- 31 تشرين أول 2015
- نبض إيلياء
خليل العسلي
اثارت المقالة السابقة عاصفة من ردود الفعل في اوساط المقدسيين وحتى العرب ، تلك الردود تراوحت ما بين مؤيد بشدة ، وما بين معارض ، ولكن رد الفعل الذي ابداه الدكتور علي قليبو استاذ علم الاجتماع والكاتب والفنان المقدسي المعروف كان الاكثر اختلافا وحدة واصرارا ، حيث بادر الى الاتصال بعد قراتها المقالة بدقائق قائلا : لم يعجبني طريقة تعاطيك مع الوضع ! فإن تشخيص الوضع لا يعني تغيره ، بل يعنى تعميق حالة اليآس والقنوط واعوذ بالله من القنوط !! فبدل ان نقعد ونبكى ونشكي همنا ،لان هذا لن يغير الواقع ، يجب علينا جميعا النظر الى الجانب المليان من الكآس ، والى الجانب الاكثر اشراقا من القصة حتى لو كان هذا الجانب عبارة عن خيط رفيع !
فسالته على الفور بعد ان توقف لثواني لالتقاط انفاسه : وما هو الجانب الايجابي بوضعنا الاسود ، وفي قصة السيطرة الاسرائيلية الزاحفة على الاقصى ؟! فرد الصديق الدكتور علي حتى بدون ان يتنظر ان انهى السؤال وكآنه كان على علم مسبق بهذا السؤال : اسمع ! الحقيقة التي لا يستطيع احد اخفائها خلف قناع الخوف والحزن هو ان المسجد الاقصى اعيد فتحه امام جميع الاعمار ، وانظر الى عشرات الالاف التي تصل الى المسجد الاقصى ايام الجمع، اليس هذا انجازا يجب ان نعترف به !! هذا الانجاز ما كان ليحصل لولا الجهود التي قام بها الاردن ، لولا الهبة التي قام بها شباب القدس الذي لا يعرف اليآس طريقا الى قلوبهم رغم التضحيات !!
اسمع ايضا يا صديقي الصحفي : ان وضع الكاميرات ليست بالشئ السلبي كما يصوره المتباكين السوداوين !! بانه الهزيمة وانه النهاية بل ان هذه الكاميرات يمكن ان تساهم في تعميق السيادة العربية
قلت له بصراحة لا اعرف كيف يمكن لهذه ان تعمق السيادة العربية و،،،، وهنا قاطعني الصديق المقدسي الاصيل مستطردا : انظروا الى التاريخ فعندما فتح صلاح الدين الايوبي القدس بقي الصليبون مسيطرين على الساحل الفلسطيني حتى العصر المملوكي المتاخر ، ولكن لم يتحدث احد عن ذلك بل صبوا جل اهتمامهم بفتح صلاح الدين للقدس ، ولم نرى ان هناك من اعتبر هذا الفتح بانه هزيمة لان الصلبيين بقوا في غالبية المناطق بل اعتبروه نصر عظيما وهو كذلك
واكمل د قليبو حديثه الذي كان كالسيل الهارد بدون انتظار اي رد او تعليق : يجب ان نغير طريقة تفكيرنا يجب ان لا نفكر بالهزيمة دائما بل بالنصر حتى لو كان نصرا صغير
وهناك تدخلت عندما حانت الفرصة : ولكن هل يعنى هذا ان نجمل واقعا هو اسود اصلا واقعا اقرب الى الكارثة منه الى الانفراج
فرد قليبو وكانه يقرا من كتاب مفتوح امامه : طبعا لا ، لا يجب ان نخفى الواقع او نحاول تجميله فهو الواقع الذي نعيشه ولكن يجب بث روح التفاؤل والامل لا نهبط من العزائم ، فالشباب اصبح الان بمقدوره زيارة الاقصى والصلاة فيه ٫ كما انه اصبح بامكاني اخذ صور للمسجد الاقصى قي ساعات الفجر والغروب لاظهار جمال هذا المكان الروحاني المقدس للعالم واصبح بالامكان توثيق اللحظة
ما علينا
المهم ، ان ما قاله د علي قليبو الذي كتب عن القدس ٫ ورسم القدس اكثر من اي شخص اخر، وتحدث عن القدس بكل اللغات اكثر من بعضنا ، صحيح ويجب اخذه على محل الجد فهو موقف قد يكون علاجا لحالة الكابه وفقدان الامل بغد افضل، ولكن نحن كصحفيين واجبا وضع اصبعا على الحرج حتى لو كان داميا ، مؤلما من اجل اظهاره للناس ، اما الحلول فليس عندنا فهي عندنا اصحاب القرار ، وبالتالي فان نقل الواقع كما هو لا يعنى اننا نبالغ فيه ، واعتقد انه جان الوقت ان ننظر الى ما يجرى في القدس بمنظار مختلف منظار ليس سودويا ولا ورديا ……
فصحيح ان ما جرى في القدس هو انجاز صغير ولكنه انجاز جاء نتيجة جهود مختلفة ، حتى النجاح الاردني في اليونسكو حول حائط البراق والمسجد الاقصى يعتبر انجازا لا يستهان به، ولا يجب التقليل من اهميته رغم ان البعض قد يقول ان هذا لا شئ امام الحملة الاسرائيلية الشرسة ، الا انه انجاز ويستحق منا الشكر
وكما قيل تفائلوا بالخير تجدوه
وللحديث بقية