• 20 نيسان 2024
  • ثقافيات

 

 

 

 

 

 

 

رام الله –  اخبار البلد -   افتتح غاليري زاوية  معرضا تحت عنوان  "لا زلت حياً" للفنان الغزي ميسرة بارود. وذلك وفاء لأهلنا في قطاع غزة، وإجلالاً لما مروا ويمرون به في هذه الحرب الإبادية الدموية.

 ووفق البيان الصحفي الذي وصلت نسخة منه لشبكة ” أخبار البلد“ المقدسية  فان المعرض الذي يستمر حتى ٢٣ حزيران/يونيو المقبل، يمثل لوحات لبارود نشرها منذ بداية الحرب بالأبيض والأسود أولاً بأول على صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، لتصبح بمجموعها بمثابة معرضاً توثيقيا احتجاجياً مستمراً بسقف زمني مفتوح. ونظراً لاستحالة نقل أعماله للعرض في رام الله، عمل غاليري زاوية جنبا إلى جنب الفنان محمد سباعنة وفنانين آخرين لكسر الحواجز والحدود، فتعاونوا على نقل أعمال بارود وذلك برسمها مباشرة على جدران الغاليري، وكأنهم أداة لتحقيق معرض مستحيل، لفنان غزي يعيش الحرب منذ ستة أشهر بتفاصيلها المرعبة. 

عمل الفنانان بارود وسباعنة على اختيار الأعمال وتقنيات نقلها إلى الغاليري. سباعنة الذي سبق وأن عمل مع بارود في مشاريع فنية أخرى، انخرط في هذا المشروع وانضم اليه الفنان فؤاد اليماني وآخرون منهم رهف نتشة وسلسبيلا عنبتاوي ودانيا العمري في تظاهرة نواتها التعاون على إعلاء صوت غزة.

وقد بدأ بارود بتدوين يوميات الحرب على شكل رسومات باستخدام ما وصلت له يديه من أوراق وأقلام حبر، منذ أن فقد بيته ومرسمه في مدينة غزة في تشرين الأول/أكتوبر. لم يتوقف يوما عن الرسم، منذ أن فقد "عالمه الصغير الخاص" والدمار الذي طال بيته ومرسمه وفقدانه جميع لوحاته وأدواته وكتبه بما حملت من "حياة وروح ذكريات". وثق حياة النزوح واللجوء وتنقله المستمر من مكان إلى آخر تحت القصف الوحشي والخوف من الفقدان والقلق من عدم القدرة على حماية الأحبة تحت سطوح الأسمنت الهشة. 

 يقول بارود: "أرسم لأخبر الأصدقاء أنني لا زلت حياً"، ومن هنا جاء اسم المعرض.  كما حرصت منذ بداية الحرب على غزة أن أوثق بعيني وريشتي الحرب بكل تفاصيلها، وكانت رسوماتي رسالة مني للأصدقاء أخبرهم فيها انني لا زلت حياً.

" ويضيف "دونت من خلال يومياتي قصص الدمار والفقد والموت والضعف والنزوح والجوع والألم والصبر والصمود والانكسار .، لقد دمر الاحتلال كل ما هو جميل في مدينتي الصغيرة لتصبح الأشياء عالقة في ذاكرة مشوهة تحت الركام. وأصبحت كغيري نازحا من مدينة غزة إلى أقصى جنوبها للمرة العاشرة متنقلا بين فضاءات المدينة الضيقة في محاولة للنجاة من المقتلة باحثاً عن الأمان المفقود وهرباً من الإبادة". 

وبدوره  شدد  سباعنة عن ان هذه التجربة فريدة منه نوعها مضيفا :

 "قد تكون لتجربتي السابقة بالرسم داخل السجن علاقة بما يقوم به ميسرة. فقد كانت اللوحة بالنسبة لي مساحة للخروج خارج اسوار السجن، والمرور في رحلة انتاج الأعمال والتفكير بكيفية تهريبها مع اسير آخر خارج السجن، وهي تفاصيل اهزم بممارستها السجان.“

 ومؤكدا  ان اعلان ميسرة انه مازال حيا هو بمثابة اعلان أننا جميعاً مازلنا أحياء.  حتى لا نكون على الحياد في هذه الملحمة الأسطورية، وفي محاولات استهداف الفلسطيني وإبادته جسداً وروحاً. رسمت ورسمنا لوحات ميسرة في رام الله متخذين دور سجين يهرب لوحات سجين آخر. وفي رغبة منا جميعاً ان نكون أحياء لا أمواتاً على الحياد". 

في نهاية المعرض ستمحى الأعمال كاملة عن الجدران تأكيدا على انها مؤقتة كما هي  محنة الحرب وأن كابوس الاحتلال سينتهي يوماً.