، بل ان السلامية تتفوق من حيث المستوى الفني على كثير من مدارس الأمراء المماليك في القدس. ولم نلمح في  ما توفر من مصادر ومراجع في سيرة السلامي ما يشير إلى علاقة مباشرة مع مدينة القدس، لكن يبدو ان ثراء السلامي من ناحية، وتنقله الكثير في مناطق الدولة المملوكية  مرورا بالقدس، ونظرا لمكانة القدس الدينية في العقيدة الإسلامية، ورغبته في فعل الخيرات، حفزته ليؤسس مدرسة في القدس للتقرب إلى الله لنيل الثواب، خاصة وان ما عرف من تفاصيل لاحقة عن وقف ومهمة المدرسة يوضح البعد الدينى والثقافي لهذه المدرسة الجميلة البناء[21].

لمبنى السلامية واجهتان، شمالية تطل على طريق المجاهدين، وهي ذات نسيج معماري غير متجانس، وواجهة غربية رئيسة مملوكية الطراز تحوى المدخل الفخم للمدرسة وعناصر فنية من الصنج المعشقة والمقرنصات. يوصل المدخل الى دركاة مربعة صغيرة تؤدى الى ممر يفضى الى صحن المدرسة المكشوف.  والى الجنوب من الدركاة يوجد ممر في نهايته الغربية ممر يوصل الى درج يقود الى طابق ميزانيين متواضع كان يوصل لسطح المدرسة . وصحن السلامية المكشوف محاط من الجهات الثلاث الجنوبية والشرقية والشمالية بخلاوى، في حين الجهة الغربية تضم قاعة كبيرة للاجتماع. يوجد في الجدار الجنوبي حنية بئر جميلة متقنة الصنعة، وفي الزاوية الجنوبية الشرقية للصحن يوجد درج يوصل الى السطح والى بعض الاضافات المعمارية التي تشكل الطابق الثاني للمدرسة.  واقتطع من الصحن في قسمه الشمالي مساحة تستخدم للسكن مع بقية الخلاوي وقاعة الاجتماعات.

الخلاصة

 واعتمادا على ما تقدم، فقد ظهر بجلاء ان هناك وشائج وعلاقات معمارة وفنية ودينية ربطت مع بين المسجد الاقصى والقدس من ناحية ومدينة ماردين وما يجاورها من المدن من ناحية أخرى، مما يؤسس لما للمسجد الاقصى والقدس من اعبتار ومكانة، نأمل ان يستفاض في الكشف عن جوانت اخرى منها حتى تكتمل الصورة وتتضح عمق العلاقة بين المدينتين.




 

قائمة باهم المصادر والمراجع

 

ابشرلي، محمد، والتميمي، محمد ، أوقاف وأملاك المسلمين في فلسطين، استانبول، معهد ارسيكا، 1982.

الاصفهاني، عماد الدين الكاتب ابو عبدالله بن علي، الفتح القسي في الفتح القدسي، القاهرة، بولاق، 1902.

الخطيب، مصطفى، معجم المصطلحات والالقاب التاريخية، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1996.

الدواداري(ت ؟)، ابي بكر بن عبدالله بن ايبك، كنز الدرر وجامع الغرر، ج 9، الدر الفاخر في سيرة الملك الناصر، تحقيق هانس روبرت رويمر، القاهرة، مطبعة لجنة التاليف والترجمة والنشر،  1960.

رزق، عاصم محمد، معجم مصطلحات العمارة والفنون الاسلامية، مكتبة مدبولي، القاهرة، 2000.

الصفدي(ت 764)، صلاح الدين خليل بن ايبك، كتاب الوافي بالوفيات، ج 9، دار احياء التراث العربي، بيروت، 1420/2000.

العارف، عارف، المفصل في تاريخ القدس، مكتبة الاندلس،  القدس، 1961.

عبد المهدي، عبد الجليل، المدارس في بيت المقدس في العصرين الايوبي والمملوك ودورها في الحركة الفكرية، مكتبة الاقصى، عمان، جزءآن، 1981.

العسلي، كامل جميل، معاهد العلم في بيت المقدس، عمان، 1981.

العسلي، كامل جميل، من أثارنا في بيت المقدس، عمان، 1981(أ).

مجير الدين الحنبلي، الانس الجليل بتاريخ القدس والخليل، عمان، مكتبة المحتسب، جزاءآن، 1973.

المقريزي(ت 845)، تقي الدين احمد بن علي، السلوك لمعرفة دول الملوك، جزء 3، تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية بيروت لبنان،  1997.

المقريزي(ت 845)، تقي الدين احمد بن علي، كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار المعروف بالخطط المقريزية، ج2، الناشر مكتبة الثقافة الدينية، 1987.

النتشة، يوسف سعيد، التراث المعماري لمدينة القدس: دراسة في تطوره وطرزه وأعلامه وعناصرة المعمارية والزخرفية، القدس، مؤسسة التعاون، 2020.

النتشة، يوسف سعيد، المدرسة السلامية "الموصلية"" تاريخها وعمارتها ومنهج ترميممها، مؤسسة التعاون، القدس، 2016.

نجم، رائف، وعبد المهدي، عبد الجليل، والنتشة يوسف، والحلاق بسام، زكلبونة عبدالله، كنوز القدس، ( مؤسسة المدن العربية، ومؤسسة ال البيت عمان، 1983.

ياقوت الحموى (ت626)، معجم البلدان، 5 مجلدات، دار صادر، بيروت، 1977.

 

Abu Khalaf, M., Islamic Art through the Ages: Masterpieces of the Islamic Museum of al-Haram al-Sharif, Jerusalem, 1988.

Bieberstein, K. and Bloedhorn, H., Jerusalem, Grundzuge der Baugeschichte vom Chalkolkithkum bis zur Fruhzeit der osmanischen Herrrschaft.3 Band, Wiesbaden 1994.

Burgoyne, M. H., Mamluk Jerusalem، an Architectural Study, Buckhurst Hill, 1987.

Hawari, M., K., Ayyubid Jerusalem (1187-1250) an architectural and archaeological study, BAR international Series 1628, Oxford, 2007.

Meinecke, M., Die Mamlukische Architektur In Agypten  und Syrien (648/1250 bis 923-1517), Teil I, Genese, Entwicklung, Und Auswirkungen Der Mamlukischen  Architektur. Teil II, Chronologische List Der Mamlukischen Baumassnahmen. Abhandlungen des Deutschen Archaologischen Instituts Kairo, 1992.

 

 

 



[1] سجلات محكمة القدس الشرعية، سجل 12، حجة رقم  2571؛ Burgoyne 1987. 412

[2] تنسب الاوحدية الى الامير الايوبي يوسف بن داود ابن الناصر داود بن المعظم عيسى بن العادل. عنه يوسف سعيد النتشة، التراث المعماري لمدينة القدس: دراسة في تطوره وطرزه وأعلامه وعناصرة المعمارية والزخرفية (القدس، مؤسسة التعاون، 2020)، 162-163،ـ وأما عن التربة الاوحدية فيمكن الرجوع الى:  بورغوين (Burgoyne, M. H, Mamluk Jerusalem, (London, Buckhurst Hill 1987) 167-177, no. 9)) وانظر: ايضا: عارف العارف، المفصل في تاريخ القدس (القدس، مكتبة الاندلس، 1961) 222، 511؛ ، عبد الجليل عبد المهدي، المدارس في بيت المقدس في العصرين الايوبي والمملوكي ودورها في الحركة الفكرية، (عمان، 1981) ج1، 399، ج2، 225؛ كامل جميل العسلي، 1981، معاهد العلم في بيت المقدس (عمان، 1981)251-253؛ كامل جميل العسلي، من أثارنا في بيت المقدس (عمان 1981، أ)، 28-29؛ محمد ابشرلي ومحمد التميمي، أوقاف وأملاك المسلمين في فلسطين(استانبول 1982)، 35، 175؛ رائف نجم، وعبد الجليل عبد المهدي، ويوسف النتشة، وبسام الحلاق، وعبدالله كلبونة، كنوز القدس، (عمان1983)، 159-160، رقم 53؛  Meinecke, M., Die Mamlukische Architektur In Agypten  und Syrien (648/1250 bis 923-1517), Teil I, Genese, Entwicklung, Und Auswirkungen Der Mamlukischen  Architektur. Teil II, Chronologische List Der Mamlukischen Baumassnahmen. Abhandlungen des Deutschen Archaologischen Instituts (Kairo, 1992) II,84; no. 11/7; Bieberstein, K. and Bloedhorn, H., Jerusalem, Grundzuge der Baugeschichte vom Chalkolkithkum bis zur Fruhzeit der osmanischen Herrrschaft.(3 Band, Wiesbaden 1994) v.3. 101-102.

[3] من مدارس القدس الدارسة، لكنها كانت تقوم الى الشمال من المدرسة الكريمية، وعليه تكون مقابلة للرباط قبل ان تتلاشى عمارتها

[4] اي اطلع  مجير الدين عليها شخصيا

[5] رقم 173، تاريخ 795/1392، Burgoyne 1987, 412

[6] سمي الرباط بالمدرسة، وهذا مألوف في عمارة القدس، فكثير من المباني يطلق عليها اكثر من اسم وظيفي

[7] Burgoyne, 1987, 412

[8] من أبنية الاربطة المتقشقة على سبل المثال لا الحصر رباط علاء الدين ايدغدي البصير، و رباط النساء والذي اسسه الأمير تنكز الناصري ويقع في اول طريق باب السلسلة، ورباط بايرام جاويش

[9] مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والالقاب التاريخية، (مؤسسة الرسالة، بيروت، 1996) 276؛ عاصم محمد رزق، معجم مصطلحات العمارة والفنون الاسلامية، (مكتبة مدبولي، القاهرة، 2000) 165-166.

 

[10] يرى ابو خلف انها شكل مقرنص وان العقد مدبب. Abu Khalaf, M., Islamic Art through the Ages: Masterpieces of the Islamic Museum of al-Haram al-Sharif (Jerusalem 1988) 63

[11] اقتصر ابو خلف في قراءة هذه النص على Abu Khalaf 1988, 65

[12] Abu Khalaf 1988, 65;

[13] https://ar.wikipedia.org/wiki

[14] عماد الدين الكاتب ابو عبدالله بن علي الاصفهاني، الفتح القسي في الفتح القدسي، (القاهرة، بولاق، 1902) 289؛ مجير الدين، 1973، ج 1، 383،384M., Hawari, Ayyubid Jerusalem (1187-1250) an architectural and archaeological Study (BAR international Series 1628, Oxford, 2007), 199.

 

[15]  1973، ج2، 42

 [16]  ضبطها ياقوت الحموي ت 626،  معجم البلدان، (5 مجلدات، دار صار بيروت 1977،)  ج 3، 234،  حيث افاد انها بفتح اوله، قرية كبيرة بنواحي الموصل على شرقي دجلتها، وهي اكبر قرى الموصل واحسنها وانزهها، فيها كروم ونخيل وبساتين وفيها عدة حمامات وقيسارية للبز وجامع  ومنارة. ونسب

[17]  تقي الدين احمد بن علي المقريزي( ت 845) كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار المعروف بالخطط المقريزية، (جزاءان، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة 1987)، ج 2، 43.

[18]  ترجم له عدة كتّاب منهم: ابي بكر بن عبدالله بن ايبك الدواداري (ت؟) كنز الدرر وجامع الغرر، الدر الفاخر في سيرة الملك الناصر، (تح هانس روبرت رويمر، القاهرة، مطبعة لجنة التاليف والترجمة والنشر، 1960) ج9، 312-313؛  صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي، كتاب الوافي بالوفيات، (دار احياء التراث العربي، بيروت، 1420/2000) ج9، 132-133؛ تقي الدين احمد بن علي المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك، (تح محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، 1997) ج3، 59؛ 63؛ 106؛ 195؛ 326-327؛ 332؛ 363؛ المقريزي، 1987، ج 2، 43.

[19]   Burgoyne, 1987, 300

[20] يوسف سعيد النتشة، المدرسة السلامية "الموصلية:" تاريخها وعمارتها ومنهج ترميمها، (مؤسسة التعاون، القدس، 216) 92-93.

[21] لدراسة معمارية تفصلية للمبنى ينصح بالرجوع إلى: النتشة ، 2016، اماكن مختلفة، Burgoyne, 1987, 299-307، وينظر ابضا لمعلومات موجزة كل من:  سجل، 68، 22؛ العسلي، 1989، ج 3، 215؛ ابشرلي والتميمي، 1982، 33-34، 174، العارف، 1961، 202، 243؛ مصطفى مراد الدباغ، بلادنا فلسطين،  (12 جزء،  دار الهدى ، كفر قرع، 1991) 1975، ق 2، ج ، 265؛ عبد المهدي، 1981، 2، 13-17؛ العسلي، 1981، 242-247؛ نجم وآخرون، 1983، 163-165؛ Meinecke, 1993, II,153; no. 9C/254; Bieberstein and Bloedhorn, 1994, v.3, 98-99