- 1 تشرين أول 2014
- نبض إيلياء
خليل العسلي
مرة اخرى نجد انفسنا نتحدث عما نفضل ان نسميه استيلاء المستوطنين على المنازل العربية وطرد اهلها ، فجأة وبدون مقدمات ، ومرة اخرى نجد الشخصيات السياسية قد استفاقت من سباتها العميق وتزاحمت امام عدسات الكاميرات تسب وتشتم وتندد وتهدد وتتوعد وتحذر وتناشد ، وبعد هذه الوجبة الدسمة الفارغة من التصريحات تعود تلك الشخصيات الى سباتها العميق بانتظار المصيبة الاخرى التي ستحل على حي من احياء القدس ، فلقد اختزلت تلك الشخصيات دورها في الصراخ فقط ، وعلى هذا الصراخ والعويل تتلقى الرواتب وما الى ذلك من امتيازات ، فكل حركة في القدس لها ثمنها حتى الضربة لها تسعيرة والرصاص المطاطي له تسعير والاعتقال له ثمنه وما الى ذلك ، حتى انه يخيل للمرء ان اقل الاسعار في قائمة الاسعار هي القدس فهي تقريبا تباع مجانا
ما علينا
المهم ، ان الحديث عن قيام مجموعة كبيرة من المستوطنين بالاستيلاء على عدد من الشقق يزيد عن العشرين ( فوسائل الاعلام التي تعادي المهنية لم تتفق فيما بينها على العدد هل هو 23 او 26 ، فالمراسل الصحفي يفضل ان يحصل على معلومته عبر الفيسبوك، بدل التوجه الى سلوان وعد المنازل فسلوان ليست في المريخ ، ولكنه الكسل والجهل الذي يعانى منه المراسل والمحرر ..) هذا الحديث يثير الكثير من التساؤلات المشروعة ، فالغريب ان سكان تلك الشقق جميعا تقريبا كانوا خارج منازلهم اثناء الاقتحام ! اليس هذا غريبا في القدس بشكل خاص والتي يصر الجميع المبيت في منازلهم خشيتهم من القادم , كما ان الكثير من المنازل تم دخولها بفتح الباب الرئيسي بالمفتاح الاصلي وليس عنوة او بالقوة .. وهذا بحاجة الى اجابات ، كيف حصل هؤلاء المغتصبون على المفاتيح الاصلية ؟!( كما قال محامي بعض العائلات التي قررت التوجه الى المحكمة الاسرائيلية لاستعادة منازلها)
ان هناك قناعة تسود الشارع المقدسي ، وهذه قناعة مرعبة ومخيفة ، ولهذا يهمس بها الناس بعيدا عن الغرباء المنتشرين بيننا ، هذه القناعة تقول ان المستوطنين ومن يقف ورائهم من دولة وعملاء وخونه لا يمكن ان يدخلوا بيتنا الا بعد الحصول على الاوراق سواء بالتزوير او الاوراق الصحيحة ، المهم انهم لا يقتحموا بيتا هكذا ، فهم يعملوا بعقل ويعرفون انهم سيصلون الى المحكمة عاجلا ام اجلا ..! ولهذا فان الحديث عن اقتحام عنوة (زعرنه) حديث لا يقبله عقل مقدسي فكل بيته يتم الاستيلاء عليه له قصة وحكاية، ويكون العفن قد اصاب اما مالك العقار او المستأجر ! وهذه النقطة التي يستغلها بعض العملاء ( من ابناء جلدتنا )الذين باعوا روحهم للشيطان فهانت عليهم خدمة الشيطان ، وتسهيل عملية تسريب البيوت والعقارات وتزوير الاوراق والترهيب والترغيب باستخدام الدين والعنف واشياء اخرى ، كما ان غياب القانون وسيادة قانون الغاب في المجتمع المقدسي ، ومبدا "من لا ظهر له يسهل ابتلاعه" ، "ومن تعرف ديته اقتله " او " كل عيلة ما فيها ازعل حقها ضايع" ساهم بصورة كبيرة الوقوع ضحيته الشيطان واعوانه ، فكم مرة سمعنا جميعا من يقول بصوت عالي :...والله راح ابيع البيت لليهود ،لا اعطيك اياه !! سمعنا ولم نفعل شئ، سمعنا ووقفنا مع الباطل ضد الحق ، سمع شيوخ الدين الذين لا يقطعون فرض صلاة في الاقصى ، ومن يطلقون على انفسهم لجان الاصلاح صرخة المستغيث وفضلوا جميعا الوقوف مع الباغي الظالم لان له ظهر ... كل هذا ساهم بوصولنا الى هذه الحالة المزرية ، حالة الدمار الاجتماعي والاخلاقي
النقطة اخرى والتي تلفت الانتباه في واقعه سلوان الاخيرة ، هي الشخصية التي قامت بشراء البيوت التي تسربت لاحقا للجماعات الاستيطانية التي تتمنى ان تمحى العرب عن وجه الارض ، هذه الشخصية التي ورد ذكر اسمها في وسائل الاعلام بما في وسائل التواصل الاجتماعي بل ان محامي بعض العائلات ذكر اسمه بصوت عالي في مقابلة مع احدى الاذاعات الفلسطينية والاسرائيلية ،
هذه شخصية معروفة في اوساط المتدينين في القدس ومعروفة ايضا في اوساط المترددين على الاقصى فهي شخصية دينية معروفة كانت ترأس جمعيه جعلت اسم الاقصى عنوانا لها ، مما سهل على بعض الناس بيع عقاراتهم لها لاعتقادهم انها ستحميها ، كما حدث قبل سنوات عندما توجهت بعض العائلات الى بعض الشخصيات الوطنية وبعض المحامين المشهورين للدفاع عن العقارات التي كانت مهددة ، لتكتشف لاحقا ان هذه الشخصيات والمحامين كانوا السبب بتسريب العقارات الى اليهود ، والامثلة على ذلك كثيرة
وهنا تذكر ما قاله احد حكماء القدس رغم صغر سنه، عندما علقت على واقعة سلوان الاخيرة بقوله : دود الخل منه وفيه ، وان قضية تسريب العقارات في القدس لا يجب ان تبحث بمعزل عن فحص الذات اولا ، ومعالجة الخلل فينا ، وبعد ذلك نلقى اللوم على المستوطنين الذين يعملون وفق منهج يدعو الى طرد العرب من القدس بكل الوسائل مدعومين من كل الجهات الرسمية وغير الرسمية، وعلى العرب في القدس اولا واخيرا ان يصلحوا ما بأنفسهم حتى يقف الله معهم ، فهم لوحدهم في الساحة ، قبل ان يستيقظوا ذات يوم ليجدوا ان بيوتهم ليست لهم وعليهم الرحيل !
وللحديث بقية